2/2005

في خضم اللقاءات المتتالية والمكثفة للقمة التحضيرية الثانية لقمة مجتمع المعلومات ( PrepCom2) المنعقدة من 17 إلى 25 فيفري 2005 بجينيف) قمنا بزيارة إلى جلسة المجموعة العربية في هذه القمة لنشارك برأي أو ندفع بفكرة من اجل كرامة المواطن العربي وحقوق الإنسان العربي المنتهكة في كل ناحية وفي كل حين.

دخلنا القاعة… جلسنا…. سجلنا أسماءنا على قائمة المشاركين في الجلسة… وأصغينا إلى بعض المتداخلين…

لم تدم نصف ساعة على تواجدنا في هذه الجلسة حتى بدأت أشعر بالاختناق من خطاب لم أسمعه منذ ما يزيد عن 13 سنة (منذ خرجت من تونس لاجئا). 99% من الحاضرين في الجلسة هم ممثلوا الحكومة التونسية وليسوا حتى من كافة شرائح المجتمع المدني التونسي…

التحق بالجلسة أحد المشاركين في القمة وهو جزائري فطلب مداخلة، كان يظ! ن أن مستمعيه من كافة الدول العربية، أعجبني كلامه بل هو خير ما قيل في الجلسة، ولكن حز في قلبي أن “المسكين” لا يعلم أنه يخطب وسط اجتماع من اجتماعات التجمع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحاكم التونسي)…

خطاب ركيك، وكلام مجنح، ويقولون أنهم يمثلون المجموعة العربية، وكأن “التجمع الدستوري الديمقراطي” هو ممثل العرب في هذه القمة…
أين العرب في هذه القمة؟
أين الأردن… أين المغرب والجزائر والكويت وسوريا…
أين مصر… أين البحرين وقطر والسعودية والإمارات…

متى سمحت هذه الدول للحزب الحاكم التونسي أن يتكلم باسمها؟
هل هو رضا وثقة عميا “وشيك على بياض” معطى للأتفه خطاب في الوطن العربي، خطاب التجمع الدستوري الديمقراطي التونسي؟

أم هو اللامبالاة وعدم متابعة أطوار هذه القمة، وكأن موضوعها لا يعني العرب وحقوق العرب في مجتمع معلوماتي أفضل؟

المصيبة أن اهتمام العرب سبق هذه القمة التحضيرية بأكثر من 6 أشهر (اجتماع مراكش، اجتماع دمشق،…) ولكن لم أفهم ما ! دواعي هذا التخلف عن الحضور للقمة التحضيرية 2؟

أكثر من سؤال أطرحه على المنظمات الغير حكومية العربية: ما سر هذا الغياب الكامل؟

أجيبوني عن هذا السؤال وإلا جاز لي أن أسيء الظن.

المهدي بن حميدة
الكاتب العام لجمعية الحقيقة والعمل
سويسرا
sg@verite-action.org