18/11/2009

كيف لشخص أعزل يملك آلة تصوير ودفتر وقلم أن يعتدي على جحافل من المقدمين والشيوخ وعناصر القوات المساعدة يتقدمهم القائد؟إنها المهازل والسخرية، في بلاد تحتفل ب 15 نونبر من كل سنة باليوم الوطني للإعلام.

في حال استمرار التماطل في عدم متابعة عناصر السلطة الإدارية بسيدي سليمان وفي مقدمتهم قائد المقاطعة الحضرية الأولى بشكل عاجل من طرف السلطات القضائية والأمنية فإنه عازم على الدخول في أشكال احتجاجية ومن ضمنها إضراب عن الطعام حتى مساءلة المعتدين ووقف الشطط اليومي في استعمال السلطة.

قرر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بسيدي سليمان متابعة جواد الخني، صحفي، عضو اللجنة الإدارية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وذلك على إثر اتصال هاتفي توصل به هذا الصباح من شخص يقول أنه “كوميسير اسمه جمال” يدعوه في أقرب الآجال إلى التنقل من مدينة سيدي سليمان إلى مدينة القنيطرة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية (ولاية الأمن) قصد الاستماع والتحقيق في شكاية تقدم بها ضده قائد المقاطعة الحضرية الأولى بسيدي سليمان عبد الوهاب الليلي والنبط علال مقدم حضري، وغمام علال شيخ حضري، يتهمونه بالاعتداء عليهم وتهديد سلامتهم.

هاته الشكاية التي تحركت مصالح القضاء ومصالح الشرطة الولائية بالقنيطرة بتسريع مسطرتها، تجدها عاجزة ومشلولة أمام شكاية تقدم بها جواد الخني بتاريخ 27/03/2009 إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة ضد رجال السلطة الثلاثة المذكورين أعلاه حيث تعرض يوم الخميس 26 مارس2009 حوالي الساعة 1:20 دقيقة زوالا بشارع العروبة بسيدي سليمان، بصفته الصحفية في متابعة قضايا الشأن المحلي وقضايا المواطنين “تعرض” للاعتداء بالضرب والتهديد بالتصفية الجسدية مصرحا أحدهم “غادي نحيدك من الحالة المدنية، غادي نحيدك من الدنيا”، كما تعرض من طرف نفس الأشخاص إلى كل أشكال التهديد والسب والقذف في شخصه وفي عمله الصحفي، وخلف الاعتداء أضرارا وجروحا كما هو ثابت في شهادة طبية مدة العجز بها 20 يوما وقابلة للتجديد توصل بها الوكيل العام، كما توصل بإشهادين مصححي الإمضاء من مواطنين يؤكدون صحة ما تعرض له الخني ويسجلون أنهم عاينوا الاعتداء والسب والتهديد. أثناء ممارسته لعمله الصحفي .

جاء الاعتداء كمحاولة جبانة منهم لحجب عملية التصوير التي كان بصدد إنجازها بشارعي محمد الخامس وشارع العروبة ، والسلطات الإدارية تقوم بحملة عشوائية في محاربة الملك العام، تتسم بالشطط في استعمال السلطة والتضييق بشكل لا قانوني على المواطنين خاصة الفئات المقهورة كأصحاب العربات المجرورة، وفي التمييز بين أصحاب النفوذ والمال الذي طبع عملهم، فكانت المتابعة على الشكل التالي:
• اعتبرت الصحافة الوطنية الاعتداء والتهديد سلوكات بائدة تريد إرجاع أجواء الترهيب والاعتداءات.

• وقفة احتجاجية يوم الخميس 02 أبريل 2009 بسيدي سليمان أمام مبنى المقاطعة الحضرية الأولى من تنظيم فروع جهة القنيطرة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان تحت شعار “جميعا ضد الشطط في استعمال السلطة، من أجل حماية الصحافة والمدافعين عن حقوق الإنسان”.

• تضامن المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
• الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع سيدي سليمان توجه رسائل لوزير الداخلية والوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة ووالي جهة القنيطرة ووكيل الملك بسيدي سليمان بشأن تسلط رجال السلطة مطالبة بفتح تحقيق نزيه وترتيب الإجراءات الإدارية والقانونية المناسبة في اتجاه مساءلة المعتدين ومن سخرهم لضمان عدم تكرار الشطط في استعمال السلطة.

• رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية يونس مجاهد يراسل وزيري الداخلية والعدل مطالبا بإنصاف الخني، وحماية الممارسة الصحفية مع فتح تحقيق لاتخاذ الإجراءات الضرورية في الموضوع.

• حملة عرائض تضامنية واسعة بالداخل والخارج .

• عشرات الرسائل التضامنية من منظمات مهنية وحقوقية.

رغم كل هاته المبادرات، فالشكاية التي تحمل رقم 116/3101/2009 التي وجهت من الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة إلى المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالقنيطرة بتاريخ 15/04/2009 في مواجهة رجال السلطة، لازالت في الرفوف. والمعتدي يصبح ضحية وتحرك المتابعة ضده وتجتهد مصالح الأمن والقضاء في تحريكها، فكيف لشخص أعزل يملك آلة تصوير ودفتر وقلم أن يعتدي على جحافل من المقدمين والشيوخ وعناصر القوات المساعدة يتقدمهم القائد؟ إنها المهازل والسخرية، في بلاد تحتفل ب 15 نونبر من كل سنة باليوم الوطني للإعلام.

أمام كل ذلك يعلن أنه في حال استمرار التماطل في عدم متابعة عناصر السلطة الإدارية بسيدي سليمان وفي مقدمتهم قائد المقاطعة الحضرية الأولى بشكل عاجل من طرف السلطات القضائية والأمنية فإنه عازم على الدخول في أشكال احتجاجية ومن ضمنها إضراب عن الطعام حتى مساءلة المعتدين ووقف الشطط اليومي في استعمال السلطة ضدا على القوانين المحلية والمواثيق الدولية التي تنص على حماية المدافعين على حقوق الإنسان والصحافة.

جواد الخني
*صحفي مهني
*عضو اللجنة الإدارية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
*مدير نشر جريدة أخبار الوطن .
* مراسل جريدة الأحداث المغربية بسيدي سليمان .
*عضو النقابة الوطنية للصحافة المغربية –فرع الرباط