/1/2006
– كشف تقرير أعدته لجنة الخروقات والإعلام التابعة لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان حول الوضع البيئي والصحي بالمدينة أنها لا تشكل استثناء فيما يخص تدهور وضعية البيئة شأنها شأن باقي المدن الصغرى، إذ أن أول ما يمكن تسجيله هو الضعف الكبير في البنية التحتية بل وانعدامها تماما في بعض الأحياء الهامشية وانعدام أي حس جمالي في البنايات والمشاريع التي تقام في المدينة وانتشار الأزبال والقادورات في كل مكان…
وتم رصد أهم الظواهر التي تشكل تهديدا صريحا للبيئة سواء داخل المجال الحضري لمدينة سيدي سليمان أو خارجه. 1- داخل المدينة:
مجرى وادي بهت الذي يعبر المدينة أصبح يشكل خطورة كبيرة على صحة المواطنين نظرا للكم الهائل من النفايات التي تطرح فيه بدءا بالنفايات الصناعية لمعمل المواد الصيدلية (بريو- أملاك بهت) ومعامل تصبير الخضر، ومياه الصرف الصحي التي تعبر أحياء (الغلالتة، دوار الجديد، خريبكة…) وصولا إلى النفايات المنزلية التي يطرحها الجميع في مجرى هذا الواد بلا حسب ولا رقيب في ظل غياب أبسط الوسائل التي من شأنها أن تساعد على جمع نفايات السكان في أمكان معينة وبشروط صحية ولو في حدودها الدنيا استعدادا لنقلها من طرف الجهات المختصة.
كل هذه الأشياء تجعل من وادي بهت مصدرا خطيرا لكثير من الأمراض التي تصيب ساكنة المدينة حيث أن الروائح الكريهة التي تنبعث منه وخاصة عند ارتفاع درجة حرارة الجو وانحباس مياه الأمطار التي من شأنها أن تخفف من درجة تلوثه. تتسبب في كثير من أمراض الحساسية، والربو، وأمراض العيون والأمراض الجلدية إلى غير ذلك. وكذا استعمال الأكياس البلاستيكية وصل إلى حد يطاق، بحيث أن هذه المادة الخطيرة والغير القابلة للتفكيك البيولوجي إلا بعد قرون طويلة من الزمن غزت وبشكل غير مسبوق مجالنا الأرضي والجوي مشوهة مناظر شوارعنا في ظل غياب أي استراتيجية للتخلص منها. أو حتى لإعادة تدويرها مما يجعل تراكمها اليومي وبشكل مستمر تهديدا صريحا لصحة البشر والحيوان والنبات على حد سواء.
والمتجول في شوارع المدينة يلاحظ غياب بل انعدام أي وسيلة ولو بدائية يمكن للمارة أن يلقوا فيه بقماماتهم أو السكان بنفاياتهم المنزلية والمسؤولية هنا تقع على المجلس البلدي.
مسجلا التقرير بدائية وسيلة نقل الأزبال التي تجوب مدينة سيدي سليمان في واضحة النهار والتي هي عبارة عن عربة مكشوفة تترك من ورائها روائح كريهة وأزبال متناثرة عوض أن تكون أداة من أدوات تنظيف المدينة.
كما أن الحنفيات العمومية (السقايات) في كثير من الأحياء تشكل مرتعا للعديد من الممارسات المضرة بالبيئة من قبيل غسل الثياب والأغراض المنزلية، بل وحتى الاستحمام في بعض الأحيان مما يخلف وفي ظل غياب قنوات الصرف بركا من المياه الملوثة التي تشكل وسطا ملائما لتكاثر الكثير من الجراثيم والطفيليات والحشرات إضافة إلى التركيز العالم للكثير من المواد السامة الناتجة عن استعمال المطهرات, وهذا تهديد سلامة المواطنين بشكل مباشر بحيث أنهم يعيشون في تماس مع هذه المياه أو بشكل غير مباشر بعد تسربها إلى الفرشاة الجوية.
مؤكدا أن البنيات التحتية في المدينة في حالة مزرية فالطرق حالتها جد متدهورة ومغشوشة والبنيات والمنشآت العمومية تحتاج إلى إصلاح بل وفي بعض الحالات ترميم وقنوات تصريف مياه الأمطار غير مصانة مما يجعل من مدينة سيدي سليمان مدينة البرك والوحل شتاء ومدينة الغبار والقادورات والروائح الكريهة صيفا.
– المناطق الخضراء شبه منعدمة في المدينة بحيث أنه لا يوجد أي متنفس يمكن للساكنة استغلاله للتنزه أو للترويج عن نفس الأطفال إضافة إلى الإجهاز عن ما تبقى من الأشجار على جنبات طرق المدينة.
– أسواق المدينة (السوق الأسبوعي أو أسواق الأحياء) تتراكم فيها الأزبال بمختلف أشكالها لمدة سنين إضافة إلى أن أرضيتها غير معيدة مما يجعل ارتيادها محنة حقيقية لأرباب الأسر.
– جل شوارع المدينة محتلة من طرف أصحاب أوراش البناء حيث أن أكوام الوحال والحجارة والاسمنت وباقي مواد البناء تجده ا وسط الطرقات معرقلة بذلك حركة المرور ومسببة انزعاجا كبيرا للسكان والمارة على حد سواء.
– معمل السكر الموجود في المدينة يتسبب في انبعاث غازات وروائح تجعل الهواء في الأحياء المجاورة له صعب الاستنشاق، ولا ندري مدى الضرر الذي قد ي صيب المواطنين جراء ذلك في غياب أي معطيات دقيقة حول طبيعة الغازات المنبعثة خلال مسلسل تصنيع السكر بالإضافة إلى الأخبار التي تروج عن عدم تخلص المعمل من بقاياته الصناعية وتركها تتراكم لمدة سنين.
2) في محيط المدينة:
تقع مدينة سيدي سليمان في محيط فلاحي وغابوي وبالتالي فأغلب المشاكل البيئية التي تعرفها المناطق المجاورة للمدينة متعلقة بهذين المجالين.
– بالنسبة للغابة فالملاحظ أن شجر الأوكاليبتوس هو المهين عليها نظرا لقيمته الاقتصادية المرتبطة بمعمل سللوز الغرب وقدرته على النمو السريع وبالتالي تكون مردوديته أكبر من باقي الأشجار. إلا أن الذي يجب الانتباه إليه هو أن شجر الأوكاليبتوس يعمل كمضخة بيولوجية حيث أنه يمتص كميات هائلة من المياه عبر جذوره المتعمقة والمتفرعة في التربة ليستعملها في نموه السريع أو يخبر جزءا كبيرا منها عبر أوراقه الشيء الذي يستنزف خزان المياه على نذرتها وهذا ما يفسر ضعف الغطاء النباتي في هذه الغابات وانعكاس ذلك على التنوع البيولوجي. أضف إلى ذلك الاستغلال الجائر لمنتوجات الغابة والمرتبط بلوبيات الفساد والإجرام الاقتصادي في المنطقة.
وأثار التقرير نفسه وجود نقط بيئية سوداء داخل الغابات حيث تتراكم النفايات بجميع أنواعها. وتستعمل قنوات الري من طرف ساكنة الدواوير المجاورة لغسيل الملابس والزرابي وغيرها مستعملة في ذلك مواد سامة تنتهي في جسم الإنسان المستهلك للمحاصيل التي تم ريها بهذه المياه.
مسجلا غياب أية مراقبة دقيقة من طرف الجهات الرسمية للمواد الكيماوية المستعملة في الفلاحة من أسمدة أو مبيدات الشيء الذي يؤدي إلى تلويث المياه الجوفية بمواد خطيرة من جهة وتلويث المحاصيل الزراعية بشكل مباشر بمواد جد خطيرة وهذا ما يفسر ارتفاع نسب التسمم الغذائي خاصة خلال فصل الصيف. خالصا إلى أنه لاشيء يفعل لإيجاد حلول للمشاكل البيئية المتفاقمة أو حتى للحد من آثارها في ظل غياب أي فعل تحسيسي للمواطنين على المستوى المحلي مما يجعلهم فاعلين أساسيين في تخريب بيئتهم بأيديهم وتخلي الجهات الرسمية والمجالس ” المنتخبة ” عن أبسط المهام المنوطة بها.