17 ديسمبر 2003

 
    • يحتفل المجتمع الدولي بمرور 55 عاماً على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، وبهذه المناسبة تود الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان أن تحيي الجهود المخلصة للرواد الذين أعطوا الأمل للبشرية في خلق مجتمع تسوده مبادئ العدالة والمساواة وتجنيب الإنسان صنوف المهانة والمكابدة ومصادرة الكرامة والحريات وإشاعة الخوف والاضطهاد التي تمارسها بعض القوى المتسلطة .

    • إن الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان وهي تشاطر الجمعيات والهيئات الحقوقية على امتداد العالم هذه الاحتفالية ، فإنها تود أن تثمن ما تشهده مملكة البحرين من تحسن على مستوى أوضاع الإنسان بفضل نضالات وتضحيات شعبنا الممتدة وبفضل الفرصة التي يقدمها المشروع الإصلاحي لجلالة ملك مملكة البحرين . كما أن الجمعية تتطلع إلى المزيد من التفاعل من أجل توسيع وتعزيز المكتسبات التي حققها مجتمعنا والوقوف صفاً واحداً من أجل إلغاء القوانين الجائرة والمتمثلة في القانون (56) الذي يساوي بين الضحية والجلاد في التعامل مع ضحايا التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان ، وكذلك قانون الصحافة والنشر الذي لا يتماشى وروح العصر والمستوى الحضاري لشعبنا وطلائعه من الكتاب والمفكرين والتطلع إلى إطلاق حرية الرأي والتعبير دونتا خوف أو رقابة .كما تطالب الجمعية مملكة البحرين أن تصادق على العهدين الدوليين ( العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ) ، ورفع التحفظات على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة . كذلك تدعو الجمعية حكومة مملكة البحرين إلى الانضمام لاتفاقية المحكمة الجنائية الدولية وعدم الانصياع للضغط الأمريكي في منح الحصانة للجنود الأمريكيين من الملاحقة الجنائية ، أو انتهاك حقوق المواطنين البحرينيين والمقيمين بذريعة مكافحة الإرهاب .

    • إنه من المؤسف أن نحتفل بهذه المناسبة الجليلة ومجتمعنا لا يزال يرزح تحت تراكمات وممارسات التمييز وعدم العدالة والمساواة بين مختلف الفئات ، وترى أن عدم إيجاد الحلول لهذه المعضلة يعد خرقاً فاضحاً لمبادئ الديموقراطية وإعاقة لتفاعل مجتمعنا وإطلاق إمكانياته الخلاقة من أجل صياغة مجتمع متضامن وناهض . كما أن الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان لا يفوتها أن تبدي قلقها الشديد لما يتعرض له الصحفيون من مضايقات ومحاكمات لمجرد إبداء آرائهم ونقلها إلى الجمهور ، انطلاقاً من حرصهم ونواياهم المخلصة نحو وطنهم ، وترى أن مـا يتعرض له الصحفيون من إجراءات تعسفية لا مبرر له ويتناقض مع ما تكفله المواثيق الدولية ، كما أن ذلك يتناقض وروح هذه الفترة المفصلية من حياة وطننا وشعبنا .

    • كذلك لا تنسى الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان في غمرة الإحتفال بهذه المناسبة أن تعرب عن شجبها واستنكارها لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات مستمرة لحقوقه وتطلعاته العادلة في الحرية والكرامة وحقه في العودة إلى دياره ، كما تندد الجمعية بالقوى الظالمة التي تقدم الدعم والمساندة للنظام الصهيوني العنصري المزروع على أرض فلسطين الذي لا يتورع من ارتكاب كل المخالفات الحاطة بالكرامة الإنسانية والمناقضة للمواثيق الدولية المفروضة على الدولة المحتلة لأراضي الغير .

    • وبهذه المناسبة أيضاً تدعو الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان كافة القوى الفاعلة في المجتمع العربي إلى تكتيل جهودها من أجل تحقيق إصلاح ديموقراطي عميق وشامل وصولاً إلى الديموقراطية الحقيقية ، وضمان حقوق الإنسان العربي . كما تدعو الجمعية كافة قوى الديموقراطية والمجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان في العالم إلى التصدي للهجمة الدولية الشرسة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية تحت شعار محاربة الإرهاب ضد شعوب وأديان محددة والمتمثل في التمييز الذي يتعرض له الرعايا العرب والمسلمين وما يواجهه معتقلو جوانتنامو من انتهاك قانوني وقضائي ، إضافة إلى ما تتعرض له الكثير من الدول من ضغوط لخرق حقوق مواطنيها في ظل ذرائع التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب .

    • كما أن الجمعية تدين بشدة استمرار الإحتلال الأمريكي للعراق وتندد باستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين وإعاقة الشعب العراقي من ممارسة سيادته على أراضيه وثرواته ، وما تتعرض له بنياته التحتية من تدمير ومصادرة حقه في اتخاذ قراره بنفسه دون وصاية .

    إن الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان إذ تحيي مناسبة مرور 55 عاماً على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، فإنها تدعو المجتمع بكل أفراده وفعالياته المدنية إلى رص الصفوف والنضال من أجل ترسيخ المكتسبات التي تم تحقيقها على صعيد حقوق الإنسان والسعي إلى تحقيق المزيد من هذه الحقوق .