24/9/2008
كشفت دراسة ميدانية أن نسباً كبيرة من الأطفال في محافظة صعدة يعانون مشكلات نفسية وسلوكية خطيرة. وبينت الدراسة التي نفذتها منظمة (SEYAJ) لحماية الطفولة على 1018 طفل وطفلة من بين 1100 استهدفتهم الدراسة أن 45.5% من الأطفال في صعدة يعانون من الخوف الشديد بسبب الحرب.
وحذرت الدراسة من خطورة التساهل في معالجة الآثار النفسية والسلوكية الناجمة عن الحرب.
كما حذرت من تحول الأوضاع النفسية السلبية الى سلوكيات وممارسات تهدد بالكثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية وعلى استقرار المجتمعات المحلية وتعايشها مستقبلاً.
وكانت الدراسة قد توصلت الدراسة التي أعلنتها المنظمة في مؤتمر صحفي بصنعاء صباح اليوم إلى أن حجم الأضرار النفسية والسلوكية لدى أطفال صعدة مرتفعة للغاية وبمؤشرات خطيرة حيث أن 63.1% من العينة تراودهم كوابيس وأحلام مزعجة غالباً أو أحياناً بسبب ما شاهدوه أثناء فترات المواجهات المسلحة في مدارسهم وقراهم ومناطقهم.
وأوضحت الدراسة التي نفذتها سياج بجهود وتمويل ذاتي عبر فريق التنسيق التابع لها بمحافظة صعدة أن الصحة النفسية تعاني تدهوراً في صفوف الأطفال بشكل خاص إذ أن 21.6% هم مجموع نسبة من يعانون من التبول اللاإرادي غالباً أو أحياناً مقابل 5.7% أثناء اليقظة وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالوضع الطبيعي كما أن النسبة جاءت قليلة نظراً لتحفظ أغلب الإناث عن الإجابة على السؤال بسبب العيب.
وبينت الدراسة أن 4.8% يغمى عليهم أحياناً و 3.3% نادراً ) لرؤية مسلحين أو سماع صوت الرعد أو القصف.
وأوضحت الدراسة ارتفاع نسبة الأطفال الذين يشعرون بالرغبة في البكاء بنسبة (16%).
ودلت نتائج الدراسة أن 21.5% من الأطفال يعانون من الإنطواء والعزلة وهي نسبة مرتفعة مقارنة بما يجب أن يكون عليه الأطفال في الأوضاع الطبيعية.
وتوصلت الدراسة الى أن إجمالي 35.3% من الأطفال تولدت لديهم عدوانية شديدة ضد أقرانهم وزملاءهم وأقاربهم بسبب الحرب.
وأوضحت الدراسة أن 21.6% من أطفال المدارس يفكرون في ترك مقاعد الدراسة لأسباب يأتي في مقدمتها الفقر وركود الوضع الاقتصادي في مناطقهم بسبب ظروف الحرب.
وبينت نتائج الدراسة أن 27.8% من الأطفال فقدوا الثقة بالمستقبل وخطورة هذا تكمن في مدى تحوله إلى سبب مباشر لترك التعليم وربما الانحرافات السلوكية .
وأوصت الدراسة بسرعة تنفيذ برامج نفسية واجتماعية لإعادة تأهيل ودمج الأطفال في المناطق التي دارت فيها مواجهات عسكرية بمحافظة صعدة.
كما أوصت الإسراع في إعادة اعمار ما دمرته الحرب وخصوصاً المدارس والمرافق التعليمية وإزالة بصمات الحرب لأن بقاءها يتسبب في بقاء الأسباب وصعوبة المعالجات. وكذا أهمية إيجاد مرافق ترفيه في المدارس بحيث تكون قادرة على خلق بيئة تعليمية جاذبة للأطفال من الجنسين.
تبني برامج تدريب وتوعية للعاملين في الحقل التربوي على كيفية التعامل مع ضحايا الحرب من الأطفال تحديداً.
كما أكدت على أهمية تنفيذ برامج توعية وتدريب للآباء والأمهات على طرق التعامل مع الأطفال الضحايا من أبناءهم.
كما توصي الدراسة بتنفيذ دراسات علمية مشابهة على بقية فئات المجتمع في صعدة وخاصة فئتي النساء والشباب لتكتمل الصورة من اجل تقديم معالجات متكاملة لكل الضحايا.
صادر عن منظمة (SEYAJ) لحماية الطفولة
الجمهورية اليمنية