29/7/2009
يتابع المرصد اليمني لحقوق الإنسان الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها العاملون في مكتب قناة الجزيرة في اليمن على ذمة تغطياتهم الإعلامية للأحداث والفعاليات داخل البلد، وكان آخر تلك الانتهاكات تهديد مدير المكتب الصحفي مراد هاشم صباح الـ26 من يوليو الجاري عبر الهاتف باستهداف حياته، ومنعه في اليوم التالي من مزاولة عمله وتغطية جلسات مجلس النواب، والتحريض ضده وزملائه من قبل أحد أعضاء المجلس، والذي كان سبقه أحد زملائه بتقديم طلب لوزارة الإعلام لإغلاق مكتب القناة في صنعاء.
وتأتي جملة الانتهاكات التي يتعرض لها طاقم قناة الجزيرة في سياق الاعتداءات التي تتعرض لها الحريات والحقوق العامة في البلد، وبالأخص منها حرية الرأي والتعبير بكافة أشكالها، وتتصاعد تلك الاعتداءات ضد الناشطين الإعلاميين والحقوقيين كرد فعل على أنشطتهم المكفولة في الدستور والقوانين وقبل ذلك في العهود والمواثيق الدولية التي كفلت حقوق الإنسان وحرياته وكرامته.
ويواجه الصحفيون والإعلاميون حملة ممنهجة من التحريض ضدهم والاعتداء على حقوقهم كبشر، بالإضافة إلى منعهم من مزاولة أنشطتهم وأعمالهم التي تزعم السلطات أنها تضرُّ بالبلد وأمنه واستقراره، وفي هذا السياق لا زالت صحيفة الأيام ممنوعة من الصدور، في حين تحاكم عددٌ من زميلاتها أمام محاكم استثنائية، ويواجه الصحفي والناشط أنيس منصور حكماً جائراً بالسجن لمدة أربعة شهراً على ذمة عمله الصحفي الحر.
ويرى المرصد اليمني لحقوق الإنسان أن مزاعم السلطات بالدفاع عن الوحدة وسمعة البلد، وغيرها من المصطلحات الفضفاضة، واتهام الصحفيين والناشطين، ووسائل الإعلام المحلية والخارجية باستهداف البلد وأمنه واستقراره ليس إلا محاولة لفرض الوصاية والرقابة على الإعلام، ومنعه من تغطية ونقل وقائع وأحداث الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مناطق عديدة من البلد، وحديداً المحافظات الجنوبية.
وإذ يستغرب المرصد اليمني الحملة غير المسبوقة التي تتعرض لها قناة الجزيرة ومكتبها في صنعاء، فإنه يجدِّد التذكير بأن حرية حرية الصحافة مكفولة في المادة الـ(42) من الدستور، وفي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وأن ما يقوم به الصحفيون والإعلاميون ليس فضلاً أو منة من أية جهة ليتم الحرمان منها، أو التهديد باستهداف الصحفيين والناشطين بسببها.
كما يستغرب المرصد الصمت المريب للجهات الأمنية إزاء ما يتعرض له العاملون في مكتب قناة الجزيرة بصنعاء، وخصوصاً التهديد الأخير باستهداف حياة مراد هاشم مدير المكتب الذي أبلغ تلك الجهات بالواقعة، وأعطاها رقم الهاتف الذي تلقى منه التهديد، ولم تقم بواجبها القانوني لحمايته حتى الآن، ويحمِّلها مسؤولية ما قد يتعرض له من مخاطر أو اعتداءات أو تهديدات لاحقة.
ويدين المرصد اليمني لحقوق الإنسان كافة الانتهاكات والاعتداءات التي تستهدف العاملين في مكتب قناة الجزيرة، ويطالب بالكشف عن المتورطين فيها وتقديمهم للمحاكمة، معلناً عن تضامنه الكامل مع العاملين في المكتب، وداعياً إلى التضامن معهم، والمطالبة بحمايتهم وتوفير الأمن الكافي لهم.
كما يستغرب المرصد اليمني كافة الدعوات المحرضة على القناة وطاقمها، والتي تعددت وتنوعت مصادرها وصرَّحت بها عددٌ من الجهات الرسمية وغير الرسمية، وجاء آخرها من أعضاء السلطة التشريعية بإغلاق مكتبها في صنعاء، والاعتداء على العاملين فيه بزعم تقديمهم صورة سيئة عن اليمن، ويستنكر أن تصدر تلك الدعوات من السلطة التشريعية التي يفترض أن أعضائها يمثلون الشعب، ويدافعون عن حرياته وحقوقه.
صادر عن المرصد اليمني لحقوق الإنسان