14 يوليو / تموز 2007
فلسطين

** الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان – anhri **
المصدر: المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى)

لم يشهد الإعلام الفلسطيني (مجزرة) كتلك التي حدثت في الشهر الماضي, ولا انتهاكات أسوأ من حيث حجمها وعددها, على أيدي مجموعات فلسطينية مسلحة, تمثلت في اقتحام وإحراق مؤسسات إعلامية ونهب وتدمير معداتها, ومنع من البث وطباعة وتوزيع صحف, واعتقال صحفيين وتهديدهم وإطلاق النار عليهم.

لقد أدى احتدام الصراع بين حركتي فتح وحماس في الأشهر الأخيرة وبشكل خاص الشهر الماضي, إلى مساس خطير بحرية الرأي والتعبير (رغم تأكيد المسئولين في الطرفين, على التزامهم وحرصهم على حرية الإعلام, لكن ما كان يدور على الأرض يشير إلى العكس تماما), فقد هجر الصحفيون الأجانب قطاع غزة و أصبح الصحفيون الفلسطينيون يخشون من تغطية الأحداث وتداول المعلومات ونشرها وفقا للمعايير المهنية, لان ذلك سيؤدي الىاغضاب احد طرفي الصراع, كما أدى هذا الوضع الى نشوء ظاهرة سيادة الخوف والحذر الشديد في أوساط الصحفيين, الذين باتوا يخشون من التعبير عن آرائهم بحرية, كما أدى إلى توقف بعض المحطات الإذاعية عن البث مثل (صوت الحرية وصوت الشباب), وذلك خوفا على حياة العاملين فيها, وبعضها توقفت عن البث والعمل كإذاعة صوت العمال بعد احتلال القوة التنفيذية لمقرها, ومكاتب تلفزيون الأقصى في الضفة بعد قرار إغلاقها من قبل السلطة, ووقف طباعة وتوزيع بعض الصحف في الضفة مثل صحيفة فلسطين اليومية, التي تصدر في غزة, بعد تلقى مطبعة الأيام تهديدا بعدم طباعتها, والى هرب بعض الصحفيين إلى خارج القطاع, منهم على سبيل المثال سيف الدين شاهين مراسل قناة العربية, ومجدي العرابيد مدير وصاحب إذاعة صوت الحرية, بعضهم توارى عن الأنظار والبعض الآخر أصبح مطاردا من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية, مثل محمد اشتيوي مدير مكتب فضائية الأقصى في الضفة الغربية (اعتقل في 2/7 وأطلق سراحه في اليوم التالي), كما ان بعض وسائل الإعلام طلبت من مراسليها توخي الحذر الشديد خوفا على حياتهم, والبعض لجأ الى نشر تقاريره واخباره بدون اسم, وكف آخرون عن العمل سواء بشكل ذاتي, أو بطلب من مسئوليهم كما هو حال وسائل الإعلام الرسمية في قطاع غزة.

ان هذا الوضع الخطير أدى إلى تعزز الرقابة الذاتية لدى الصحفيين ووسائل الإعلام المستقلة, والى انقسام عامودي في وسائل الإعلام المحلية, التي أصبح معظمها يوالي اما حماس أو حكومة الطوارئ المعينة من السلطة الفلسطينية, مما أدى إلى غياب الموضوعية في تناولها للأحداث, وقليلة هي وسائل الإعلام المحلية التي حافظت على الحياد.

يعتقد ان معظم الانتهاكات التي تمت في قطاع غزة ارتكبتها المجموعات المسلحة التابعة لحركة حماس والقوة التنفيذية, وفي الضفة الغربية المجموعات المسلحة التابعة لحركة فتح وأجهزة الأمن الفلسطينية, حيث أخذت طابعا ثأريا وانتقاميا, كما ان وسائل الإعلام التي تعرضت للاعتداء, محسوبة أما على حماس او فتح, او يعتقد احدهما انها محسوبة على الآخر, باستثناء مكتب وكالة بال ميديا المستقلة و إذاعة صوت الشعب المحسوبة على الجبهة الشعبية في قطاع غزة, التي يمكن ان يكون الاعتداء عليها جرى من اجل نهب معداتها وأجهزتها كما حدث مع تلفزيون آفاق في نابلس, كما تعرضت بعض وسائل الإعلام المستقلة إلى التهديد والضغوط من اجل الترويج لوجهتي نظر طرفي الصراع, كما ان اتهام قناة الجزيرة بالانحياز إلى حركة حماس يعتقد انه شجع مجموعة مسلحة تابعة لفتح باحراق مكتب بال ميديا في نابلس الذي يديره الصحفي حسن التيتي, الذي يعمل مع قناة الجزيرة أيضا.

لقد قامت العديد من وسائل الإعلام خاصة المحطات الإذاعية والتلفزيونية والمواقع الإخبارية الالكترونية التابعة لفتح وحماس أو القريبة منها بالتحريض وصب الزيت على نار الخلافات,و تحولت الى اداة رئيسية في الصراع الدائر بين الحركتين, خلال السنتين الأخيرتين, وخاصة منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية في الخامس والعشرين من كانون ثاني 2006, حيث بلغ ذلك ذورته في ألشهر الماضي, وقد وصف مدير مكتب صحيفة الحياة الجديدة في مدينة غزة في تقرير له نشرته الصحيفة في 16 /6/2007 الوضع كالتالي:(عكس الخطاب الإعلامي للعديد من الإذاعات والمواقع الإخبارية والحوارية الالكترونية إضافة لقناتي فلسطين والأقصى الفضائيتين طبيعة ما يجري على الأرض من اقتتال حاول كل فريق تسويقه إعلاميا بما يخدم أهدافه الخاصة وهي تغطية في كثير من الأحيان ابعد ما تكون عن المهنية او المصداقية).

ان الصراع الدموي وما افرزه من نتائج على الأرض وما صحبه من اعتداءات على الصحفيين ووسائل الإعلام أدى إلى تراجع الإعلام الفلسطيني تراجعا كبيرا وخطيرا, ينذر بسيادة لونين من الإعلام الأول تابع لحماس او موالي لها في قطاع غزة والآخر تابع لفتح والسلطة الفلسطينية او متحيز لها في الضفة الغربية, مما ينسف كل الجهود السابقة من اجل تطويرها, والحد من تعددية وسائل الإعلام وتنوعها وفقدانها لحريتها, مما سيؤدي الى سيادة وجهتي نظر فقط, الامر الذي سيحرم الجمهور الفلسطيني من الإطلاع على ما يجري في الأراضي الفلسطينية من أحداث, بشكل موضوعي ونزيه.

إن مركز مدى:
يدعو قيادة حركتي فتح وحماس بالإيعاز للمجموعات المسلحة التابعة لهما بوقف الاعتداءات على الصحفيين ووسائل الإعلام في الضفة الغربية قطاع غزة, وإعادة الأجهزة والمعدات التي تمت مصادرتها من مقرات وسائل الإعلام المختلفة, وتعويض ما تم تدميره من ممتلكات والتي تقدر بملايين الدولارات, وتمكين وسائل الإعلام المختلفة من العمل بحرية.

يدعو إلى ملاحقة كافة المسؤولين عن جرائم الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية وتقديمهم للعدالة. يدعو الى التعامل مع الصحفيين ووسائل الإعلام حسب القانون, وليس وفقا لشريعة الغاب.

يدعو حكومة إسماعيل هنية المقالة, وحكومة الطوارئ برئاسة سلام فياض, الى الالتزام بالقانون الفلسطيني الأساس وقانون المطبوعات والنشر, والمواثيق الدولية, التي تكفل حري الرأي والتعبير, وتمكين وسائل الإعلام من العمل بحرية وبدون ضغوط, وحمايتها من اعتداءات المجموعات المسلحة.

يدعو الصحفيين ووسائل الإعلام إلى الالتزام بالمعايير الصحفية المهنية, والدعوة الى التسامح وحل الخلافات في الساحة الفلسطينية بالطرق السلمية ونبذ العنف.

يدعو المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على حكومة إسرائيل لوقف انتهاكاتها للحريات الإعلامية, وإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين, وملاحقة المسئولين عن جرائم الاعتداءات على الصحفيين وتقديمهم للمحاكمة. يرحب مجددا بإطلاق سراح مراسل بي بي سي الن جونستون, ويأمل ان تكون هذه آخر عملية اختطاف لصحفيين تشهدها الأراضي الفلسطينية.

لمزيد من المعلومات:
موسى الريماوي-المنسق العام
madapalestine@yahoo.com

لمزيد من المعلومات برجاء الاتصال ب:
جمال عيد
المدير التنفيذي
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
شارع 105 ميدان الحرية – المعادي – القاهرة – مصر
ت / فاكس : 5249544
إيميل : info@anhri.net
: gamal4eid@yahoo.com
الموقع: www.anhri.net