25/10/2007

الدكتور منصف بن سالم أحد أبرز علماء تونس في الرياضيات وقد تميز في السنوات السابقة لـ 7 نوفمبر1987 بنشاطه العلمي الذي أكسبه شهرة دولية بوصفه عضوا مشاركا في المراكز و المنظمات الدولية المهتمة بالرياضيات ، وهو من مؤسسي المدرسة القومية للمهندسين بصفاقس و عضو في لجان علمية متعددة فضلا عن نشاطه النقابي بوصفه كاتبا عامامؤسسا لنقابة التعليم العالي بصفاقس وكانت كل الدلائل تشير قبل 1987 إلى أن هذه الشخصية العلمية سيكون لها شأن كبير خارج الحدود و دور وطني هام في النهوض بالأبحاث العلمية في مواد اختصاصه ، إلا أن اعتقال الدكتر بن سالم يوم 26 نوفمبر كان فاتحة سلسلة متصلة الحلقات من التجويع و القمع و انتهاك الحقوق مازالت متواصلة لحد اليوم ، ففي ماي 1989 وقع منعه من مباشرة مهامه كأستاذ محاضر في الرياضيات بالمدرسة القومية للمهندسين بصفاقس على الرغم من عدم وجود أي إجراء أو قرار يجيز هذا المنع الذي تكفل بتنفيذه أعوان البوليس السياسي الذين صدوه بالقوة ومنعوه من دخول الحرم الجامعي .

و حيال هذه الانتهاكات التي لم تشهد البلاد في تاريخها مثيلا لها رفع الأستاذ محمد النوري في 9 نوفمبر 1989 قضية في طلب إلغاء رفض وزارة التعليم العالي ضمنيا تمكين الدكتور بن سالم من مباشرة مهامه وقد رسمت هذه القضية لدى المحكمة الإدارية تحت عدد 2722 ليقع تعيينها بجلسة يوم 25 أكتوبر 2007 .. أي بعد حوالي …18 سنة من تاريخ رفعها ..!

وبعد أن تمسك الأستاذ النوري بتقاريره رافع الأستاذ عبد الوهاب معطر داعيا المحكمة إلى التنبه لدلالة بقاء القضية 18 سنة كاملة دون أن يقع البت فيها و إلى تأثير ذلك على المسار العلمي لعالم في الرياضيات يعد مفخرة لبلاده ، و أبرز العذابات التي تعرض لها منوبه و المظالم التي تسلطت عليه و على عائلته طيلة هذه السنوات منتهيا إلى تفنيد ادعاءات وزارة التعليم العالي و محاولتها الإلتفاف على منع منوبه من مباشرة وظيفه بنقلته تعسفيا بقرار إداري يفتقد لجميع المقومات القانونية و الواقعية وصولا إلى الشطب على الدكتور بن سالم بأمر رئاسي يجسد التجاوز الواضح للسلطة و الإنحراف بالإجراءات ، و طلب في الأخير من المحكمة إنصاف منوبه بعد هذه السنوات الطويلة حتى لا يقع إهدار هذه الطاقة العلمية الفذة .

وقد قررت المحكمة تأخيرالنظر في القضية لجلسة يوم 22 نوفمبر2007 للتصريح بالحكم .

عن لجنة متابعة المحاكمات
الكاتب العام للجمعية : الأستاذ سمير ديلو