20/9/2005

مع انطلاق الحملة الدولية للتضامن مع 8000 أسير فلسطيني يرزحون في سجون الاحتلال الإسرائيلي قال عيسى قراقع رئيس نادي الأسير الفلسطيني في الضفة الغربية أن التجربة الطويلة ومنذ عام 1967 أثبتت تقصير وعجز المؤسسات الرسمية الدولية وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة في إجبار وإلزام حكومات الاحتلال الإسرائيلي باحترام قرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي الإنساني

وأشار إلى مئات القرارات والإدانات وعشرات النصوص الواردة في المواثيق الدولية والتي تدين ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في معاملتها مع للأسرى و الأسيرات الفلسطينيين، ولكن هذه الإدانات لم تصل إلى مستوى الإلزام والضغط الحقيقي الجدي على إسرائيل لإلزامها باحترام وتطبيق مبادئ حقوق الإنسان بحق الأسرى الفلسطينيين….

ولهذا قال عيسى قراقع: إسرائيل تصرفت وكأنها القانون الدولي وكل المواثيق والعهود الدولية، كأن لإسرائيل قانون دولي خاص بها يستند إلى قوانين الاحتلال العسكري…

وقال قراقع: للأسف لم تشكل الشرعية الدولية في أي لحظة غطاءً لحماية الأسرى من القهر والممارسات التعسفية الخطيرة التي تجري بحقهم…بل لم تكلف الأمم المتحدة في أي يوم لجنة خاصة لزيارة السجون ومراكز التحقيق والاطلاع على معاناة الأسرى…

ودعا قراقع إلى تحريك الرأي العام الدولي والمؤسسات الشعبية والمجتمعات المدنية ووضعها أمام ضميرها وإنسانيتها ومسئوليتها اتجاه ما يجري في السجون…

وأوضح قراقع: نحن مقصرين…السلطة والقيادة الفلسطينية والدبلوماسية الفلسطينية والمؤسسات على كثرتها في نقل الصورة الحقيقية وجرائم الحرب وسياسات القمع والقهر التي يتعرض لها الأسرى إلى ساحة المجتمع الدولي.

وقال شعرت كأن سفارتنا لا قيمة لها، بل لا تعرف شيئاً عن واقع الأسرى لهذا نجحت إسرائيل دوماً في إبقاء ملف الأسرى ملفاً محلياً ثنائياً مجرداً من أي بعد أنساني ودولي.

لقد حان الوقت لكسر عزلة قضية الأسرى التي لم تعد قضية خاصة بالفلسطينيين بل قضية كل الأحرار في العالم… قضية الضمير الإنساني، واختبار جدي لمبادئ حقوق الإنسان فهي قضية عالمية بالدرجة الأولى…

وبين قراقع سبب استمرار معاناة الأسرى بهذا الشكل الفظيع هو موافقة القيادة السياسية الفلسطينية على نزع البعد الدولي والقانوني عن قضية الأسرى في كافة الاتفاقيات و اللقاءات مع الجانب الإسرائيلي…

لقد مورس الخداع والتضليل من الإسرائيليين وفرضوا شروطهم ومفاهيمهم الأمنية العسكرية وحولوا قضية الأسرى إلى قضية مدنية ليس لها أي اعتبار سياسي والى ورقة للمساومة والضغط…

وقال لو كان هناك مؤسسات دولية فاعلة لأجبرت إسرائيل على الأقل بالإفراج عن 650 أسير من قطاع غزة ما دامت أعلنت انتهاء حكمها العسكري في القطاع.

وكشف عيسى قراقع إن أكثر من نصف مليون من الشعب الفلسطيني دخل السجون…وأن 180 أسير سقطوا شهداء في السجون وأقبية التحقيق منذ عام 1967 وأن الآلاف من الأطفال القاصرين و الإداريين اعتقلوا…وأنشئت سجون ومعسكرات لا تصلح للحيوانات إضافة إلى سجون سرية…وقال إسرائيل أعدمت 200 فلسطيني بعد إلقاء القبض عليهم في انتفاضة الأقصى…

لقد تشوه الملايين من الشعب الفلسطيني بسبب الاعتقال وظروفه القاسية، ودمرت أجيال صغيرة حملت معها معاناة نفسية لا تزول بسهولة. كل هذا بسبب عجز مؤسسات المجتمع الدولي في حماية الضحية الفلسطينية من براثين الاحتلال وممارساته القمعية.

وحذر قراقع أن قضية الأسرى هي قضية القضايا… هي ” الكاترينا” الفلسطينية القادمة…الإعصار الذي سيضرب المنطقة، رياح من لحم ودم وسعال ويأس وغضب، كاترينا ستأخذ كل شيء، ستفجر آلامها في كل مكان…

وأشار قراقع… لم تعد النشاطات التقليدية ذات جدوى… يكفي تلاعب بمشاعر أهالي الأسرى… ويكفي استخدام قضيتهم للدعايات الشخصية والانتخابية…الأسرى بحاجة إلى الحرية، إلى القرار السياسي، إلى من يقلب الطاولة ويقول الأرض والإنسان واحد وإلا فليتلق الجميع ذلك الإعصار القادم من كل سجن وزنزانة.

نادي الاسير الفلسطيني

موضوع صادر عن :
نادي الأسير الفلسطيني
نادي الأسير الفلسطيني