20/9/2008
أسقطت النيابة العامة الاسبانية الشهر الماضي كل الاتهامات التي وجهتها سابقا للمواطن السوري معتز الملاح المعتقل في اسبانيا , ووافقت المحكمة المعروض عليها على إطلاق سراحه بكفالة وقدرها عشرة ألاف يورو , ورغم أن المبلغ قليل نسبياً ولا يدل على نية مبيتة لتوجيه أية تهم جديدة, إلا أن وضع معتز المالي لم يسمح له بدفع الكفالة نتيجة لاعتقاله ولمسؤولية زوجته الاسبانية المقيمة في لندن”فيروز”عن أولادهم الثمانية الأمر الذي أدى الى بقاء معتز قيد الاعتقال حتى الآن.
واستنادا الى أقوال زوجته والى أقوال شقيقه مهند الذي زاره مؤخراً فإن معاملة شرطة السجن لمعتز سيئة جداً و أصبحت قاسية ,إذ تعرض معتز مؤخرا للضرب من قبل رجل امن يعمل في السجن و ذلك بمساعدة عناصر نسائية من حراس السجن حيث قاموا بطرحه على الأرض و ضربه.كما أن رجال الأمن في السجن لا يحترمون صلاة معتز ويطلبون إليه الحديث معهم عن قصد وقت قيامه بالصلاة و شروعه فيها, ويقول السيد معتز انه فقد الكثير من أشيائه الشخصية و أمتعته و يتهم الشرطة بسرقتها منه .
وقالت زوجته السيدة فيروز “أم حمزة” أن زوجها تعرض للضرب مرتين سابقا و أن الشرطة في السجن قامت بإزعاجه أكثر من مرة حيث قدموا له لحم الخنزير في الوجبات الغذائية وطلبوا منه أن يتناول تلك الأطعمة .. إضافة لمصادرة الكثير من أغراضه الشخصية دون إعلامه بالسبب أو تسليمه وصلا بالمصادرة .إضافة لتعامل الشرطة بشكل غير محترم مع كتب السيد معتز و من بينها القرآن الكريم ..
وقالت الزوجة لصحيفة الموندو الاسبانية أول أمس أن عائلة معتز تقدمت بشكوى للقاضي المناوب بسبب تعرض المواطن السوري للضرب والإهانة ومحاولة إرغامه على تناول لحم الخنزير , إضافة الى القيام بتدنيس القرآن الكريم “بالدوس عليه بالأقدام” .
وكانت السلطات البريطانية قد اعتقلت المواطن السوري معتز الملاح المقيم في لندن منذ حوالي ست سنوات وقامت بتسليمه بالقوة الى الشرطة الاسبانية التي اتهمت معتز بأنه مراسل تنظيم القاعدة و أنه قام بتجديد و تمويل بعض الخلايا الإرهابية في أوروبا وساهم في إرسال مقاتلين للعراق إضافة الى عمله كمراسل بين التنظيمات الإرهابية … وذكر أحد التقارير الأمنية أن تفجيرات مدريد ما كانت لـ تحدث لولا مساهمة معتز الملاح. واستندت النيابة العامة الاسبانية في توجيه هذه الاتهامات الى حديث هاتفي بين معتز و زوجته يتحدثان فيها عن صندوق الذهب..وهو عبارة عن قطع بسيطة من المصاغ الذهبي النسائي خاصة بالزوجة, واستغلت الشرطة تلك المكالمة للقول بأن معتز يجمع المال و الذهب لدعم الإرهاب …لكن منذ شهر اكتشفت النيابة العامة في اسبانيا كمية و حجم تلك القطع الذهبية و تأكدت من أن ملكيتها تعود الى زوجة معتز , إضافة الى انتهاء محكمة تفجيرات مدريد دون تقديم أية تهمة الى السيد معتز مما حدا بالنيابة العامة لإسقاط كافة التهم عن معتز الملاح .
إن ما قامت به السلطات الاسبانية يعتبر خرقاً واضحاُ للقوانين والمواثيق الإقليمية والدولية والتي اسبانيا طرفاً فيها, حيث إن اسبانيا قد وقعت وصادقت على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ,واتفاقية الأُمم المتّحدةَ لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة, والاتفاقية الأوروبيةِ لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية. كما يؤسف المنظمة الوطنية أن تذكر الحكومة الاسبانية أنها وقعت على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينص في مادته الخامسة “لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة” وفي مادته الثامنة عشر على “لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حده”
المنظمة الوطنية وهي تلاحظ أن اسبانيا قد قامت بانتهاك حقوق أكثر من مواطن سوري مؤخراً ” تيسير علوني .باسل غليون ,مهند الملاح دباس ,معتز الملاح ….” فإنها تطالب المجتمع الدولي بالضغط على اسبانيا لاحترام حقوق المواطنين السوريين المقيمين لديها.
كما تطالب المنظمة السلطات السورية بحماية رعاياها في الخارج وبحث موضوع من سبق ذكرهم لدى رئيس الوزراء الاسباني عندما يزور دمشق
وتناشد المنظمة السفارة السورية في مديد وأفراد الجالية السورية في مدريد,مساعدة عائلة معتز في دفع الكفالة علماً أن المبلغ سيعود كاملا بعد بدء المحاكمة وصدور الحكم.
المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية – دمشق
فاكس 00963115327066 – هاتف 096393348666
National.Organization@gmail.com ,
www.nohr-s.org