20/10/2008

نتيجة للغط والروايات المتناقضة والمتعددة المصادر التي تناولت حادثة قرية المشيرفة السورية ( غرب مدينة حمص ) ، والتي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى ، قامت لجنة مشتركة لتقصي الحقائق بزيارة قرية المشيرفة بتاريخ 19 / 10 / 2008 وذلك للوقوف على حقيقة ماجرى من أحداث مؤسفة مساء يوم 14 / 10 / 2008 .

وبعد معاينة اللجنة لمكان الحادث وتوثيقها لشهادات شهود عيان بالاضافة إلى أحد الجرحى خلصت اللجنة إلى الحقائق التالية :

  1. رصدت اللجنة في مكان الحادث بقالية صغيرة يفصلها شارع ضيق ( لايتجاوز عرضه 6 امتار ) عن منزل الضحية سامي معتوق وامام البقالية كان هناك مقعد طويل يتسع لثلاثة أشخاص مغطى بحصيرة ، ولدى الكشف عنها وجدت اللجنة آثار دماء كثيرة تغطي المقعد إضافة لوجود بقعة كبيرة من الدماء تغطي الأرض مع وجود ( شحاطة ) ملوثة بالدم تعود للضحية المغدور سامي معتوق ، كما شاهدت اللجنة بوضوح كامل آثار عيارات نارية متعددة على الجدران والأشجار وواجهة البقالية يتراوح إرتفـاعها ( 50 سم – 150 سم ) ، كما عاينت اللجنة إحدى الطلقات التي إخترقت البراد المخصص للمرطبات داخل المحل ، كما شاهدت اللجنة آثار طلقات عديدة إخترقت زجاج البقالية المجاورة التي تبعد عن مكان الواقعة حوالي / 20 م / تتطابق وتتماثل مع الفجوات المعاينة في مكان الحادث ، الأمر الذي يؤكد رواية الشهود بأن السيارة المهاجمة بدأت بإطلاق النار منذ لحظة ظهورها وحتى لحظة مغادرتها مكان الحادث .
  2. أكد شهود عيان للجنة أن السيارة المسلحة (بيك آب نوع شيفروليه – حمراء اللون منصوب فوقها مدفع رشاش آلي متوسط ) قامت بإطلاق النار الكثيف فور ظهورها على الأشخاص المتواجدين أمام البقالية وذلك دون أن توجه أي إنذارأو تحذير .
  3. أكد الشهود للجنة بأن الدورية المسلحة المهاجمة لم تتوقف لمعرفة نتائج هجومها أو لسحب الجثث أو للتحقق من وجود جرحى وهو الأمر الذي يعزز قناعتنا بأن الهدف الرئيسي للعملية كان يتقصد القتل وليس الإعتقال .
  4. أكد جميع الشهود وبشكل قاطع عدم حيازة الضحايا لأي نوع من أنواع السلاح أثناء تواجدهم أمام البقالية بلباس راحة منزلي ( شورت – بيجامة – شحطات ) الأمر الذي يؤكد عدم تبادل لاطلاق النار مع الدورية المسلحة كما زعمت بعض المصادر .
  5. فوجئت اللجنة بأنه ( حتى ساعة إعداد هذا التقرير) لم تقم أي جهة حكومية وعلى أي مستوى بالتحقيق في ملابسات هذه الحادثة بالرغم من النداءات المتكررة لذوي الضحايا وأهالي القرية وبعض المحامين والعديد من المنظمات الحقوقية السورية لفتح تحقيق فوري في القضية ، علما بان أهالي الضحايا مايزالون يتحفظون على كافة الأدلة المتعلقة بالحادثة من آثار دماء وآثار الطلقات بإنتظار وصول لجنة حكومية مختصة للتحقيق .
  6. أسفرت الحادثة المؤسفة عن سقوط قتليين ( سامي معتوق – جوني سليمان ) وجريحين ( ايهاب ديب – يوسف ابراهيم ) .

التوصيــــــــات :

  1. فتح تحقيق فوري وجدي وعادل من قبل القضاء المختص والتحقق من وقائع الحادثة وإتخاذ كافة الاجراءات القانونية بحق كل من يثبت تورطه في القضية سواء كان منفذا أو شريكا أو مخططا .
  2. إلقاء القبض على الجناة وإحالتهم إلى القضاء المختص بأسرع وقت وإنزال أقصى العقوبات بحقهم بما يتلائم مع يشاعة الجريمة .
  3. إلغاء كافة المراسيم والقرارات والتوجيهات التي تبيح للسلطات الأمنية إنتهاك حقوق المواطنين والاستهانه بامنهم وسلامتهم .

تعرب اللجنة عن أملها بأن تتحمل السلطات السورية مسؤولياتها القانونية الكاملة تجاه مواطنيها عبر القيام بالكشف عن ملابسات هذه الحادثة المفجعة وتقديم كافة الجناة المتورطين بها مهما كان موقعهم إلى القضاء المختص .

لجنة تقصي الحقائق

  1. عبدالكريم ريحاوي ( رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان ) .
  2. د. إلياس حلياني ( رئيس التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي ) .
  3. د. أسامة نعيسة (لجنة المتابعة في قضايا المعتقلين والمنفيين ومجردي الحقوق المدنية والجنسية ) .
  4. سعد جرجس ( نائب رئيس لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا ) .
  5. أحمد الخازم ( المنسق العام للشبكة السورية لحقوق الإنسان )

الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان
لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية و حقوق الإنسان في سوريا