4/6/2007
اقامت مجموعة النساء الحائزات على جائزة نوبل للسلام مؤتمراً نسويا عالمياً حول موقع المرأة من السلام في الشرق الاوسط . تمت دعوة 80 ناشطة نسوية من العالم اجمع، مع تركيز خاص حول ناشطات الشرق الاوسط اللواتي يعملن داخل مناطق الصراعات المسلحة والدول حيث الايديولوجيات المعادية للنساء. ودارت احداث المؤتمر في غالوي- ايرلندا من يوم 29 ولغاية 31 ايار.
تمت دعوة وفد من عشرة ناشطات من ايران وعلى رأسهم د. شيرين عبادي، وكذلك سبعة ناشطات واكاديميات من فلسطين واسرائيل، وناشطات من الاردن ولبنان ودارفور والصومال. حضرت من العراق ينار محمد رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق وشاركت في احدى جلسات اليوم الاول تحت عنوان: القوى المهيمنة وتأثيرها على أوضع النساء. وشارك في حوار هذه الجلسة الشخصيات التالية: ميريد ماغواير (الايرلندية الحائزة على جائزة نوبل للسلام) وانتونيا يوهاز الاستاذة الجامعية من كاليفورنيا ومؤلفة كتاب “اجندة بوش”، وزينة زعتري الشخصية المنظماتية اللبنانية-الامريكية.
بدأت الحوار انتونيا يوهاز حول النوايا الاقتصادية للحكومة الامريكية في ثروات واقتصاد العراق، واستندت الى خلفيتها الاقتصادية في شرح شروط وظروف توقيع قانون نفط العراق، ومدى الضرر الذي سيصيب اجيال من العراقيين في ظل قرار جائر كهذا. كما وابدت موقفا رافضا لسرقة الثروات الموجودة في العراق من قبل حكومتها. وشرحت كيف ان نفط العراق يصنف على انه نفط “رخيص” للتنقيب والاستخراج. كانت الكلمة الثانية لينار محمد حيث بدأت كلمتها حول ان النفط داخل العراق “غالٍ” جدا للعراقيات اللواتي يضطررن الوقوف في صفوف طويلة للحصول على وقود لتدفئة بيوتهن او للطبخ، بل وان اسعار الوقود داخل العراق تشابه اسعارها في اغلى عواصم العالم مثل مانهاتن ولندن في الوقت الذي تنعدم فرص العمل والدعم المادي. واعترضت حول آلية توقيع المسؤولين العراقيين على وثيقة تجرد العراقيات من مواردهن دون استشارتهن او عرض الموضوع بشكل عام للمجتمع ليدلو دلوه عليه. واستمرت بالكلام حول الحقوق الكثيرة التي اسلبت من المرأة العراقية التي تحتاج الى دعم والى ادوات ايصال صوتها الى العالم اجمع، وكان اقتراحها لقناة فضائية خاصة بالمرأة تحت تسمية تلفزيون نساء العالم، على ان تبدأ هذه الفضائية من العراق لتبث وتنتشر بمراكز بثها للعالم اجمع، وبفسح المجال امام النساء لاعلاء شأن المرأة والتأثير على فكر المجتمعات في كافة العالم. كانت الكلمة التالية لميريد ماغواير التي اعلنت دعمها لقضية المرأة في العراق ولمشروع فضائية نساء العالم مما اضفى اجواء حماسية الى المؤتمر. وتبعت لاحقا زينة زعتري اللبنانية التي اكدت على ضرورة الانظمة العلمانية لدعم اوضاع النساء وانتقدت حقيقة ان نظام الكوتا غالبا ما يأتي بنساء يحملن فكرا ذكوريا الى السلطة.
استمر المؤتمر لثلاثة ايام اتفقت خلالها ينار محمد وانتونيا يوهاز حول بدء حملة ضد توقيع قانون النفط، على ان يوجه للحكومتين العراقية والامريكية ويضعهما امام مسؤولياتهما. وافقت النساء الحائزات على جائزة نوبل الموجودات على كتابة رسالة دعم لهذا المطلب لكي تحصل الحملة على اصداء اكبر خلال الاوساط العالمية، واسماؤهن كالتالي: جودي وليامز الامريكية، بيتي ديفز الايرلندية، شيرين عبادي الايرانية، ونغاري ماثي الافريقية، وميريد ماغواير الايرلندية.
حول موضوع المرأة في ايران تحدثت د.شيرين عبادي حول الحركة النسوية التي قامت قبل يوم المرأة العالمي والتي شاركت بها ناشطات من كل حدب وصوب وليس من منظمة واحدة فقط، كما وتحدثت نييرة توحيدي حول خذلان البعض في الغرب لقضية المرأة في ايران تعاطفا مع النظام الايراني المعادي للامبريالية الامريكية، وحذرت من مغبة موقف كهذا والذي من شأنه ان يدعم “امبراطوية اسلامية” لا تقل استغلالا للانسان عن الامبريالية العالمية. كما وكانت احدى المحاضرات المتميزة للاكاديمية الايرانية اليسارية فالنتين مقدم والتي حاضرت حول الظروف الدولية المحيطة بالمنطقة والتي مهدت لسلب حقوق المرأة، وقامت بالتركيز على مدى تدهور اوضاع نساء الشرق الاوسط نتيجة انهيار الكتلة الشرقية مما سحب الدعم من الحركات التقدمية في الشرق الاوسط.
انتهى المؤتمر بعدة قرارات منها دعم حملة النساء العراقيات والامريكيات برفض قانون النفط العراقي ، وكذلك السعي بجدية الى التحرك حول توفير مستلزمات تلفزيون نساء العالم.
مؤسسة المساواة