29/6/2008

في إطار فعاليات مركز القدس للديمقراطية وحقوق الانسان، في الذكرى الحادية والأربعين للإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وضم القدس، وتحت عنوان دور الأدب والثقافة في الدفاع عن القدس، عقد المركز بعد ظهر يوم الأحد 29/6 ندوة ثقافية في قاعة المؤتمرات في المسرح الرئيس في جامعة القدس في أبوديس، إستضاف فيها الأدباء الروائية ديمة جمعة السمان، والكاتب محمود شقير، والكاتب عزام أبوالسعود. وقد شارك في الندوة جمهور الجامعة من الأكادميين والموظفين والطلبة، بالإضافة إلى عدد هام من الفعاليات الثقافية والأدبية والأكاديمية وعدد من المؤسسات والهيئات من بلدة ابوديس ومحافظة القدس.

وقد رحب علي أبوهلال المنسق العام للمركز بالمشاركين، وأشار أن هذه الندوة تنعقد من أجل أبراز دور الثقافة والأدب الفلسطيني في الدفاع عن القدس المحتلة، وإبراز هويتها العربية في ظل المحاولات الإسرائلية الرامية إلى تهويد المدينة وطمس معالمها الحضارية العربية والدينية.

ورحب الكاتب جميل السلحوت الذي أدار الندوة بالكتاب المشاركين في الندوة، وأشار إلى هوية كل منهم، وأبرز ما كتبوه عن القدس وخاصة رواية “برج اللقلق” للكاتبة ديمة السمان، وكتاب “ظل آخر للمدينة” للكاتب محمود شقير، ورواية “صبري” للكاتب عزام أبو السعود.

وقالت الروائية ديمة جمعة السمان في معرض حديثها عن روايتها، أنها إختارت أحداثها من برج اللقلق في باب حطة من البلدة القديمة في القدس، من بيت الشيخ علي الذي يضم قبره وهو أحد الشهداء الذين إستشهدوا دفاعا عن القدس أثناء عملية تحرير القدس من الصليبيين التي قادها القائد صلاح الدين، حيث تحدثت الرواية عن القدس في العهد العثماني والبريطاني والأردني وعن أبرز المحطات التاريخية والنضالية منذ إحتلال المدينة عام 1967 وحتى إندلاع الإنتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، وأبرزت الرواية أشكال الصراع التي تشهدها المدينة وخاصة المحاولات الإسرائيلية التي تستهدف تهويد المدينة والسيطرة عليها وتهجير سكانها الفلسطينيين وبناء المستوطنات فيها.

كما أبرزت الروائية ديمة السمان الجانب الإنساني في النضال الفلسطيني، وخاصة المضمون الإنساني للشهادة والشهيد، والتي تتفوق على مسألة إبراز الشهيد كعدد أو رقم في النضال الفلسطيني ضد الإحتلال الإسرائيلي. وفي هذا الجانب أشارت إلى أهمية دور الأدب في تخليد الشهداء وتوثيق التضحيات الجسام للشعب الفلسطيني قي سبيل الدفاع عن حقوقه الوطنية.

وقال الكاتب محمود شقير عن كتابه ظل آخر للمدينة أن الكتاب يعتبر سيرة حياة للمدينة ولأهل القدس حيث تضمن الحديث عن معاناة أهل القدس وعن سيرة الكاتب نفسه، وقد رصد الكتاب التغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية

لمدينة القدس تحت الإحتلال، والتي تتضمن تهويد المدينة، وللرد على محاولات الكتاب الإسرائليين المحمومة والمتواصلة لتزوير تاريخ القدس وربطها بتاريخهم ووجدانهم بدعم من حكومة الإحتلال التي إخترعت تاريخ لليهود في المدينة لنفي وجودنا وتاريخنا فيها. وأضاف قائلاً إذا لم نتصد للهجمة الإسرائيلية ضد القدس سنخسر القدس ولن نعيد للقدس وجهها العربي والإسلامي. ووجه الكاتب إنتقاداً للسلطة الفلسطينية التي لم تعطي الإهتمام الكافي لدعم المدينة، وعبر عن نقده الشديد للقائمين على مشروع القدس عاصمة الثقافة العربية وخاصة لجنة القدس عاصمة الثقافة العربية، التي تتسم بقصر النظر وتعمل لمصالح شخصية بعيدة عن مصلحة القدس وقضاياها الوطنية. لا سيما وأن أعضاءها بعيدين عن الثقافة وليس لهم علاقة بها في الوقت الذي أبعدوا عنها الكتاب والمثقفين المقدسيين.

أما الكاتب عزام أبوالسعود فقد أشار أن روايته “صبري” تتحدث عن فترة الإنتداب البريطاني وما عانته مدينة القدس خلال فترة الإنتداب وانتفاضات أهل القدس في تلك الفترة للدفاع عن المدينة، كما أشار الكاتب إلى دور العائلات الفلسطينية ونمط حياتهم وطلبهم للعلم في الخارج وخاصة في بريطانيا واستنبول والجامعة الأمريكية في بيروت. وقد جعل روايته تتحدث عن جانب مهم من تاريخ المدينة.

وفي ختام الندوة أجاب الكتاب على أسئلة الحضور، وأبرز جميع المشاركين أهمية دور الأدب والثقافة في الدفاع عن القددس، وصيانة هويتها العربية أمام محاولات التهويد التي تمارسها سلطات الإحتلال الإسرائيلي، ودعا المشاركون السلطة الفلسطينية إلى دعم حركة الثقافة والأدب الفلسطيني وتوفير كل مقومات الدعم لها لتحقيق غايتها ورسالتها الوطنية، خاصة ونحن مقبلون على احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009.