3/10/2007
قبل خمسة وأربعين عاما شهد التاريخ السوري المعاصر أكبر عملية انتهاك جماعية لحقوق الإنسان ففي الخامس من أكتوبر -تشرين الأول من عام 1962 تم تجريد 120 الف كردي من جنسيتهم السورية بموجب إحصاء استثنائي في محافظة الحسكة وقد ترتب على ذلك الإحصاء الجائر حرمان الكرد الذين شملتهم القرارات المكملة لمهزلة الإحصاء من كافة حقوقهم المدنية والسياسية، فلا يحق لهم تملك العقارات، و لا يحق لهم ممارسة بعض المهن الحرة مثل الطب و المحاماة التي يشترط لممارستها التمتع بالجنسية السورية، كما انهم لا يستطيعون السفر إلى خارج البلاد، و لا يحق لهم الترشيح أو الانتخاب، و غير ذلك من الحقوق الأساسية التي يشترط لممارستها التمتع بالجنسية
وقد وعد الرئيس السوري بشار الأسد أكثر من مرة منذ توليه السلطة بالعمل على تسوية أوضاع الكرد الذين جرى حرمانهم من جنسية وطنهم دون وجه حق ورغم تكرار الوعود لم يتم اتخاذ أي إجراء رسمي لإعادة الحق إلى نصابه والجنسية إلى أصحابها
ويزيد اليوم عدد المجردين من الجنسية بموجب ذلك الاحصاء الجائر عن 275 ألف
ان المرصد السوري لحقوق الإنسان يعتبر تجريد الكرد السوريين من الجنسية قرارا تعسفيا و غير قانوني و يتعارض مع المادة (15)من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على
-
- -1لكل فرد حق التمتع بجنسية ما
- -2لا يجوز، تعسفا، حرمان أي شخص من جنسيته ولا من حقه في تغيير جنسيته
وبعد الإحصاء الاستثنائي، تم تجريد المجردين من الجنسية من أراضيهم وممتلكاتهم ،وقامت السلطات السورية بتنفيذ مشروع (الحزام الأخضر )وانتزعت الأراضي الزراعية من المواطنين الكرد في محافظة الحسكة و تم توزيعها على فلاحين عرب تم استقدامهم من محافظة الرقة و حلب، فمنحت كل عائلة مساحة 200 دونم و تم إسكانهم في قرى نموذجية، ومابين سنة(1973-1975) تم توزيع 720000 دونم من أخصب الأراضي عليهم، و حرمان أصحابها الفلاحين الكرد منها
ان تجريد الكرد من أراضيهم يتعارض مع المادة(17)من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تنص على
-
- -1لكل فرد حق التملك، بمفرده أو بالاشتراك مع غيره
- -2لا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفا
والمرصد السوري لحقوق الإنسان إذ يستنكر هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق شريحة كبيرة من مكونات المجتمع السوري يطالب السلطات السورية
إلغاء الإحصاء الاستثنائي لعام 1962 بحق الكرد في سوريا و ما يترتب عليه من نتائج
وإلغاء كافة المشاريع و السياسات الاستثنائية المطبقة بحق الكرد لتصبح سوريا وطنا يتسع لجميع أبنائها
كما يؤكد على ضرورة رد الجنسية للمجردين و المحرومين منها في سوريا
لقد حان الوقت ليقوم الرئيس السوري بشار الأسد بتنفيذ وعوده فهذه الأزمة الملتهبة منذ عشرات السنين تهدد إذا استمر التقاعس في حلها الوحدة الوطنية في سورية فقد كان التجريد من الجنسية على الدوام بمثابة المحرض الرئيسي على كافة القلاقل التي شهدتها المناطق ذات الكثافة الكردية
ان حق الكرد السوريين في التمتع بجنسية وطنهم مسألة غير قابلة للمساومة ولا للتسويف وأي تأخير في حلها وتسوية ذيولها يهدد استقرار المجتمع السوري ويعرض سورية لقلاقل وفتن هي في غنى عنها
المرصد السوري لحقوق الإنسان