11/8/2008

رام الله – 11-8-2008 – أشاد الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر عوني فروانة ، اليوم ، بمسيرة الأشقاء العرب في هضبة الجولان السورية المحتلة ، النضالية والكفاحية ضد الإحتلال الإسرائيلي ، وبتضحياتهم الجسام من أجل تحرير الجولان واعادتها للوطن السوري الأم وللحضن العربي .

جاء ذلك في تقرير وزعه الباحث فروانة اليوم بمناسبة دخول قدامى الأسرى العرب ، أسرى هضبة الجولان السورية المحتلة عامهم الرابع والعشرين ، وهم : بشر سليمان المقت ( 43 عاماً ) المعتقل منذ 12-8-2008 ، وعاصم محمود الولي ( 41 عاماً ) وصدقي سليمان المقت ( 41 عاماً ) المعتقلان منذ 23-8-1985 ، والذين يحتلون على التوالي الأرقام ( 25-26-27 ) على قائمة قدامى الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي.

وأوضح فروانة أن تلك المسيرة كانت حافلة بالتجارب والنماذج الرائعة العديدة ، وعمدت بدماء الشهداء وآلام الجرحى ومعاناة المعتقلين ، وسُطر خلالها الكثير من القصص والحكايات البطولية ، وذاق الكثير من أبنائها وفتياتها ، رجالها ونسائها ، مرارة الأسر وقساوة السجان الإسرائيلي ، ولا زال العديد منهم خلف قضبان السجون الإسرائيلية ، فيما بينهم ثلاثة أسرى يعتبروا من ” عمداء الاسرى عموماً ” ، حيث مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ، وبينهم من تسلم راية ” عميد الأسرى العرب ” بعد تحرر الأسير سمير القنطار .

دعوة الحكومة السورية ورئيسها والوفد المفاوض للمطالبة باطلاق سراحهم

وأكد فروانة فخره واعتزازه بكافة أسرى الجولان القابعين في سجون الإحتلال وبصمودهم ، داعياً الحكومة السورية ورئيسها السيد بشار الأسد والفريق السوري المفاوض في المحادثات السورية –الإسرائيلية غير المباشرة ، الى اثارة قضيتهم والمطالبة الجدية بإطلاق سراحهم وطي هذا الملف المؤلم ، معرباً عن أمله بأن تشهد الفترة المقبلة وضع حد لمعاناتهم داخل الأسر وأن يعودوا الى وطنهم وشعبهم وأسرهم .

اسرى بادروا وأسسوا حركة المقاومة السرية السورية

واشار فروانة الى أن هؤلاء الأسرى القدامى كانوا من المبادرين لتأسيس وانطلاق حركة المقاومة السرية السورية ، وشاركوا في العديد من النشاطات الجماهيرية والعمليات العسكرية ضد الإحتلال الإسرائيلي ، و اعتقلوا في شهر آب عام 1985 ، وتعرضوا الى صنوف مختلفة من التعذيب البشع بشتى أنواعها وأشكالها الجسدية والنفسية والمعنوية ، وبعدها أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية في اللد حكمها الجائر عليهم لمدة 27 عام ، وفي تحدي واضح لدولة الاحتلال وتعبيراً عن رفضهم لمحاكماته الصورية ، قامت المجموعة بإنشاد النشيد الوطني السوري حينما نطق القاضي بالحكم عليهم ، ليتنقلوا بعدها ما بين السجون الى أن استقر بهم الحال في لآونة الأخيرة في سجن جلبوع .

استشهاد أحد أفراد المجموعة ( هايل أبو زيد )

وذكر فروانة أن المجموعة كانت مكونة من خمسة أشخاص وجميعهم اعتقلوا خلال شهر آب / أغسطس عام 1985 ، وبتاريخ 20 ديسمبر2004 ، أقرت لجنة طبية تابعة لمصلحة السجون بالإفراج عن أحد أفراد المجموعة بعدما تأكدت بأنه يعيش أيامه وشهوره الأخيرة وهو الأسير هايل حسين أبو زيد نظراً لخطورة وضعه الصحى وإصابته بمرض ” سرطان الدم” ، ليخضع بعدها للعلاج في مشفى رامبام بحيفا لبضعة شهور حتى استشهد السابع من تموز / يوليو 2005 ، فكان هايل في حياته وخلال سنوات اعتقاله ، وهايل في مماته بذكراه الطيبة الرائعة وتاريخه المشرق .

الإفراج عن سيطان الولي أحد أفراد المجموعة لأسباب صحية خطيرة

وأضاف أنه ولذات الأسباب قررت اللجنة الطبية التابعة لمصلحة السجون الإفراج عن الأسير العربي سيطان نمر الولي ( 42 عاماً ) بسبب خطورة وضعه الصحي وذلك في الثامن من شهر تموز / يوليو الماضي ، حيث سبق وان أجريت له عملية استئصال الكلية اليمنى في مايو / آيار الماضي ، وأن التحاليل الطبية أثبتت وجود ورم سرطاني من النوع الخبيث وفي مراحله المتقدمة ، وفور الإفراج عنه توجه الى مشفى رامبام بحيفا لإجراء فحوصات طبية شاملة ولمتابعة العلاج ، وتفيد كافة المعلومات والتقارير الواردة من الجولان أن ( الولي ) لا زال يعاني من ذاك المرض وهو بحاجة إلى عمل جراحي جديد وعلاج متواصل ورعاية طبية فائقة .

وفي هذا الصدد أكد فروانة أن باقي أفراد المجموعة الذين لا زالوا في الأسر يعيشون في ظروف قاسية ومخالفة لكل قواعد القانون الدولي الإنساني ولكافة الإتفاقية الدولية ، ويعانون من مشاكل صحية عديدة وخطيرة ، وأجسادهم بدأت تتهالك بفعل الظلم والقهر والتعذيب الإسرائيي ، لا سيما الأسير بشر المقت ، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد ، ويجب التحرك الجدي لضمان اطلاق سراحهم وعلاجهم قبل فوات الآوان ، وقبل ان تقرر ذلك اللجنة الطبية التابعة لإدارة السجون ، والتي عادة ما تقرر ذلك في مراحل متأخرة جداً .