12/10/2005

يعتبر الأردن من الدول النشطة في مجال حماية البيئة والحياة الفطرية، حيث تم خلال العقود الثلاثة الأخيرة تخصيص سبع محميات طبيعية،وهي تتضمن محمية الشومري التي افتتحت عام 1972،ومحمية ضانا التي تمتد على مساحة اجمالية قدرها 320 كيلومترا مربعا والتي تشتهر بالتنوع الفطري والحيواني فيها،إضافة إلى واحة الأزرق الشهيرة التي تعتبر الموطن الوحيد لأحد الفقاريات الحقيقية المستوطنة في الأردن وهي سمكة أفانيوس السرحاني والتي لا يتعدى حجمها الستة سنتيمترات، وتعد السمكة المستوطنة الوحيدة في الأردن.

وأوضح نشأت حميدان،عضو الجمعية الملكية لحماية الطبيعة والمسؤول عن مشروع بيئي يهدف إلى حماية هذه الفصيلة النادرة:«سميت سمكة أفانيوس السرحاني بهذا الاسم نسبة إلى وادي السرحان الذي يمتد من المملكة العربية السعودية حتى الأردن في واحة الأزرق ثم الصحراء السورية. وتلعب هذه السمكة الصغيرة دورا هاما في المحافظة على التوازن البيئي من خلال تنظيم محتوى المياه السطحية.»

تم التعرف على سمك الـ (أفانيوس سرحاني) للمرة الأولى عام 1983 من قبل الباحثين (فيل ووك، وشول وكرب). وتم تصنيف هذا النوع من الأسماك على أنه فصيلة معرضة للإنقراض وذلك كنتيجة مباشرة لعمليات سحب المياه من واحة الأزرق في عام 1983 وفي عام 1995 كان الاعتقاد أن هذه الأسماك قد انقرضت، ولم يتم تسجيلها حتى عام 2000 .

وبدأ على الفور تأهيل الحياة البرية في واحة الأزرق من خلال دعم مالي من منشأة البيئة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وتحت إدارة الجمعية الملكية للمحافظة على الطبيعة في الأردن.

وقد أدت عمليات سحب واستخراج المياه من الواحة، فضلا عن وجود أنواع غريبة من الأسماك إلى تناقص حاد في أعداد أسماك أفانيوس السرحاني، والاعتقاد بانقراضه بشكل كامل. ولهذا، فقد أطلقت الجمعية عام 2000 حملة لإنقاذ هذه الفصيلة.

وفي 2001، حصلت الجمعية على منحة مالية بقيمة 9 آلاف دولار أمريكي من برنامج فورد لمنح المحافظة على البيئة. وقد قامت الجمعية بجمع كميات من الأسماك ووضعها في أحواض صناعية للتكاثر وزيادة عددها، بيد أن التحدي الحقيقي كان إيجاد مواطن طبيعية جديدة لها.

وفي عام 2004، حازت الجمعية على منحة مالية بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي من برنامج فورد، مما أعطاها دفعة قوية.

وقال حميدان: «على مدى السنوات القليلة الماضية، تكللت الجهود المنصبة على إنقاذ هذه الفصيلة النادرة من الأسماك من الانقراض بالنجاح. وحتى هذه اللحظة، تمكنا من تفريخ أكثر من 3 آلاف سمكة في أحواض اصطناعية، وقد انتهينا بالفعل من أعمال تهيئة مواطن بيئية جديدة لها.»

وكان حميدان قد حصل على درجة الماجستير في دراسة حياة وبيئة سمك أفانيوس سرحاني وركز على استراتيجية التكيف التي تستخدمها هذه الأنواع للبقاء تحت الظروف البيئية الصعبة الحالية، مما ساعد على توجيه أنشطة المشروع بالاعتماد على خلفية علمية واضحة.

والآن تدخل الجمعية في المرحلة الثانية من برنامجها المنصب على حماية أسماك (أفانيوس سرحاني). ومن خلال الدعم المالي الذي تقدمه شركة فورد للسيارات، فإنها ستتمكن من توفير عدد أكبر من المواطن الطبيعية لتحسين معدلات تكاثرها.

وأضاف حميدان: «يتوقع أن ينتهي العمل بالمواطن الجديدة بنهاية العام الحالي، وستبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 725,59 مترا مربعا، مما يعني زيادة المساحة المائية للواحة بنسبة 5 بالمائة.»

ويعنى برنامج فورد لمنح المحافظة على البيئة بتقديم الدعم المالي للمشاريع الصغيرة وغير الربحية القائمة. وتقوم لجنة تحكيم تضم خبراء ومختصين في شؤون البيئة من مختلف دول المنطقة بتقييم المشاركات ومن ثم اختيار الفائزين بالمنح ضمن الفئات التالية: المحافظة على البيئة الطبيعية، التعليم البيئي، وهندسة المحافظة على الموارد الطبيعية. وفي العام الماضي، تم اختيار 12 مشروعا بيئيا لنيل منح فورد النقدية.

ولا تزال شروط الإشتراك في برنامج منح المحافظة على البيئة كما هي. وتقبل الطلبات من الهيئات البيئية والإجتماعية غير الربحية الصغيرة والمتوسطة الحجم والأفراد في دول مجلس التعاون الخليجي ودول المشرق، والذين يقومون بتنفيذ مشاريع بيئية في ثلاثة مجالات: المحافظة على البيئة الطبيعية، التعليم البيئي، وهندسة المحافظة على الموارد الطبيعية.