21/3/2008
في خطوة تتسم بالاستنسابية منعتني وزارة الإعلام السورية من تغطية اعمال القمة العربية المقررة بدمشق نهاية الشهر الجاري دون بيان الاسباب التي ادت الى هذا القرار…، ان مايثير الإستغراب وعلامات التعجب هو اني كنت دعيت اكثر من مرة مع الصحفيين ومراسلي وسائل الاعلام العربية والاجنبية المعتمدين بدمشق لمرافقة الرئيس السوري بشار الاسد في عدد من زياراته وبالفعل فقد قامت بتغطية عدد من هذه الزيارات لموقع ايلاف الذي يدخل اليه الكثير من السوريين عبر برامج خاصة (بروكسي )لكسر الحجب، كما ان كافة الوزرات والمؤسسات الرسمية الاخرى بما فيهم مكتب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع يتعامل مع كل الصحافيين بكل عقلية منفتحة ودون كيدية وانتقاء الامر الذي يؤكد فردية قرار وزارة الاعلام وانغلاقه على الاخر بعكس الشعارات التي تطرحها الوزارة دون تطبيق.
والاغرب من هذا ان يصرح معاون وزير الاعلام السوري طالب قاضي امين ان كافة الصحافيين العرب والاجانب مرحب بهم لتغطية احداث القمة عدا الاعلام الاسرائيلي!!!!، ويبدو ان وزارة الاعلام السورية قررت في سابقة وتصرف ينم عن استهانة بحرية الصحافة في قرارها “بمنع التغطية وان تسمح لها بتغطية مجريات القمة لاية جهة اعلامية كانت الا ايلاف “، ان تنافس اجهزة الامن فتمنع ما لم تقم به اجهزة الامن التي تغض الطرف عن عملي في دمشق حيث بدات الاجهزة منذ حوالي السنتين في تعاط جديد مع الاعلاميين يعتمد على الحوار والنقاش والحجة.
ويبدو ان وزارة الإعلام باتت تدار هذه الايام بعقلية عفا عليها الزمن تعتمد اساليب تنفر وسائل الإعلام وتسيء الى صورة سورية التي تسعى للترويج لافكار الانفتاح السياسي والاقتصادي وتسعى الى استقطاب الاصدقاء في مواجهتها المريرة مع خصومها.
ومن اللافت ان وزارة الاعلام السورية في مختلف مفاصلها المهمة ورغم انها تتعاطى مع مختلف وسائل الإعلام الا انه يكاد يغيب عنها المختصون والمهنيون الذين يعرفون بالإعلام وبالترويج لصورة البلاد وهناك شكاوى وتذمر كبير حتى بين اوساط الصحفيين السوريين وليس العرب والاجانب فقط من طريقة تعاطي وزارة الاعلام السورية مع الصحفيين.
وترى بعض المصادر السورية بأن وزارة الاعلام تنتقل في ادائها على صعيد تنظيم الاعلام في سوريا او التعاطي اعلاميا مع الملفات الخاصة بالسياسة السورية من سيء الى اسوء وان التعاطي الإعلامي لوزارة الإعلام السورية ليس فيه تقريبا إلا الإساءة الى سورية حيث عجزت عن استثمار اي تعاطف دولي او مواقف متضامنة مع سوريا فضلا عن ان هناك تراجع في جرأة الإعلام السوري في عهد الوزارة الحالية والامر مرده الى مايصفه العارفون ببواطن الامور انه غياب المهنية عن المفاصل الهامة في وزار ة الإعلام رغم ان هناك مهنيون مرموقون في المؤسسات الإعلامية السورية المختلفة إلا ان العقلية التي تدار بها وزارة الإعلام تمنع هؤلاء من اي مبادرة وتقف في وجه رغبتهم بتطوير الإعلام السوري.
يبقى ان نشير الى ان وزارة الاعلام السورية فاخ ت ان هناك اكثر من 700 صحفي تقدموا بطلبات لتغظية وقائغ القمة العربية ولكن فيما يبدو نسيت الوزارة ان تقول القاعدة في منح الاذن بالتغطية وسط مخاوف كثيرة من الاعلاميين ان يكونوا بعيدين عن مكان الحدث في القمة في مركز اعلامي قريب من المكان لكنه لايتيح الاحتكاك بضيوف القمة وهذا ما يعني ان الاسهل لهم الكتابة من مكاتبهم عن القمة طالما ان التلفزيون السوري الرسمي سينقل احداثها ومجرياتها حصريا وطالما انه لايمكنهم الحصول على اخبار ولقاءات خاصة، وهذا ما يعني في حال حدوثه فشل اخر لوزارة الاعلام في الاستفادة من تجارب بقية الدول في تغطية المؤتمرات العربية والدولية.
والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا فعل الدكتور محسن بلال وزير الاعلام السوري منذ تسلمه حقيبة الوزارة وماذا حقق واين انجازاته ؟غير عقد بعض المؤتمرات الصحافية التي لم تؤت اكلها ومقابلة فاشلة مع قناة الجزيرة القطرية وقانوني مطبوعات وانترنت لم يكتب لهما النور؟!!!!!.
إن ايلاف اذ تأسف لقرار وزارة الاعلام السورية فإنها تؤكد بأن مهنيتها وحياديتها ومصداقيتها لن تكون في يوم من الايام موضع مساومة مهما كانت الضغوط وقرارات المنع والحجب.
بهية مارديني