25/11/2008

السيدات والساده الكرام
تحية طيبه وبعد،

يسعدني أن أرفق لسيادتكم التقرير الختامي لحلقة العمل الرابعة التي أقامها مركز تنمية الطفولة والشباب في إطار صالون الفقيد / د. أمين ناشر، بالتعاون مع البرنامج الكندي للتنمية بصنعاء يوم الاثنين 24 نوفمبر 2008م، حول (برامج الأطفال والشباب في الفضائيات العربية.. الواقع والآمال)، ضمن مشروعه السنوي “تعزيز ثقافة الأطفال والشباب نحو دعم الديمقراطية والتنمية”.

وتفضلوا خالص التقدير والاحترام،

محمد عبده الزغير
رئيس المركز

مناشدة الفضائيات العربية الالتزام بأخلاقيات مهنة الإعلام وتجنب كل ما يسئ إلى الأطفال والشباب والارتقاء بمستوى المواد المقدمة لهم شكلا ومضمونا

عقد مركز تنمية الطفولة والشباب بالتعاون مع البرنامج الكندي للتنمية بصنعاء يوم الاثنين 24 نوفمبر 2008م حلقة نقاش حول (برامج الأطفال والشباب في الفضائيات العربية.. الواقع والآمال) في إطار صالون الفقيد د. امين ناشر ،ضمن مشروعه السنوي “تعزيز ثقافة الأطفال والشباب نحو دعم الديمقراطية والتنمية”.

وشارك في الحلقة معنيون ومهتمون وممثلون للقنوات التلفزيونية اليمنية ومعدو ومقدمو برامج موجهة للأطفال والشباب ومسئولون رسميون وممثلون عن منظمات دولية مانحة وتميزت الحلقة بحضور نوعي ومميز، وعقدت الحلقة في مقر مؤسسة شوذب للطفولة والتنمية إيمانا من المركز بالتعاون والشراكة مع منظمات المجتمع المدني.

أفتتح جلسات الحلقة عبد الرحمن أحمد عبده المدير التنفيذي لمركز تنمية الطفولة والشباب الذي أكد على أهمية موضوع الحلقة وإلى ما تبثه الفضائيات و التحديات القيمية والأخلاقية التي تواجه الأطفال والشباب في اليمن والدول العربية عموما ، والى التفكير في مسألة التشريعات والضوابط المنظمة للبث الفضائي ، مع مراعاة المواءمة بين حرية البث الفضائي ومسؤوليته الاجتماعية .

ونوه إلى المشاركين الذين يمثلون المعنيين بموضوع الحلقة وهو الأمر الذي سيمكن من خلق حالة نقاش واسعة للخروج برؤية واضحة لمواجهة الآثار السلبية لما تبثه العديد من القنوات العربية .

من جانبها قالت لمياء الارياني رئيسة مؤسسة شوذب للطفولة والتنمية ” إن الإشكالية في علاقة الإعلام بالمعنيين بالطفولة مازالت غير واضحة المعالم تحتاج إلى المزيد من التنسيق والعمل المشترك ضمن برامج مؤطرة في خطط محددة الأهداف والرؤى” ، وأشارت إلى “ان التلفزيون اليمني يضع قضايا الطفولة في مرحلة لاحقة من الاهتمام لأن جل مساحات التلفزيون اليمني يشغل بالقضايا السياسية والدعاية والإعلان وتبقى قضايا الأطفال ينقصها الصقل والاهتمام وربما الوعي بها من قبل كادر التلفزيون ، ويؤكد هذا نوعية البرامج التي يقدمها وكذا المساحة المحددة لقضايا الطفولة في التلفزيون” .

وفي كلمته دعا الأستاذ فؤاد جوهري مدير البرنامج الكندي لتنمية الجهود الذاتية المحلية، مكتب اليمن الى التكاتف وتشبيك الجهود في اتجاه دعم رؤية المعنيين بقضايا الطفولة والشباب ومعالجتها وسد الفراغ الناجم عن غياب مؤسسات الدولة، فالنوايا الحسنة وحدها لا تكفي. وأبدى استعداد البرنامج الكندي أن يعمل مع جميع منظمات المجتمع المدني بكل قطاعاتها ، داعيا القطاع الخاص للمساهمة في دعم منظمات المجتمع المدني للخوض في القضايا التي تهم الطفولة والشباب .

وفي الجلسة الافتتاحية قدم المدير التنفيذي للمركز نبذة موجزة عن حياة الفقيد د-أمين ناشر ،الذي أطلق أسمه على صالون المركز تيمناً به وبدوره في خدمة الطفولة خلال حياته الثرية رغم قصرها وهو الذي حصل عن جدارة على لقب صديق الطفولة.

وقدمت خلال الحلقة ثلاث أوراق تناولت العناوين التالية:

  1. (المحتوى الإعلامي في البرامج الموجهة للأطفال والشباب)، قدمها علي العطاب ـ المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون .
  2. (فضاء تلفزيوني مكشوف على الأطفال .. أفلام الكرتون نموذجا) قدمها وليد البكس ـ مؤسسة شوذب للطفولة والتنمية.
  3. (برامج العنف التلفزيونية وتأثيرها على سلوك الأطفال) قدمها د.عبد الملك الدناني ـ كلية الإعلام – جامعة صنعاء .

وفي ورقته نوه علي العطاب (المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون) إلى أن “الإعلام العربي دخل مرحلة البت التلفزيوني الفضائي منذ بضع سنوات من خلال مجموعة من المحطات الفضائية التي تبث موادها الإعلامية على كل النطاق العربي وجهات العالم المختلفة .

إلا أن التحدي الذي يجابهها وما يزال حتى اللحظة يتركز في نوعية المحتوى الإعلامي البرامجي بشكل عام … وبرامج الأطفال والشباب (بمختلف الفئات العمرية ) على وجه الخصوص”.

وأضاف “إن هذه القنوات تمتلك الأدوات التقنية التلفزيونية المناسبة وتستغل الفضاء الواسع بلا قيود ناقلة موادها الإعلامية من المصدر إلى المتلقي بعيداّ عن الرقابة أو مختص الرقيب وقدمت هذه القنوات الكثير من البرامج والأعمال الدرامية وأصبحت تعيش حالة من التنافس , وهذه الحالة التنافسية أدت وتؤدي دوماً للإرباك الشديد للجوئها إلى الإثارة الإعلامية , وما تعكسه من تأثيرات ايجابية وسلبية في الطرح الإعلامي التلفزيوني، لاسيما (إعلام الأطفال والشباب) الذي أصبح مشبعاً بالكم الهائل من البرامج الموجهة لهم والتي تختلف في طروحاتها وأهدافها وأبعادها باختلاف الوسيلة ومالكيها … فما يقدم في القنوات الحكومية يختلف اختلافاً كبيراً عن ما تقدمة القنوات الخاصة وخاصة تلك التي تقدم للشباب” .

ولفت إلى ما اسماها “النظرة التشاؤمية” تجاه إنتاج البرامج الموجهة للأطفال والشباب بصورة متطورة والتي اعتبرها “سيدة الموقف” وقال ” ببساطة لا يوجد لدى المخرج أو المعد أو الكاتب والذين قد نصنفهم ضمن (إعلام الأطفال والشباب) أنهم مجرد ممتهنين بالاكتساب في إنتاج البرامج الموجهة للأطفال والشباب فهم لا يدركون معاني الطفولة والشباب , أو يملكون من الطاقات والإمكانيات الفكرية والتربوية والتقنية والمعرفة الدقيقة بكل شئون الطفل والشاب لضمان نجاح المنتج أو حتى استحسانه من قبل جمهور الأطفال والشباب , وهذا ما يؤدي إلى المغالطة التي يقع فيها الطفل من حيث الإدراك والمعرفة بالمادة التي يشاهدها وخلط الواقع بالخيال .
هذا هو واقعنا المعاش حيث يمثل الإنتاج ( حوالي 5% من الخارطة البرامجية )”.

ومضى “ونحن انعكاس لهذا الواقع العربي الذي لم يول البرامج الموجهة للأطفال والشباب ما تستحقه من عناية سواءً على مستوى التمويل أو على مستوى الجدية في الإعداد والحرفية في الصياغة والمسئولية في الكتابة ، وذلك كمرآة عاكسة في الحقيقة لمكانة الطفل عموماً في المجتمعات العربية .

بينما يقع كل التركيز على البرامج الرياضية وبرامج الكبار، متناسيين دائماً إن أكثر من 40% من سكان العالم العربي لا تتجاوز أعمارهم 18 سنه, وان قرابة 70% من المعلنين يقومون بالدعاية لمنتجات استهلاكية موجهة بالأساس للطفل،
في حين لو تطلعنا إلى الميزانية التي ترصدها المؤسسات الحكومية لرأينا أنها تخصص جزء ضئيل للبرامج الموجهة للأطفال والشباب , يذهب النصيب الأكبر منها إلى شراء الرسوم المتحركة المدبلجة , والبقية في برامج لتمويل برامج ضعيفة لا ترقى لذوق الطفل او الشاب ومستوحاة بطريقة بدائية”.

وقال “إلى الآن لم تقدم القنوات الخاصة بالطفل أي إضافات فعالة في صناعة الرسوم المتحركة وصناعة البرامج الموجهة للطفل , مما يجعل آفاق الإبداع والتطور ومواكبة التكنولوجيات الحديثة ضيقة جداً أمام الكاتب أو المخرج المتخصص في برامج الأطفال” .

ودعا في خاتمة ورقته إلى “تكوين صورة لدى صانعي القرار في المؤسسة أو الوزارة ومنظمات المجتمع المدني ، من أن الوقت قد حان بالنظر إلى قضايا الأطفال والشباب بعين فاحصة مدركة إن زمن المعلوماتية قد سبقتنا بكثير وان نجيب على الأسئلة : أين المنتج المنفذ المتخصص ؟ أين المصور والمخرج والمتمرس بقضايا الأطفال ؟ … أين هم أصحاب القرار العلمي والاجتماعي والإداري والثقافي”.

وأشارت ورقة مؤسسة شوذب التي قدمها وليد البكس إلى أن “وسائل الإعلام الرسمية والشعبية لم تعط الطفولة حقها وهذا ليس جزافا أو مبالغا فيه فرغم الجهود المبذولة الرسمية نحو تطبيق اتفاقية حقوق الطفل وقيام المنظمات غير الحكومية بدراسة واقع الطفل اليمني ومتطلبات المستقبل” داعيا إلى “تفعيل دور المنظمات الشعبية والأهلية من اجل الإعداد لبيئة تربوية وثقافيه تتسم بالخبرات الفنية التي تنمي قدرات الطفل النظرية والعلمية والوجدانية التي تمكنه من الاشتراك في وضع خطط إعلامية تلفزيونية خلاقة فالحرمان” .

وقال في سياق استعراض تجربة مؤسسة شوذب: “حين ننتقد الوضع القائم لا بد أن نذكر أن لدينا أعمالا خلاقة قدمتها مؤسسة شوذب للطفولة والتنمية لتكن قد أحرزت السبق بها من خلال شخصيات محلية،فالمؤسسة التي لا تهدف إلي الربح حاولت من خلال فكرتها معالجة العديد من المشاكل استطاعت مؤسسة شوذب منتصف العام الحالي تعيين 5مراسلين تلفزيونين صغارا مزودين بكاميرات تلفزيونية ضمن برنامجها “المراسل الصغير” في خمس محافظات يقومون بنقل قضايا اقرأنهم من الأطفال بما في ذلك أنشطتهم . وأيضا أنتجت فيلم عودة احمد، وفيلم احمد، ولعبة الموت، و حياة احمد، و3 أعمال غنائية (اسكتشات) ، الا انه نوه إلى “أن تلك الأعمال لم تجد فرصة العرض في القنوات التلفزيونية اليمنية ، بينما لقين تغطية إخبارية واسعة في وسائل صحفية وإعلامية محلية وخارجية ” .

وشهدت الحلقة التي شاركت في إدارة جلساتها مريم الشوافي من مؤسسة شوذب، حضورا متميزا جدا ومشاركة فعالة للأطفال والشباب من (المدرسة الديمقراطية) باعتبارهم المعنيين بالموضوع ، الذين اثروا النقاشات وعرضوا أرائهم وانطباعاتهم حول ما يقدم للأطفال والشباب في الفضائيات العربية ، وكشفوا مدى ابتعاد البرامج المقدمة في الفضائيات العربية عن اهتماماتهم وخاصة المواد الاجنبية ، التي تعالج قضايا مجتمعات غير عربية ، كما أشاروا الى مدى ضعف مستوى البرامج الموجهة للأطفال والشباب في القنوات اليمنية .

وخلصت أوراق الحلقة والنقاشات التي دارت إلى عدة توصيات أهمها:

  • مناشدة القائمين على الفضائيات الالتزام بأخلاقيات مهنة الإعلام ونبذ كل ما يمكن ان يسئ للقيم والمبادئ الأصلية في المجتمع العربي .
  • دعوة الفضائيات التلفزة العربية الى تجنب عرض البرامج التي تحرض على العنف وتنمي السلوك غير السليم عند الأطفال والشباب والرجوع للأخصائيين النفسيين والاجتماعيين لتقويم البرامج المقدمة .
  • تعزيز الانتماء ودعم مقومات الهوية الوطنية في مضامين البرامج المقدمة للأطفال والشباب في الفضائيات العربية والعمل على جذب اهتماماتهم من خلال الاعتناء بمستوى متقدم لمعايير مهنة الإعلام شكلا ومضمونا.
  • تنسيق جهود المعنيين والمهتمين بشئون الطفولة والشباب و منظمات المجتمع المدني المعنية في اتجاه الدعوة والضغط لتقويم وتحسين أداء الفضائيات وتقديم النصح والمشورة فيما يتعلق بالمواد الإعلامية الموجهة للأطفال والشباب.
  • رسم رؤية علمية للتعامل مع قضايا الأطفال والشباب بما يتلاءم واحتياجاتهم وخصائص فئاتهم العمرية وإشراك المؤسسات والوزارات المعني في رسم الرؤية والعودة لمبادئ العمل الإعلامي الموجه للطفل .
  • إشراك الأطفال والشباب في إعداد وتقديم البرامج الخاصة بهم واستيعاب أرائهم وملاحظاتهم حولها .
  • تدريب وتأهيل القائمين على البرامج الموجهة للأطفال والشباب على كيفية التعامل مع قضايا الأطفال والشباب ورفع كفاءتهم المهنية وتنمية ثقافتهم بحقوق الأطفال واحتياجات الشباب .
  • دعوة مؤسسات الإعلام الرسمية الى استيعاب وبث البرامج الإعلامية المعدة من قبل مؤسسات المجتمع المدني والموجهة للأطفال والشباب.
  • الارتقاء بمضامين وأساليب ومستوى البرامج الموجهة للأطفال والشباب في الفضائيات وإفساح الحيز المناسب والكافي لها .
  • تشجيع المواهب والقدرات الشابة الطامحة لتقديم برامج نوعية واستيعابهم في إطار خطط المؤسسات الإعلامية وتنمية جهودهم الفردية وتزويد مشاريعهم بالموازنات اللازمة .
  • دعوة وزارة الإعلام والمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون لرصد ميزانية اكبر للبرامج الموجهة للأطفال والشباب وإفساح حيز واسع لتلك البرامج.
  • لفت اهتمام الرأي العام إلى أهمية البرامج الإعلامية المقدمة للأطفال والشباب والى خطورة تلك المواد الإعلامية المحرضة على العنف والسلوك غير السوي .
  • دعوة القائمين على الفضائيات العربية الى وضع ضوابط لتسويق واستيراد المواد الإعلامية الموجهة للأطفال والشباب بما يتفق مع القيم الأخلاقية والآداب العامة .
  • ضرورة ان تولى منظمات المجتمع المدني المعنية بالطفولة والشباب اهتمام رفيع برصد وتقييم كل ما يبث للأطفال والشباب في الفضائيات ، وفتح خطوط ساخنة لاستقبال مقترحات او شكاوي حول المواد البرامجية المقدمة وتنوير المجتمع بالسلبي والايجابي فيها .
  • الدعوة للاهتمام بالإعلام الموجه لذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال والشباب .

مركز تنمية الطفولة والشباب
cydc
عبدالرحمن احمد عبده
alrhman@maktoob.com