3/3/2007
أكد نادي الأسير في محافظة طولكرم بالضفة الغربية، اليوم، أن أسرى سجن “شطة” يعيشون ظروفاً اعتقالية صعبة، انعكست سلباً على أوضاعهم المعيشية، التي باتت أشد صعوبة بسبب ممارسات إدارة السجن وسياسة الإهمال الطبي التي يعاني منها العديد من الأسرى.
جاء ذلك خلال الرسائل التي بعث بها الأسرى عبر محامي النادي رائد محاميد، والذي تمكن من زيارتهم والاطلاع على ظروفهم الاعتقالية، التي تشهد مزيداً من التصعيد والتوتر في الآونة الأخيرة.
وأضاف النادي على لسان مسؤولته حليمة إرميلات، أن الظروف القهرية التي يعيشها الأسرى بشكل عام في كافة السجون ومن ضمنها سجن شطة، والتي تفرضها إدارة السجون الإسرائيلية تنذر بكارثة ومزيد من أجواء التوتر الشديد في صفوفهم، خصوصاً مع استمرار الإجراءات التعسفية والانتقامية المطبقة عليهم، والتي أدت إلى تردي ظروفهم البائسة أصلاً وفرض المزيد من الضغوط النفسية.
وأضافت إرميلات، أن الأسرى في سجن شطة يعانون من إغلاق حساباتهم، حيث بات أكثر من 75 % منهم لا تصله الأموال من ذويه بعد مصادرة الأموال التي كانت موجودة في تلك الحسابات لدفع قيمة الغرامات المالية المفروضة عليهم ولا يسمح بدخول أية مبالغ من الخارج، الأمر الذي أدى إلى إدخالهم في أجواء المجاعة وحرمان من الحد الأدنى من متطلبات الحياة الأساسية بسبب النقص الحاد في تلك الحاجات، نظراً لشل قدرتهم على شراء ما يحتاجونه من السجن وعدم السماح بإدخالها عن طريق المحامين كإجراء عقابي غير مبرر.
وتحدث الأسرى خلال هذه الرسائل، إن إدارة السجن باتت تتحكم بوقت ( الفورة) وتقلص وقتها حسب أهواء وأمزجة السجانين، وفي أيام كثيرة يتم منعهم من الخروج نهائياً، وأحياناً تسمح لهم بالخروج لمدة نصف ساعة فقط.
ولفت الأسير محمد جرار، من مدينة جنين، إلى أنه يعاني من مرض في الأعصاب ونوبات رعاش تسبب له دوخة قوية وعدم اتزان منذ ما يزيد عن ستة شهور، دون تقديم له العلاج الطبي المناسب أو الكشف عن طبيعة المرض، رغم طلباته الملحة التي يتقدم بها لمدير السجن هناك، إلا أنها تقابل بالرفض دائماً، ولم يتم السماح له بوصول عيادة السجن سوى مرة واحدة، وحالة الأسير عثمان فرج من بلدة الزبابدة، الذي يعاني من فيروس في الكبد واستمرار سياسة الإهمال الطبي معه تشكل خطورة شديدة على حياته, وحالة الأسير رائد السعدي من بلدة السيلة الحارثية قضاء جنين، والذي يقضي حكماً بالسجن لمدة سبعة عشر عاماً .
ولفتت إرميلات، إلى أن حالة الأسير مهدي قميز من سكان طولكرم المعتقل منذ الثامن والعشرين من شهر نوفمبر- تشرين الثاني من العام 2004 والمحكوم ستة عشر عاماً، ما زالت حالته تشهد تراجعاً مستمراً، وينتظر منذ فترة طويلة إجراء عملية جراحية في عينه اليمنى، التي تراجعت بها درجة النظر، إضافة التهتك في عظام كتفه بسبب الرصاص الذي أصيب به لحظة الاعتقال ولم تقدم له الإسعافات أو العمليات الجراحية اللازمة.
واعتبرت إرميلات، أن هذه الإجراءات اللاإنسانية التي تمارس بحق آلاف الأسرى تأتي تكريساً لسياسة الإهمال الطبي في السجن كباقي السجون، مشيراً إلى أن هناك العديد من الحالات المرضية داخل السجن تتراكم الأمراض بأجسادهم وتسبب آلاما لهم، وتشكل خطورة على حياتهم دون أن تلقى هذه الحالات أدنى رعاية طبية، باتت حياتهم بمهب الريح في حال استمرار تلك السياسة القاتلة، حيث بات الأسرى المرضى ينزفون أعمارهم في ظل أجواء رهيبة لا تليق بالبشر ولا بالحيوانات.
وتحدث الأسرى بشكل مفصل عن الاستفزازات اليومية التي يلاقونها، خصوصاً سياسة العزل الانفرادي التي باتت تطبق عليهم على أتفه الأسباب، حيث يتم احتجاز الأسير لفترات طويلة داخل زنازين مظلمة أشبه بالقبر وقطع كافة أشكال تواصل الأسير مع رفاقه في الأسر، وحرمانه من كافة حقوقه الأساسية كالخروج للفورة والاستحمام، إضافة لسياسة العقوبات الجماعية كحرمان قسم بأكمله من دخول السجائر والقهوة وأحياناً السكر، بحجة أن هذا القسم أو ذاك نزلاؤه من مثيري المشاكل، إضافة إلى أن وجبات الطعام التي تصلهم مع أنها قليلة ولا تكفيهم، فهي دائماً تحتوي على البهار بشكل مزعج ومتعمد ولا يتمكنون من تناولها ضمن سياسة التجويع الممارسة عليهم.
وناشد نادي الأسير كافة المؤسسات الدولية والحقوقية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، للتدخل وتنظيم زيارة لسجن شطة للاطلاع على الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها الأسرى هناك، ووضع حد لها وإنقاذ حياة المرضى منهم من براثن الموت المحقق.
الوحدة الاعلامية
الضفة الغربية