2/5/2005
تحتفل المنظمات الحقوقية والصحافية في الثالث من مايو الجاري بمناسبة يوم الصحافة العالمي
في خضم الظروف الحرجة التي تتعرض لها الصحافة والعاملون بها على الصعيدين المحلي والدولي.
فعلى الصعيد المحلي ما زالت الصحافة تواجه العديد من المشاكل والإحباطات التي يأتي في مقدمتها استمرار العمل بقانون الصحافة والطباعة والنشر رقم 47 لسنة 2002 والمتضمن للكثير من عقوبات التهديد بالسجن وفرض الغرامات المالية ومما يضاعف من مساوئ هذا القانون ما اشتملت عليه بعض مواده من إحالة إلى قانون العقوبات لعام 1976 الصادر في فترة سيادة قانون أمن الدولة وتعديلاته. وبالرغم من مطالبة الجهات الصحافية والحقوقية والسياسية بتعديل هذا القانون إلا أن الحكومة لا زالت تتمسك به، في الوقت الذي لم يلقَ مشروع القانون المقترح من مجلس الشورى أي تجاوب من قبل الحكومة.
ويواجه العاملون في الصحافة صنوفاً من التحديات حيث لا زالت القضايا ترفع أمام القضاء ضد الصحفيين من الجهات الرسمية، إضافة للتحسس الذي يبديه بعض نواب الشعب تجاه المتغطيات الصحافية والتلويح بمقاضاة بعض الصحف والصحفيين. وقد طال التضييق المواقع الإلكترونية التي تعرضت للإغلاق كما تعرض المشرفون عليها للإعتقال. وفي السابع والعشرين من شهر ابريل المنصرم دعت وزارة الإعلام مؤسسي ومشرفي المواقع الإلكترونية ذات الصلة بمملكة البحرين سواء داخل أو خارج البحرين للمبادرة بتسجيل مواقعهم لدى إدارة المطبوعات والنشر بوزارة الإعلام. وتعتبر الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان هذه الدعوة أنها تشكل تراجعاً خطيراً لحرية الرأي والتعبير. وتناشد الحكومة إلغاء هذه الدعوة التي تعتبر سابقة على المستوى الدولي وتعرض أصحاب المواقع الإلكترونية للعقاب على ما ينشر من أفكار وإرهاب من يريد التعبير عن آرائه ضمن تلك المواقع.
وعلى الصعيد العالمي فإن الصحافة لا زالت تتعرض للعديد من المضايقات ومن بين ذلك منع الصحفيين والمراسلين والفضائيات التلفزيونية من تغطية الأحداث، سعيا من الجهات المانعة لحجب الحقائق وعرض الشهادات الميدانية الحية حول الانتهاكات التي يتعرض لها البشر ولا سيما في الدول الرازحة تحت وطأة الإحتلال مثل العراق وفلسطين، كما أن حياة الصحفيين لا تزال معرضة للمخاطر بسبب تصرفات سلطات بعض الدول والمجموعات الإرهابية التي تخشى من كشف الحقائق.
إن الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان وهي تحتفل بيوم الصحافة العالمي تحيي الصحافيين وتعرب عن قلقها الشديد لما يتعرضون له من مضايقات وإجراءات من شأنها الحد من تأديتهم لدورهم في نقل الحقائق وعرض مختلف الآراء، وتدعو إلى إزالة العقبات والحواجز بمختلف أصنافها من أجل خلق وضع صحفي قادر على إشاعة روح الشفافية والديموقراطية بعيدا عن التلويح بالعقوبات التي لم تعد متوافقة مع روح العصر. كما تدين الجمعية كل ما تتعرض له حقوق الصحافيين من إنتهاكات ولا سيما تلك الانتهاكات التي تمس سلامة وحرية الصحافيين. كما تدعو إلى تفهم الدور الذي تلعبه الصحافة والتضامن مع العاملين فيها.