24/5/2006

يعبر مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان عن سخطه وقلقه العميق، من الممارسات غير الإنسانية التي تمارسها قوات الإحتلال الإسرائيلي، على الحواجز والبوابات العسكرية الإسرائيلية المحيطة بمدينة القدس المحتلة، والتي ذهب ضحيتها المواطن شحادة أحمد شحادة خنافسة (53) عاماً من بلدة أبوديس،

حيث قامت قوات الإحتلال الإسرائيلي يوم أمس الثلاثاء الموافق 23/5/2006 باعتراض المواطن المذكور على الحاجز العسكري في الشيخ سعد جنوب شرقي القدس، والإعتداء عليه ومنعه من الوصول إلى مستشفى المقاصد الإسلامية لتلقي العلاج، مما أدى إلى وفاته على الفور.

وأفادت عائلة المواطن المتوفى المركز أن المواطن شحادة كان يعاني من أمراض عديدة من ضمنها إرتفاع ضغط الدم والسكري، والقلب، وأجريت له عملية جراحية في قدمه اليمنى، في مستشفى المقاصد بالقدس في شهر آذار الماضي، وطلب منه الأطباء مراجعة المستشفى أسبوعيا لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وطلب من الجهات الإسرائيلية المختصة تصريحاً للتوجه للمستشفى، لكن طلبه قوبل بالرفض ، مما كان يضطره لعبور الحواجز والبوابات العسكرية واجتياز الطرق الوعرة للوصول للمستشفى، كغيره من المرضى في كل من ابوديس والعيزرية والسواحرة الشرقية والشيخ سعد، بعد بناء جدار الفصل العنصري الذي حاصر هذه البلدات ومنع مواطنيها من دخول مدينة القدس المحتلة لتلقي الخدمات الضرورية اللازمة لهم.

وذكرت عائلة المتوفى أن جنود الإحتلال المتواجدين في حاجز الشيخ سعد قد تعرضوا له يوم أمس، ومنعوه من مواصلة طريقه للمستشفى، رغم إبلاغه لهم بأن قاصداً المستشفى لتلقي العلاج، وبدلاً من السماح له بالمرور تعرض للإعتداء والدفع من قبل جنود الإحتلال، حسب شهود عيان، مما أدى إلى استشهاده على الفور، وقد أفاد التقرير الطبي الصادر عن مركز الجنان الطبي أن المواطن المذكور قد وصل متوفياً إلى المركز وظهرت عليه بعض الإصابات في جسمه مما يدل أنه قد تعرض للضرب.

إن مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان يحمّل سلطات الإحتلال الإسرائيلية المسؤلية الكاملة عن وفاة هذا المواطن، ويدعوا إلى الكشف عن الجناة وتقديمهم للمحاكمة، كما يدعو المركز إلى الغاء الحصار المفروض على هذه المناطق وإزالة الجدار الذي يطوّقها من كل الجهات، و يمنع المواطنين من دخول القدس وتلقي الخدمات الأساسية الضرورية لهم والتي لا تتوفر إلاّ في المدينة.

أن بناء جدار الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن ضمنها القدس، قد حوّل كل المدن والبدات الفاسطينية المحتلة إلى سجون ومعازل مغلقة، وحال دون توفر الحياة الطبيعية والإنسانية الآمنة للمواطنين، وأصبحت كل حقوقهم الإنسانية التي تكفلها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، تتعرض للخطر من جراء الإنتهاكات الجسيمة، التي تمارسها سلطات الإحتلال الإسرائيلي.

إن مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان، الذي يتابع بألم وقلق عميق الإنتهاكات الإسرائلية لحقوق الإنسان، وخاصة في مدينة القدس المحتلة ومحيطها، والتي أدت إلى وفاة العديد من المرضى والحوامل على الحواجز والموانع العسكرية، وبسب ممارسات جنود الإحتلال غير الإنسانية، يدعوا كافة المنظمات والمؤسسات الإنسانية والحقوقية لرفع صوتها ضد هذه الإنتهاكات الحطيرة،

كما يدعوها لممارسة كل أشكال الضغوط الممكنة من أجل وقفها، ومن أجل حماية حق الشعب الفلسطيني في الحياة الحرة الكريمة على أرض وطنه، ومن أجل ضمان حق الشعب الفلسطيني في الحرية والإستقلال، في ظل دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، إعمالاً لمثياق الأمم المتحدة وكافة القرارات والإتفاقيات الدولية ذات الصلة. مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان 24/5/2005