4/4/2007
يحتفل الشعب الفلسطيني يوم غدٍ الموافق 5/4/2007 بيوم الطفل الفلسطيني وهو اليوم الذي دأبت مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية والمؤسسات المهتمة بحقوق الطفل الفلسطيني على إحيائه سنوياً كونه يوماً مميزاً يظهر فيه مدى معاناة الاطفال الفلسطينيين جراء الاوضاع الصعبة التي تعيشها الاراضي الفلسطينية نتيجة الاحتلال الاسرائيلي وما يعكسه هذا الوضع على نفسية الاطفال وحياتهم اليومية.
وخلال سنوات النضال الطويلة ضد الاحتلال الاسرائيلي كان للاطفال الفلسطينيين حضوراً في معركة النضال الوطني ضد الاحتلال، حيث اعتقل الاطفال وتعرضوا للتعذيب والاهانة والمعاملة القاسية من قبل جنود الاحتلال وبعضهم تعرض لاعتداءات جنسية على يد المحققين في مراكز التحقيق والتوقيف الاسرائيلية والبعض الاخر حاولت المخابرات الاسرائيلية تجنيده في محاولة لكسر ارادة الاطفال وتحطيم نفسياتهم وبث الرعب في صدورهم.
وقد استشهد خلال انتفاضة الاقصى نحو 860 طفلاً من مجمل عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا خلال انتفاضة الاقصى والبالغ عددهم 5056 شهيداً وهي نسبة عالية جداً اذا ما قورنت بالسنوات السابقة.
وقد تصاعدت الانتهاكات الاسرائيلية ازاء حقوق الاطفال الفلسطينيين بوتيرة عالية خلال الانتفاضة الفلسطينية الحالية حيث تزايد استخدام العنف ضدهم وزجّ بالآلاف منهم في السجون والمعتقلات الإسرائيلية. وكان العام 2006 الاكثر قسوة على الاطفال الفلسطينيين حيث اعتقل ما لا يقل عن 2000 طفل.
وقد اعتقلت اسرائيل منذ بدأ انتفاضة الاقصى ما يقارب 6000 طفل فلسطيني بقي محتجزاً منهم 390 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 18 عام، وان المئات من هؤلاء اعتقلوا وهم اطفال وتجاوزا سن 18 ولا يزالوا في الاسر. وقد تعرّض العديد من الاطفال خلال فترة اعتقالهم لأنماط متنوعة من التعذيب والإهانة والمعاملة القاسية منذ لحظة إلقاء القبض عليهم والطريقة الوحشية التي يتم بها اقتيادهم من منازلهم في ساعات متأخرة من الليل والمعاملة المهينة التي يتعرضون لها أثناء نقلهم للمعتقلات أو مراكز التحقيق، إضافة إلى طرق التحقيق المتنوعة والقاسية التي تمارس ضدهم، وإجراءات المحاكم التعسفية وغير العادلة بحقهم.
وقد اتبعت اسرائيل العديد من الطرق الغير انسانية والغير اخلاقية في اعتقال الفلسطينيين عموماً والاطفال خصوصاً. ومن خلال افادات المعتقلين القاصرين الذين تمت زيارتهم من قبل محاموا جمعية نادي الاسير الفلسطيني في اماكن احتجازهم تبين ان الجيش الاسرائيلي واجهزته الامنية يعتقل الاطفال من الشارع لمجرد الاشتباه فيهم بالقاء الحجارة على دورية عسكرية او سيارة امنية اسرائيلية، وبعض الحالات تم اعتقالها اثناء مرورها على الحواجز الاسرائيلية بسبب ورود اسمائها على لوائح المطلوبين الموزعة على افراد الامن الاسرائيلي.
ومعظم الحالات تم اعتقالها من قبل جهاز المخابرات الاسرائيلية وبتنسيق مع وحدات الجيش حيث تم مداهمة منازل الاطفال في ساعات متأخرة من الليل وبطريقة وحشية تثير الرعب والخوف في نفوس افراد عائلة المعتقل ويتم تفتيش المنزل والعبث بمحتوياته واحياناً تحطيم ابوابه وربما تفجيرها حيث يتم اخراج سكان المنزل وشبحهم في الخارج والتدقيق في هوياتهم وتفتيشهم جسدياً ومن ثم يتم القاء القبض على الطفل المنوي اعتقاله وعادة ما يتم تقييد يديه بكلبشات بلاستيكية او معدنية وتعصيب عينيه على مرأى من افراد عائلته ويجري اقتياده الى جهة مجهولة. بعد الاعتقال مباشرة يتم اقتياد الاطفال المعتقلين ونقلهم مكبلي الايدي ومعصوبي الاعين الى مراكز الاعتقال والتحقيق، حيث ثبت انهم قد تعرضوا للاعتداء والضرب والشتم من قبل الجنود الذين رافقوهم في طريقهم واثناء نقلهم الى هذه المراكز، وقد ادلى الاطفال بشهادات كثيرة عن تعرضهم للضرب المبرح اثناء اعتقالهم وقبل وصولهم الى مراكز التوقيف الاسرائيلية مثل الركل بقبضات الايدي والارجل واعقاب البنادق والخوذ الحديدية واصيبوا بالاغماء وبوضع نفسي صعب جداً نتيجة لمثل هذه الاعتداءات.
كما افاد العديد من الاطفال المعتقلين في شهاداتهم ان الكلبشات البلاستيكية التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي مؤذية جداً واحياناً تتغرز بالجلد مسببة آلام شديدة وتورم وقد يصل الامر الى درجة احداث نزيف دموي، وان هؤلاء الاطفال قد تعرضوا للشبح المتواصل لساعات طويلة حيث كانت ايديهم مكبلة واعينهم معصبة ولم يسمح لهم بشرب الماء او تناول الطعام او قضاء الحاجة.
بعد الاعتقال يتم نقل الطفل الى احدى مراكز التحقيق او التوقيف العسكرية (معسكر عوفر، عتصيون، سالم، قدوميم، حوارة والمسكوبية) او اياً من مراكز التحقيق التي تخضع مباشرة لاشراف جهاز المخابرات العامة، حيث يتعرض الاطفال خلال حجزهم الى انماط مختلفة من التعذيب والاهانة منها:
1-الضرب على جميع انحاء الجسم وخاصة في المناطق العليا والرأس.
2-الهز بشكل متكرر، الامر الذي يعرض الطفل الى فقدان الوعي والاغماء كما حدث مع الطفل مجدي عيسى من مواليد الخضر/بيت لحم والذي اعتقل من بيته يوم 18/1/2002.
3-الشبح المتواصل وذلك بربط الارجل والايدي واجبار الطفل على الوقوف او الجلوس لساعات طويلة.
4-الحرمان من النوم والطعام وقضاء الحاجة.
5-الاذلال والاهانة وشتم الاطفال بكلمات نابية وبذيئة وتهديدهم بالمساس بأهلهم او بيوتهم.
6-سكب الماء البارد او الساخن على الطفل اثناء التحقيق معه.
7-ارسال الطفل الى غرف العملاء لانتزاع الاعتراف منه.
8-عزل الطفل في زنزانة انفرادية والعمل على ارهاقه نفسياً وجسدياً.
بعد الانتهاء من عملية التحقيق مع الاطفال الفلسطينيين يتم نقلهم الى احدى مراكز الاعتقال الاسرائيلية لانتظار المحاكمة او قضاء مدة حكمهم، ويصدر بحقهم احكام جائرة ويعاقبون بدفع غرامات مالية باهظة تصل في بعض الاحيان الى 15000 شيكل. ويتضح من خلال متابعات نادي الاسير الفلسطيني ان المعتقلين الاطفال يتم احتجازهم في عدة سجون هي تلموند الذي يضم حوالي 127 طفل، مجدو الذي يضم حوالي 20 طفل، النقب ويحتجز فيه حوالي 11 طفل، عوفر ويحتجز فيه 80 طفل، والباقي موزعين على عدة سجون ومعسكرات مثل عتصيون وسالم وحوارة وقدوميم. هذا اضافة الى وجود عدد من الفتيات القاصرات يحتجزن في سجن تلموند للنساء. ويعيش المعتقلون الاطفال ظروفاً اعتقالية سيئة للغاية من حيث:
1-حرمانهم من زيارة اهاليهم.
2-تعرضهم للضغط النفسي والجسدي الناتج عن استمرار احتجازهم.
3-حرمانهم من وصول الملابس والمواد الغذائية.
4-حرمانهم من متابعة تحصيلهم العلمي وما يترتب على ذلك من آثار نفسية ومعنوية.
5-حرمانهم من تلقي العناية الصحية المناسبة.
لقد تركت ظروف الاعتقال اللاانسانية والمعاملة المهينة واساليب التحقيق القاسية اثراً سلبياً على حياة معظم الاطفال الفلسطينيين الذين اعتقلوا في السجون الاسرائيلية، حيث لم يتوقف تأثير الاعتقال على الاطفال على الجانب النفسي فقط بل تخطاه الى جوانب اجتماعية اخرى وقد افاد العديد من الاطفال الذين تمت زيارتهم بأن الاعتقال تسبب في تراجع مستواهم الاكاديمي وان هناك اطفال معتقلين يعانون من اوضاع نفسية صعبة وكذلك هو الحال لدى الأسيرات تحت السن القانوني واللواتي يشعرن بحالة من الحرمان والعزلة في سجنهن.
الضفة الغربية