28 اغسطس 2004
يعبر مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان عن قلقه العميق للأوضاع الخطيرة التي يعيشها الأسرى والمعتقلون في سجون الإحتلال الإسرائيلي بعد أربعة عشر يوماً من إضرابهم المفتوح عن الطعام الذين شرعوا به منذ الخامس عشر من شهر آب الجاري.
وعلى الرغم من المطالب العادلة والمشروعة التي يطالب بها المضربين عن الطعام والتي لا تتعدى ضمان الحد الأدنى من شروط الحياة الإنسانية الكريمة التي تكفلها لهم قواعد ومبادئ الشرعة الدولية لحقوق الإنسان إلاّ أن الحكومة الإسرائيلية القائمة “بسلطة الاحتلال” وإدارة سجونها رفضتا الإستجابة لهذه المطالب وذلك في تحدٍ صارخ لكل المواثيق والإتفاقات والإعلانات الدولية التي تعترف وتقر بحقوق الأسرى والمعتقلين وخاصة ما يتعلق منها بالمعاملة الكريمة التي تضمن الشروط الدنيا لمعاملة الأسرى والمحتجزين داخل السجون والمعتقلات.
إن إصرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونها ومعتقلاتها على رفض هذه المطالب العادلة والمشروعة وإمعانها في المعاملة القاسية والمهينة بكرامة الأسرى والمعتقلين وتشديد إجراءاتها التعسفية بحقهم يدل على النية السيئة والمبيتة التي تضمرها للأسرى والمعتقلين فبدلاً من الاستجابة لمطالبهم ومعاملتهم بإنسانية تحفظ كرامتهم ، وتمكينهم من تناول الحليب والماء والملح كحق قانوني لهم معترف به دولياً لمنع تعفن معدهم وأمعائهم ومنع تدهور حالتهم الصحية نحو خطر الموت ، بدلاً من ذلك كله تقوم سلطات الاحتلال ( حسب ما وردنا من معلومات من داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية) بشن حرب نفسية ومعنوية عليهم لكسر إرادتهم ومعنوياتهم ولثنيهم عن مواصلة نضالهم المشروع بالإضراب عن الطعام لتحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة.
ومن جملة هذه الإجراءات: رفض معالجة أي أسير مضرب عن الطعام أو نقل الذين تتدهور حالتهم الصحية إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وتفتيش المضربين تفتيشاً عارياً ، ورفض تقديم الحليب لهم ، ومصادرة ما يملكون من الملح ،والزج بهم في زنازين انفرادية ، وتعريضهم للضرب المبرح ، ومصادرة حاجاتهم الشخصية ، وإستخدام أساليب التهديد والإغراء.
كما يرفض أطباء السجون والمعتقلات تقديم العلاج والفحوصات للمرضى المضربين ويمارسون الضغوط عليهم لكسر اضرابهم، وهم بذلك يخلّون بآداب المهنة الطبية في تعاملهم مع الأسرى المرضى.
ان استجابة إدارة سجن عسقلان يوم أمس الجمعة 27 /8 /2004 لبعض مطالب الأسرى والمعتقلين المضربين عن الطعام في هذا السجن غير كافية ، وان تعليق الأسرى في السجن إضرابهم عن الطعام حتى يوم الأثنين القادم 30 / 8 /2004 يمثل فرصة كافية لإستجابة إدارة سجون الإحتلال لجميع مطالب الأسرى العادلة في جميع سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي .
إن أوضاع الأسرى والمعتقلين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي أصبحت في خطر حقيقي وتهدد بموت العديدين منهم، إذا لم يتم الاستجابة لجميع مطالبهم ووقف الإجراءات الإسرائيلية الوحشية بحقهم.
إن مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان إذ يحمّل حكومة الاحتلال الإسرائيلي وسلطات السجون المسؤولية عن التأخير في الإستجابة لجميع مطالب الأسرى في جميع سجون ومعتقلات الإحتلال وعما يترتب على ممارساتها القمعية ضد الأسرى والمعتقلين فإنه يعبر عن قلقه العميق والخوف الشديد على مصير الأسرى والمعتقلين من جراء هذه الممارسات الوحشية التي تمارس ضدهم ويدعو ويناشد المجتمع الدولي بأسره بكل هيئاته ومنظماته ومؤسساته إلى الاستنفار من أجل ممارسة أقصى أشكال الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف إجراءاتها التعسفية ضد الأسرى والمعتقلين ومن أجل الاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة.
وفي هذا الإطار فإن مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان يدعو كل من:-
1- الأمين العام للأمم المتحدة والجمعية العمومية وأمين عام الدول العربية والاتحاد الأوروبي وكافة المنظمات الدولية والإقليمية وهيئات الأمم المتحدة المتخصصة وخاصة لجنة حقوق الإنسان إلى الاستنفار من أجل ممارسة كل أشكال الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف إجراءاتها الوحشية ضد الأسرى والمعتقلين وللاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة.
2- الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف لعام 1949 إلى التهديد بفرض المقاطعة على حكومة الاحتلال الإسرائيلي إذا لم تستجب لمطالب الأسرى والمعتقلين ومعاملتهم وفقاً لما تنص عليه اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة لعام 1949.
3-منظمة الصحة العالمية إلى إرسال بعثه للتحقيق في الأوضاع للأسرى والمعتقلين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي والوقوف عن كثب على حقيقة ما يعانون من أوضاع صحية خطيرة وتقديم العلاج الصحي المحايد والـنـزيـه لهم.
4- منظمة العفو الدولية (أمنستي) ومنظمة الصليب الأحمر وكافة المنظمات والاتحادات والهيئات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان ممارسة كل أشكال الضغط الممكنة على حكومة الاحتلال من أجل معاملة الأسرى في سجونها وفقاً لما تنص عليه اتفاقيات جنيف لعام 1949 وخاصة الاتفاقية الـثـالـثة والرابعـة منها.
إن وقف الانتهاكات الجسيمة للاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى والمعتقلين أصبحت اليوم المهمة العاجلة لكل المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم، فلتتضافر جهود كل الأحرار والشرفاء وكل أنصار السلام وحقوق الإنسان في العالم لإنقاذ الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي من خطر الموت الحقيقي الذي بات يهددهم من جراء سياسة الاحتلال الإسرائيلي وممارسات إدارات سجونه، وتقديم كل الدعم من أجل تحقيق مطالب الأسرى والمعتقلين وحقوقهم العادلة والمشروعة.