4/3/2008

تعرض يوم 3 مارس الجاري السيد عمر المستيري مدير تحرير مجلة كلمة وسهام بن سدرين الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني للحريات والكاتبة العامة للمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع عند عودتهما من إقامتهما في أوروبا عبر ميناء حلق الوادي بتونس إلى الاحتجاز لمدة 6 ساعات من قبل الديوانة التونسية والاعتداء عليهما بالعنف الشديد من قبل عناصر من البوليس السياسي.

فقد تم منذ وصولهما على الساعة الثامنة و15 دق استثناؤهما بمعاملة خاصة واصطحابهما هما فقط بغرض إجراء تفتيش دقيق. وبعد أن تم فحص جميع حقائبهما من قبل عون ديوانة وفرز الكتب والوثائق الخاصة، حضر إلى المكان عدد كبير من عناصر فرقة أمن الدولة وطلبوا تسلم الحواسيب الخاصة للاطلاع على محتواها. وهو ما رفضه الصحفيان باعتباره إجراء تعسفيا لا يتم إلاّ في صورة وجود تفويض قضائي من وكيل الجمهورية في حالة التلبس بجريمة، فطلب منهما موظفو الديوانة مرافقتهم إلى أحد المكاتب لإتمام بعض الإجراءات الإدارية، غير أنّه ما إن دخلا الغرفة حتى أقفلت عليهما بعد دخول عدد من أعوان البوليس مفتولي العضلات. وقد انقضّ عليهما هؤلاء وأطاحوا بهما وانهالوا عليهما بالضرب ومزّقوا حقائبهما وثيابهما وتولّوا انتزاع الحواسيب والاستيلاء على حافظة أوراق سهام بن سدرين وبعثرة محتوياتها بما فيها بطاقاتها البنكية. هذا وقد هجم أحد الأعوان على السيدة سهام عندما حاولت الاتصال هاتفيا بمحاميها عبد الرؤوف العيادي وقام بليّ ذراعها بعنف وافتكاك الجهاز. وقد ظلاّ فترة طويلة محتجزين في مكتب مفتش الديوانة ثم سمح لهما بمغادرته.

كما تلت ذلك حصّة اعتداء جسدي جديدة لإرغامهما على الامتثال إلى تفتيش بدني كامل.

وقد قام أعوان البوليس السياسي بأنفسهم بمباشرة عملية فحص الأشياء المحجوزة (الكتب والأقراص المضغوطة) وقاموا بطبع وتخزين الوثائق الخاصة المكتوبة والإلكترونية الموجودة في الحواسيب في قرص صلب خارجي جلب للغرض وتشمل مراسلات مع منظمات دولية وأوراق عمل وتقارير ومقالات وفواتير ومفكرات وملفات تحتوي كلمات سرّ البريد الالكتروني وموقع مجلة كلمة…).

وقد تم إخلاء سبيلهما من الميناء بعد ستة ساعات بعد حجز حوالي 60 نسخة من أقراص DVD و CD وأشرطة سمعية ومن بينها الشريط الوثائقي الذي أعدّه المجلس الوطني للحريات عن التعذيب في تونس “لنكسر آلة التعذيب”. وقد رفضت المصالح الديوانية إعطاء أي وثيقة في إثبات المحجوز مثلما يقتضيه القانون.

وقد خلف الاعتداء كدمات في عدة مواضع على جسد السيدة بن سدرين كما تشكو من إصابة حادة في معصمها ومرفقها الأيسر.

ويعتزم الصحفيّان التقدم بشكوى للقضاء من أجل الاعتداء بالعنف ضد مصالح الديوانة والشرطة.

والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع:

  • يدين استخدام العنف ضد هذين الصحافيين.
  • يدين انتهاك المعطيات الشخصية من قبل البوليس السياسي الذي استولى على جميع الملفات المهنية والخاصة دون أي مبرر قانوني.
  • يطالب بفتح تحقيق في هذه الانتهاكات الخطيرة.
عن المرصد
نائبة الرئيس
نزيهة رجيبة