13/4/2008

يصادف يوم الخميس 17 نيسان الذكرى الرابعة والثلاثين ليوم الأسير الفلسطيني ، وإذ تتوجه مؤسسة مانديلا بكل التحية الى الأسرى والأسيرات في السجون والمعتقلات الإسرائيلية والى أهاليهم وعائلاتهم الصابرة ، فإنها تؤكد لهم أنها تعتبر قضية الأسرى والمعتقلين القابعين في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي وعلى مختلف جنسياتهم وانتماءاتهم ( الأسرى العرب وأسرى القدس والداخل الفلسطيني وأسرى الجولان السوري المحتل والأسيرات ) قضية وطنية تطال المجتمع الفلسطيني بأسره ، وان المؤسسة ستستمر في برامجها الداعمة للاسرى وقضيتهم الوطنية والانسانية العادلة .

أن “مانديلا ” تتطلع وتطالب أن يتم بذل كل الجهود الرسمية والشعبية والدولية والإقليمية للإفراج عن جميع الأسيرات والأسرى دون قيد أو شرط وإلى حين ذلك فإن المؤسسة تدعو الى تكثيف المساعي المحلية والدولية في التعامل مع الأسرى واحترام تنفيذ كافة المبادىء والقرارات التي أقرتها المواثيق والقوانين الدولية وعلى رأسها بنود وأحكام اتفاقية جنيف الرابعة من أجل ضمان حياة كريمة وشروط إنسانية لأسرى الحرية .

الظروف الاعتقالية العامة في السجون الاسرائيلية :
ومن خلال تجربة المؤسسة المتواضعة والرسالة التي تؤديها للأسرى منذ عام 1989 اتضح وبشكل قاطع أن الاسرى والمعتقلون الفلسطينيون والعرب يعانون من ظروف اعتقالية قاسية وغير إنسانية ، حيث استطاعت مؤسسة مانديلا ومن خلال زيارات محاميها ومندوبيها أن ترصد وتوثق الاوضاع الاعتقالية والانتهاكات الاسرائيلية تجاه الأسرى من حيث :- رداءة الطعام كما ونوعا ، التفتيش الاستفزازي المهين والاقتحام الليلي لاقسام وغرف الاسرى ، استخدام سياسة العزل الانفرادي ، الحرمان من الزيارات والمراسلات ، الاهمال الطبي والمماطلة في تقديم العلاج ، فرض العقوبات والغرامات المالية لاتفه الاسباب ، كثرة الحشرات والفئران والصراصير ، النقل التعسفي وعدم تجميع الاخوة في نفس السجن ، الاعتداء بالضرب اثناء نقل الأسير من سجن الى أخر أو اثناء خروج الاسرى للمحاكم ، اصدار الاحكام التعسفية الرادعة بالمحاكم الاسرائيلية العسكرية ، الاعتقال الاداري ، التعذيب وباستخدام اشكال قاسية من التعذيب والجسدي بحق الاسرى .

احصائيات :
ومن خلال الحصائيات المتوفرة لدى المؤسسة تبين أن عدد الاسرى في السجون الاسرائيلية (10750) أسيرا من بينهم 80 أسيرة وحوالي (340) طفلا أصغرهم هو ” يوسف ” ابن الاسيرة فاطمة الزق الذي انجبته داخل السجن بتاريخ 17/1/2008 ، وكذلك يوجد حوالي عددهن 80 أسيرة ، منهن 26 أسيرة متزوجة من بينهن اسيرات لديهن ابناء 22 أسيرة ، ومنهن 5 أسيرات أداريات وهن منى قعدان ، نورا الهشلمون ، د مريم صالح ، سعاد الشيوخي ، هنية ابو شملة وايضا اسيرات هن وازواجهن داخل السجون وهن عطاف عليان وزوجها وليد الهودلي ، ايمان غزاوي وزوجها شاهر عشة ، خولة زيتاوي وزوجها جاسر ابو عمر ، ارينا سراحنة وزوجها ابراهيم سراحنة ، نور الشهلمون وزوجها محمد سامي الهشلمون ، كما أن هناك حوالي 13 أسيرا مضى على اعقتالهم ما يزيد عن 25 عاما وهم : سعيد وجيه العتبة ، نائل عبد الله البرغوثي ، فخري عصفور البرغوثي ، سمير سامي قنطار ، اكرم عبد العزيز منصور ، فؤاد قاسم الرازم ، ابراهيم فضل جابر ، حسن علي نمر سلمة ، عثمان علي حمدان مصلح ، سامي خالد يونس سلامة ، كريم يوسف يونس ، ماهر عبد اللطيف يونس .

وأن ما يقارب الـ 81 أسيرا مضى على اعتقالهم عشرين عاما فما فوق من أصل 352 أسيرا معتقلين ما قبل اتفاقيات اوسلو .

الاعتقال الاداري :
إن عدد الاسرى الاداريين حوالي (920) أسيرا يتواجدون في عدة سجون منها عوفر والنقب ومجدو وايلون الرملة وقد أوضحت مانديلا ان السلطات العسكرية تستند في تنفيذها للاعتقال الاداري الى أنظمة الدفاع (الطوارىء) البريطانية لعام 1945 من خلال اعتقال الشخص ضمن اجراءات ادارية دون توجيه لائحة اتهام ودون تقديمة للمحاكمة .

وقد لاحظت مانديلا أن السلطات الاسرائيلية تقوم بتمديد أوامر الاعتقال الاداري لفترات طويلة تحت مبررات الامن والملف السري وهذا يعتبر إنتهاكا صارخا لمباديء حقوق الانسان .

العزل الانفرادي :
أكدت مانديلا أن إدارات السجون تمارس سياسة العزل الانفرادي للأسير الفلسطيني والعربي بشكل منظم ومنهجي باعتبارها أحد الاجراءات العقابية الهادفة للمس بكرامة الاسير والنيل من معنوياته عن طريق وضعه في زنزانة انفرادية ضيقة ولفترة غير محددة قد تمتد لسنوات ، وتقوم بعزله كليا عن العالم الخارجي وتحرمه من كافة الحقوق والاحتياجات ، ووصفت مانديلا هذه السياسة بأنها ” القتل في صمت شديد ” ، وقد بينت مانديلا ومن خلال تقاريرها أن غرف العزل وأقسامه المنتشرة في معظم السجون لا تصلح للحياة الأدمية وأنها رطبة ومليئة بالصراصير ومحكمة الاغلاق ويحرم فيها الاسير من الخروج الى ساحة النزهة الا مرة واحدة وعادة ما يكون الاسير مكبل اليدين والرجلين ، كما لا يسمح له بالالتقاء مع باقي الاسرى او بزيارة الاهل ، وأن الظروف الاعتقالية للاسرى المعزولين سيئة للغاية وصعبة ومن أبرز حالات العزل كل من الاسرى : الاسير ابراهيم حامد ، جمال ابو الهيجا ، محمد جابر عبدة ، صالح دار موسى ، احمد يوسف المغربي ، محمود عيسى ، محمد جمال النتشة ، جهاد يغمور ، حسن سلامة وغيرهم .

الاهمال الطبي المتعمد :
وحول الاوضاع الصحية للاسرى والاسيرات اوضحت “مانديلا” أن الظروف الاعتقالية الصعبة للأسرى والمعتقلين ضاعفت من تردي اوضاعهم الصحية ، خاصة في ظل الاهمال المتعمد والمماطلة بتقديم العلاج للاسرى المرضى ، وأنه من خلال التقارير تبين أن حوالي 1300 أسيرا وأسيرة هم بحاجة الى علاج ومتابعة طبية يتم احتجازهم في عدة سجون ولا يقدم لهم العلاج المناسبة والعناية الصحية اللازمة وأن عدد الوفيات منذ عام 1967 وحتى عام 2008 بلغ 192 حالة وفاة ، ستة منهم سقطوا خلال عام 2007 وهم جمال حسن عبد الله السراحين استشهد بتاريخ 16.1.2007 في سجن النقب ، ماهر عطا دندن استشهد بتاريخ 10/6/2007 في سجن جلبوع ، شادي سعيد سليمان الصعايدة استشهد بتاريخ 13/7/2007 في سجن نفحة ، عمر عايد المسالمة استشهد بتاريخ 25/8/2007 في سجن الرملة ، محمد ساطي محمد الاشقر استشهد بتاريخ 22/10/2007 في سجن النقب ، فادي عبد اللطيف ابو الرب استشهد بتاريخ 29/12/2007 في سجن جلبوع ، وأنه مع بداية العام الحالي وبتاريخ 29/2/2008 استشهد الاسير فضل عودة شاهين في سجن ايشل بئر السبع.

كما ويحتجز في مستشفى الرملة قرابة 32 أسيرا ويقيمون بشكل دائم نتيجة وضعهم الصحي المستعصي ومن أبرزهم : احمد التميمي، جمعة اسماعيل ، اكرم سلامة ، عصام جندل ، ناهض الاقرع ، علي الشلالدة ، ربيع حرب وغيرهم . ولذلك فإن مانديلا تنظر بعين الخطورة لتردي الاوضاع الصحية للأسرى بشكل خاص وتطالب مجلس الأمن الدولي ومنظمة الصحية العالمية تحمل مسؤولياتهما تجاه ما يجري في السجون والمعتقلات الاسرائيلية من اهمال طبي ومماطلة في تقديم العلاج وما يترتب على ذلك من خطر يهدد أرواح ألاف الاسرى والاسيرات .

الاطفال الاسرى :

وبدورها أكدت محامية المؤسسة بثينة دقماق على ضرورة التحرك الفوري والجاد وعلى أعلى المستويات المحلية والاقليمية والدولية ومن خلال اللجوء الى محكمة العدل العليا لإنقاذ حياة الاسرى والاسيرات المحتجزين في سجون الاحتلال الاسرائيلي ، وطالبت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان العالمية لممارسة دورها ومسؤولياتها والضغط على الحكومة الاسرائيلية لتحسين الظروف الاعتقالية والمعيشية والصحية للاسرى والمعتقلين الى أن يتم اطلاق سراحهم جميعا دون استثناء .