15/7/2006
إنا لله و إنا إليه راجعون
تنعى الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين السجين السياسي السابق السيد الهاشمي المكي الذي وافاه الأجل المحتوم يوم السبت 15 جويلية 2006 بمنزله الكائن بمنزل بورقيبة إثر مرض عضال أصيب به عندما كان يقضي عقابا طويل الأمد بمختلف السجون التونسية دون أن يقع إسعافه بالعلاج اللازم في الوقت المناسب علما بأن السبب المباشر للمرض الذي عانى منه هو حالة التسمم التي يصاب بها عدد كبير من المساجين الذين يقضون عقوبة بالسجون التونسية و الناتجة عن الاكتظاظ الذي يفوق الخيال و الذي يحرم السجين من حقه في التنفس و يحرمه من الهواء النقي نظرا للدخان الكثيف المتصاعد في جميع غرف السجون التونسية من جراء التدخين المفرط من طرف المدمنين على التدخين و الذي يتسبب في تلويث الهواء و إصابة غير المدخنين الذين يقع حشرهم قسرا و رغم إرادتهم و رغم الاحتجاجات الصادرة عنهم مع المدخنين و هو ما يؤدي لإصابة البعض منهم بالإختناق وبالإغماء المتواصل و إصابة الكثيرين منهم بمرض ضيق التنفس الذي يتطور ويصبح سرطانا بالرئتين يقضي عليهم في صورة عدم اسعافهم بالعلاج اللازم في الوقت المناسب و هو بالضبط ما حصل للسجين السياسي السابق المرحوم الهاشمي المكي.
و ما أن خرج من السجن خلال شهر مارس 2006 حتى أخذت عائلته على عاتقها علاجه لكن هيهات فقد فات الأوان و تطور الورم الخبيث و تسرب السرطان إلى كامل البدن و رفع الأطباء أيديهم عنه و أرجعوه إلى محل سكناه ليكمل أنفاسه بين أفراد عائلته و ذويه و قد كان قبلة لزائريه من الحقوقيين و من المعذبين من المساجين السابقين الذين تعرضوا لمضايقات عديدة من طرف البوليس لمنعهم من الزيارة و قد أودع المغفور له الهاشمي المكي وصيته في عرض تصويري قامت به الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تحدث فيه بصعوبة و بعد إغماءات متقطعة عن:
- تردي الوضعية الصحية للمساجين السياسيين في السجون التونسية بسبب صعوبة مقابلة الطبيب وانعدام الرعاية الطبية و فقدان الأدوية الناجعة.
- تعديده للمساجين السياسيين الذين قضوا نحبهم في السجون التونسية نتيجة الإهمال و عدم تقديم الإسعافات اللازمة في الوقت المناسب.
- أعداد المرضى من المساجين السياسيين في السجون التونسية و كيف أن قائمة الوفايات مرشحة للارتفاع لتواصل سياسة القتل البطيء.
- شكر المنظمات الحقوقية و المنابر الإعلامية التي ساندته و ساهمت في إبراز حالته الصحية مما أدى إلى إطلاق سراحه .
- دعوته للمنظمات الحقوقية إلى مزيد العمل من أجل إطلاق سراح كافة المساجين السياسيين.
و قد دخل في غيبوبة متواصلة بعد حديثه الصحفي دامت خمسة أيام كاملة.
و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تتوجه بأحر التعازي لجميع أفراد عائلة الفقيد و ترجو من الله أن يرزقهم جميل الصبر و السلوان تدعو السلطات التونسية أن تعمل لوضع حد لهذه المأساة المتواصلة التي يعيشها من بقي بالسجون التونسية من المساجين السياسيين و تطالب بإطلاق سراحهم حالا تلافيا للمزيد من العذاب و من الاصابات.
الأستاذ محمد النوري