11/12/2008

السيد رئيس الجمهورية العراقية المحترم
السيد رئيس الوزراء العراقي المحترم
تتقدم منظمة شهود نحو التسامح بمناشدة عاجلة إلى سيادتكم وإلى الحكومة العراقية الموقرة بخصوص الطريقة التي تتعامل بها الجهات المختصة بالعراق مع رفات ضحايا المقابر الجماعية عند اكتشافها وطريقة التعرف عليها وطريقة تسليم الضحايا إلى ذويهم.

فقد جرت الأمور في كثير من الأحيان أن يتم نقل رفات الضحايا إلى مراكز الطب العدلي ثم يقوم كل من له مفقود من بين المواطنين بزيارة هذه المراكز ومحاولة التعرف على جثمان قريبه، وبعد ذلك يقوم القريب بأداء قسم أمام القاضي بأنه قد تعرف على جثة قريبه ليتم تسليمه الجثة واستصدار أوراق وفاة رسمية ويتم الدفن. ومن المعلوم أن بعض جثث الضحايا قد مرت عليها أوقات طويلة وبعضها دفن لفترات تصل أحيانا إلى عدة سنوات مما يمحو معالمها ويجعل إمكانية تمييزها بمثل هذه الطرق مستحيلة. فيكون الشخص محضوضا إذا وجدت أوراق تعريفية في جيوب ملابس الضحية أو إذا كان القريب قادرا على تذكر الملابس التي كان يلبسها الضحية عندما اختفى مع أن هذه الملابس قد أصابها ما أصابها من جراء الزمن والدفن. علما بأن نسبة عالية من جثث الضحايا تستخرج على شكل مجموعة عظام فقط وتوضع بداخل أكياس ويتم نقلها إلى مراكز الطب العدلي.

إننا في منظمة شهود نجد أنه من الغريب إلى حد يدعو إلى الاستنكار أن تعمد الجهات المختصة العراقية إلى الالتجاء إلى هذه الوسائل لتمييز الضحايا مع وجود وسائل أخرى كالاستفادة من اختبارات الحمض النووي وما شابه من وسائل متاحة خصوصا وأن الأمر متعلق بأهم شيء على الأرض ألا وهو حياة وموت الإنسان وكرامته.

إننا نطالب الحكومة العراقية ممثلة برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الإيعاز بتوفير واستخدام كل الإمكانيات التي توفرها التقنيات العلمية بغية التعرف على أصحاب الجثث بشكل دقيق وتسليمها إلى ذويها بشكل لائق من أجل حفظ كرامة ضحايا المقابر الجماعية وإنصاف أجسادهم بعد أن لم يتم إنصافهم في حياتهم وطريقة موتهم.

إن خطوة كهذه التي ندعو إليها إذا اتخذتها الحكومة العراقية تؤدي إلى سن نهج وإشاعة ثقافة تحترم الإنسان بوصفه قيمة عليا، وهو الأمر الذي تشتد الحاجة إليه نظرا لما تفشى بالعراق من عنف تمت محاصرته بجهود أمنية وعسكرية كبيرة بذلتها الحكومة العراقية.

وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير

شهود نحو التسامح
www.shuhood.org