9\3\2010

المصدر \ الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين www.ijrda.org

مثلت الانتخابات التشريعية الاخيرة اكبر تجربة ديمقراطية يشهدها العراق منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة بشكل عام واوسع تجربة انتخابات منذ التغيير الذي شهده العراق بعد التاسع من نيسان 2003 . ومن البديهي ان تتحقق لهذه الانتخابات تغطية اعلامية واسعة استحقت ان تسمى باوسع تغطية اعلامية لانتخابات محلية . رغم التاكيد الذي صدر عن الجهات الرسمية على توفير اجواء آمنة وحرة لتلك التغطية الا انها تعرضت في بعض الحالات وفي مناسبات متعددة الى انتهاكات من قبل بعض افراد القوات الامنية مثلما ارتكبت بعض المؤسسات الصحفية والاعلامية خروقات مهنية تجاوزت فيها قواعد التغطية النزيهة والعادلة للانتخابات سواء في مرحلة الدعاية الانتخابية او اثناء عملية الاقتراع الا انه وبشكل عام يمكن القول ان الجو العام لتلك التغطية اتسم بهامش مقبول من الحرية والقدرة على الوصول الى المرشحين او تغطية وقائع عملية الاقتراع .

اولا : القدرة على الوصول الى المرشحين

وسائل الاعلام المستقلة
بشكل عام وبنسبة جيدة تمكنت وسائل الاعلام كمؤسسات او كافراد من الوصول الى المرشحين على اختلاف كياناتهم وقوائمهم الانتخابية والمستقلين وتحققت مساحة كبيرة من المعرفة والوضوح للناخب لاسماء المرشحين وبرامجهم وطروحاتهم الانتخابية والسياسية وظهر ذلك جليا في المؤسسات الاعلامية المستقلة المرئية والمسموعة والمقروءة ومن دواعي الانصاف القول ان قنوات مثل الفيحاء والبغدادية والسومرية والديار والاتجاه نجحت في تحقيق تغطية اعلامية ناجحة وعادلة لبرامج المرشحين ككتل او كافراد مستفلين من خلال سلسلة من البرامج الحوارية او برامج الحشد الجماهيري .

في حين شذت عن ذلك احد القنوات التي تقدم نفسها على انها اكثر القنوات الاعلامية استقلالية والتزام فوضعت نفسها بكل امكانياتها في خدمة كتلة سياسية كبيرة وبطريقة ابتعدت كليا عن قواعد واسس التغطية الاعلامية النزيهة والعادلة .

قناة العراقية ( قناة البث العام )
في نفس الاتجاه سارت قناة العراقية التي استطاعت ان تجسد نسبة كبيرة من متطلبات البث العام بتوفيرها مساحات عادلة للتغطية الاعلامية للمرشحين في طرح برامجهم الانتخابية والتواصل مع الناخبين .

وسائل الاعلام الحزبية
وضفت وسائل الاعلام الحزبية وتلك التي تتبع كتل سياسية معينة كل مساحة تغطيتها لصالح البرامج الانتخابية للاحزاب والكتل التي تتبعها وهي حالة طبيعية في ضوء الوظيفة المعلنة لتلك الوسائل باعتبارها تمثل وسائل الدعاية الخاصة بتلك الاحزاب لكن يؤشر على بعضها انها استخدمت في بعض الاحيان اساليب التشهير وتبادل الاتهامات وتعمد المساس بالكتل المتنافسة لدرجة ان بعضها تجاوز الى حد كبير قواعد واخلاقيات العمل الاعلامي تغطية مجريات يوم الاقتراع
تحققت لوسائل الاعلام المختلفة مساحة جيدة من التغطية الاعلامية لوقائع وجريات يوم الاقتراع حيث سمحت الجهات الامنية المشرفة للصحفيين والاعلاميين بدخول عدد كبير من المراكز الانتخابية في بغداد لاجراء التغطية الاعلامية والمراقبة في نفس الوقت بلغت في بغداد اكثر من 70 مركز انتخابي اضافة الى المحافظات التي حدد فيها عدد من المراكز الانتخابية لاجراء التغطية والمراقبة وفق صلاحيات الجهات الامنية في كل محافظة وزود الصحفيين والاعلاميين بباجات تعريف خاصة لتسهيل مهامهم . وخارج مراكز الانتخاب لم تحدد الجهات الامنية حركة الصحفيين ,ولم يحصل مراسل وكالة انباء اصوات العراق على التخويل الرسمى والاعلاميين فكان بمقدورهم الالتقاء بالناخبين خارج المراكز والحصول على الاحاديث منهم والتقاط الصور الصحفية .

الالتزام بالقواعد الصحيحة للتغطية
كما حدث في مرحلة الدعاية الانتخابية التزمت بعض المؤسسات الاعلامية بالقواعد والضوابط التي اعلنتها المفوضية والهيئة الوطنية للاعلام للتغطية الاعلامية للانتخابات وظهر واضحا التزامها بتلك القواعد من خلال تحقيقها لتغطية الاعلامية عادلة ونزيهة لوقائع يوم الانتخابات وتميزت بذلك بعض المؤسسات الاعلامية ومن ضمنها بشكل واضح قنوات السومرية والفيحاء والعربية وسارت قناة العراقية على نفس مسار تغطيتها لمرحلة الدعاية الانتخابية فتمكنت من تحقيق تغطية عادلة ونزيهة ليوم الانتخابات ونجحت في الوصول الى معظم مساحة العملية الانتخابية على امتداد المحافظات العراقية .

وسائل الاعلام الحزبية او تلك التي وضفت نفسها لمصلحة جهات سياسية معينة التزمت بشكل واضح بسياسة الاحزاب التابعة لها فوضفت كل مساحة تغطيتها لمتابعة وتوثيق نتائج مرشحيها واكتفت بتغطية المراكز الانتخابية التي تتمتع بتاييدها وتميزت ايضا وبشكل عام في اصرارها على تقديم معلومات متنافضة وبيانات مشوشة ومستعجلة وغير دقيقة لمجريات الاقتراع بل ان احداها حددت الجهة الفائزة في الانتخابات ونسبة اصواتها قبل انتهاء الاقتراع باكثر من ثلاث ساعات . الانتهاكات
رغم الجو الايجابي العام للتغطية الاعلامية للحملة الانتخابية وليوم الاقتراع فقد شهدت العملية بعض الانتهاكات التي طالت بعض الصحفيين ومراسلي القنوات الفضائية وتنوعت بين المنع من دخول المراكز او الاعتداء الجسدي ومن هذه الانتهاكات :

1 . تعرض الزميل حيدر حسون فزع مدير عام وكالة انباء الاعلام العراقي الى اعتداء من قبل احد نقاط التفتيش في منطقة الشعب برغم تقديمه للتخويل الخاص بالسماح له في الحركة والتجوال اثناء الانتخابات لتغطية الحدث التاريخي هذا اليوم والصادر من قيادة عمليات بغداد . فيما اعتدى عدد من حراس احد المراكز الانتخابية على صحفي يعمل لحساب قناو الفرات في منطقة الحرية

2 . داهمت قوات حكومية مقر صحيفة الشاهد المستقل الاسبوعية وسط بغداد و صادرت اجهزة حاسوب و اخرجت العاملين فيها بالقوة واغلقت مقر الصحيفة .

3 . تعرض مراسل قناة الاتجاة الفضائية هارون رشيد في بغداد للاعتقال من قبل الشرطة المحلية في منطقة العلوية اثناء تادية واجبه الاعلامي لتغطية فعاليات الاقتراع الخاص .

4. في محافظة الانبار لم يكن للصحفيين المساحة الكافية لتغطية الانتخابات حيث خصصت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ثلاثة مراكز سمح فيها للصحفيين بتغطية عملية التصويت من عدد 610 مركزاً انتخابي في المحافظة . .

قامت عناصر من الشرطة بالاعتداء بالضرب على الصحافي بلال فوزي مصور وكالة ( أي بي )

5 . في مدينة في الفلوجة اثناء محاولته التصوير داخل مركز اقتراع الجمهورية وسط الفلوجة 6 . قام عناصر من الجيش ينتمون إلى الفرقة الأولى اللواء الثاني بتهديد صحفيين بالحجز داخل إحدى العربات العسكرية ومصادرة كاميراتهم ، وذلك خلال قيام صحفي بإجراء لقاءات مع مواطنين في الفلوجة اتهموا فيها الجيش بالتقصير في حفظ الأمن ومنع إطلاق القذائف الصاروخية مع بدء عملية الاقتراع في المدينة 7 . وابلغ صحفي يعمل في الفلوجة فضل عدم الكشف عن اسمه إن عناصر الجيش مزقت ورقة التخويل الصادرة من المفوضية وقامت بسحب الشريط من الكاميرا واعتدت عليه بالضرب .

. 8 . اشترطت قوات الجيش المتواجدة في الرمادي لدخول الصحفيين العاملين في الصحف المحلية والأجنبية إلى مراكز الاقتراع بإلقاء أقلامهم ودفاترهم عند بوابة الدخول.

9 . وفي ميسان فرضت قوات الشرطة و الجيش على الصحفيين قيودا على حركتهم اثناء الانتخابات ورفضت منحهم تخاويل تسهل عملية تغطيتهم الاخبارية

10 . وفي الموصل قال ممثل منع إعلام قيادة عمليات نينوى فريق عمل قناة الرشيد ومراسل قناة البي بي سي من تغطية الانتخابات في المراكز الانتخابية المخصصة من قبل المفوضية العليا للانتخابات للصحفيين رغم حصولهم على موافقات المفوضية للتغطية الاخبارية .

11 . شهد اقليم كردستان العراق انتهاكات عديدة ضد الصحفيين و مؤسساتهم الاعلامية وبشكل وعدد يثير القلق ويؤكد ان هناك اتجاه خطير يهدد حرية الصحافة و التعبير في الاقليم . ووثقت في الاقليم مايقرب من 20 حالة انتهاك مختلفة منذ انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات الى وقت اغلاق صناديق الاقتراع .

وقد تابعت مكاتب الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين تلك الانتهاكات بكل دقة وفي مختلف المحافظات ان الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين تؤكد رفضها لما حدث من انتهاكات وتجاوزات و تجدد دعوتها للجهات السياسية والامنية للعمل بجدية من اجل تقييم ما حدث والتوصل الى الاسباب والدوافع وتوضيح الحقائق للحيلولة دون تكرارها مستقبلا وتود الاشارة هنا الى ان مثل هذه الانتهاكات رغم محدوديتها تشوه صورة العملية الديمقراطية في العراق وتعطي الحجة للبعض للنيل من كل مكتسبات العراق الجديد .

وفي هذا الاطار فان الجمعية العراقيةن للدفاع عن حقوق الصحفيي تدعوا الجهات الرسمية المنظمات المهنية الراعية للعمل الصحفي والاعلامي الى ضرورة البدا ببلورة افكار بناءة لتاسيس منظمة او هيئة مستقلة لمراقبة التغطية الاعلامية لاي انتخابات مستقبلية لضمان التغطية النزيهة والعادلة وضمان حريتها واستقلاليتها وحمايتها من الانتهاكات . وتتكون من المؤوسسات الصحفيية والجمعيات والمنظمات المختصة وفق اسس صحيحة ومهنية ومن اجل تقويم ودعم الاعلام العراقي المستقل

ابراهيم السراجي
الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين
www.ijrda.org

الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين منظمة غير حكومية تاسست عام 2004 معنية بتعزيز حرية الصحافة وحرية التعبير مقرها الرئيس بغداد ولديها 15 مكتب في المحافظات
07706246249
07901739832