12/10/2005

تشهد الجماهير يوم 15-10-05 فصلاً جديداً من “الديمقراطية” الامريكية المفروضة والتي تسعى لدفع الناس الى التصويت بـ”نعم” على أشد الدساتير خطراً على تماسك المجتمع وعلى حقوق النساء المدنية.

تضغط قوات الاحتلال لتمرير تمثيليتها بإنجاز بل وفرض”الديمقراطية” بين حملات الاجتياحات وقصف المدن، وتشريد الاسر والاطفال وبث الرعب في قلوب الناس. وتتلاعب الحملات الدعائية التي تقوم بها القوى السياسية التي انتعشت في اوضاع الحرب والاحتلال، بمشاعر الناس عندما تعِد بتحقيق السلام وانهاء الارهاب فيما لو صوتت الجماهير بـ”نعم” على الدستور، وتمدّهم المرجعيات بالقوة عندما تبث تصريحات الموقتة تدفع بها الى الجماهير بالتصويت بنعم للدستور من جهة اخرى.

أين هي الديمقراطية في دستور ديني يمنع على المرأة تلك الحريات المدنية والاجتماعية التي يتمتع بها الرجال؟ دستور يحرم المرأة من التساوي مع الرجل في قضايا الزواج والطلاق؟ دستور يهب الرجل القرار بالسماح للمرأة بالتعليم والعمل أم منعها إذا لم يشأ، بل ودستور يضفي الصفة القانونية على زواج الاناث من الاطفال – مما يسمّى اغتصاباً في العالم المتحضّر، دستور لا يعترف باتفاقية انهاء التمييز ضد المرأة كونها تتعارض مع ما كُتب قبل ألف وخمسمائة عام. فهل يريدون من نساء العراق اللواتي يشكلن اغلبية المجتمع في العراق ان يصوتن لقانون ينص على استعبادهن و اذلالهن؟
سنصوت بـ” لا” بمقاطعتنا للاستفتاء على الدستور!
الى أية هاوية يريدون دفع المجتمع العراقي عندما يقومون بتفسيخه الى قوميات وأعراق وديانات وطوائف؟ و يصرون على تثبيت الهويات القومية في كل مكان وكل ميدان عمل وكل مؤسسة ، في المجالس التشريعية والتنفيذية بل وحتى في الجيش وذلك لإضفاء القانونية والشرعية على الميليشيات المسلحة لأمراء الحرب الاهلية المقبلة؟!
ليس هذا الدستور سوى زرع حقول الغام في المجتمع العراقي تنذر بخطر بدء حرب أهلية في مجتمع اعتاد المدنية والتحضر وعدم الانزلاق في مطبّات التعصب والاحقاد العرقية والطائفية العمياء.

الى جميع النساء في العراق والى جميع محبي المدنية والتحرر ندعـو لمقاطعة الاستفتاء، إذ ليس هناك أي أمل يُرتجى من مهازل “الديمقراطية” المفروضة بقوة السلاح وتزوير النتائج؛ نتوجه اليكم بان لا تنخدعوا بالاضاليل والاكاذيب و الوعود المعسولة حول مشاركة الجماهير في كتابة دستورها! حول ان العراقيين يمشون خطواتهم الاولى نحو الديمقراطية وانتخاب برلمانهم وحكومتهم وكتابة دستورهم! يجب ان يكون واضحا بان الوصول الى مراكز الاستفتاء يعني أبتلاع الطعم و انطلاء الاكاذيب بان ما يجري يعبر عن ارادة الناس!

لن تهنأ نساء العراق بالحرية والمساواة طالما يتواجد الاحتلال ويفرض علينا حكومة دينية-قومية. آن الأوان للنضال من أجل تحقيق ما نستحق من حياة مشرقة ملؤها الحرية والمساواة وذلك بطرد الاحتلال وكنس الاحزاب الدينية والقومية المعادية لتطلعات النساء والطبقة العاملة.

لا لدستور معادة المرأة وحقوقها! لا لدستور الرجعية والتخلف في العراق! ولنواصل طريق نضالنا نحو قانون المساواة التامة و الشاملة بين النساء و الرجال في مجتمع متمدن علماني و مساواتي.