21/1/2009

فى المؤتمر الصحفى الذى عقده السيد وزير الاسكان وبرنامج العاشرة مساءً المشار إليهما فى الجزء الاول من الرسالة ، أنطلق” الوزير الحائر” بين كونه رجل أعمال ورجل دولة ليرسم صورة زاهية عن رؤيته فى تطوير شمال الجيزة كنموذج لتطوير العشوائيات، وكأن ظاهرة العشوائيات حدثت وتوقفت ويجرى التعامل معها لإنهائها . وهذا مخالف للواقع تماماً، فالعشوائيات تتسع وتتعمق كل يوم، ولن نذهب بعيداً، فإذا أصطحب السيد الوزير السيدين محافظ الجيزة ومحافظ أكتوبر فوق الطريق الدائرى بإمبابه، لوجدوا منطقة عشوائية جديدة تبزغ غرب الطريق على الاراضى الزراعية ( وبالمره يفتتحوها ويقصوا شريطها ) .

إن كنت لا تعلم يا معالى الوزير المعلومات والحقائق عن قضية الاسكان والعشوائيات فتلك مصيبة ، أما إن كنت لا تعلم ونحن متأكدون أنك تعلم فالمصيبة أعظم، ولكن الانحياز لصالح فئة على حساب الاغلبية.

إن عنوان مأساة العشوائيات هو ” خروج المصريين من سوق السكن ، والبحث عن الاسباب يؤدى الى رؤية بديلة شاملة هى بالضرورة عادلة ومتحضره، وليس كما تطرحون رؤية جزئية قاصره وقبيحة، تخفى الاسباب الحقيقية لتمرير سياسات منحازه لصالح فئة محدودة، وتستمر الظاهرة وتستفحل ويدفع الثمن دائماً الاغلبية والوطن.

ويبدو أننا نحتاج أن نذكر معالى الوزير ببعض الحقائق ، حتى لا يتهمنا بالتجنى عليه:

  • المعروض من الوحدات السكنية يقل عن 50% من الطلب، وعندما تقون ان 80% من الوحدات المعروضة تمليك وليس إيجار، الى جانب أن أسعار الايجار زادت بما يفوق القدرات المالية فأين يذهب المصريون؟
  • 50% من إجمالى الاستثمارات تتركز فى القاهرة الكبرى ، والباقى أغلبه فى المراكز الحضريه، مما يدفع للهجرة من الارياف الى المدن بحثاً عن فرص عمل، والاقتصاد الغير الرسمي يفوق فى بعض التقديرات 60 % من الاجمالى ، ويستتبع ذلك نمو سرطانى للمهن الهامشية التى ترتبط بالضرورة بالأحياء العشوائية .
  • يتم إهدار 60 ألف فدان سنوياً من الوادى والدلتا، يتحول معظمه الى عشوائيات، مما يهدد فيما لو أستمر هذا المعدل بالقضاء على الارض الزراعية خلال بضعة عقود.
  • عدد سكان العشوائيات يفوق 17 مليون نسمة يزداد كل يوم .
  • عدد سكان المقابر يتخطى 60 ألف نسمة.
  • يوجد 3 مليون وحدة سكنية مغلقة، والاحتياج الان فى حدود هذا الرقم !!!

ما سبق هو بعض الحقائق والارقام التى تثبت بكل وضوح أن نظرتكم لتطوير العشوائيات هى جزئية وقاصرة بل ومدمره، لأن غياب رؤية شاملة لقضية السكن وهى جزء من رؤية تنموية شاملة تفتقدونها وتبيعون لنا الوهم أنكم تطورون والتدمير يسرى فى كل مكان .

إن التعامل بالقطعة يا معالى الوزير مع أزمة السكن والعشوائيات هو مجال خصب لنمو السماسره والأنانيين وخاصةً عندما يترافق ذلك التعامل الجزئي مع إنتهاك القانون والإخفاء وعدم مشاركة أصحاب المصلحه والحاضرين .

وأخيراً ما رأى معاليكم فى إلزام المحكمة لكم بجلستها بتاريخ 13/1/2009 بتسليم كافة خرائط المشروع ” 38 خريطة” ، التى كنتم حريصين على إخفائها بحجة منع المضاربة؟؟!! ونلتقى فى الجلسة القادمة بالمحكمة فى 24/2/2009.

اللجنة الشعبية للدفاع عن ارض المطار