24/8/2008

نجح مساء أمس العشرات من نشطاء حقوق الإنسان والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني ومع قطاع غزة المحاصر من كسر الحصار والوصول إلى القطاع على متن سفينتين، وذلك بعد رحلة بحرية استمرت حوالي (50) ساعة وسط حالة من القلق والترقب، وبعد تكرار دولة الاحتلال إعلان نيتها منع السفينتين من الوصول إلى غزة، وقيامها بمحاولة تعطيل أجهزة الاتصال والرصد البحري للسفينتين.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن سعادته وترحيبه بنجاح السفينتين في الوصول إلى غزة بعد رحلة شاقة توجت عامين من الجهود الحثيثة من التحضير والتجهيز وجمع التبرعات لتمويل الرحلة، فإنه يرى فيها انتصاراً لقيم الحرية والتضامن وتأكيداً على الأمل الذي لم يفارق الفلسطينيين في أن ضمير الشعوب لا زال حياً وأن للحرية مدافعين لا يطال اليأس قلوبهم، ولا يترددون في بذل التضحيات وتحمل الصعاب ومواجهة التهديدات والتحديات مهما كبرت انتصاراً لقيمها ولحقوق الإنسان.

مركز الميزان لحقوق الإنسان يرى في نجاح سفينتي فك الحصار عن غزة رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي تذكره بواجباته والتزاماته القانونية والأخلاقية تجاه السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولاسيما معاناة السكان المدنيين الناجمة عن استمرار سياسة العقاب الجماعي التعسفية المتمثلة في الحصار المشدد الذي تفرضه دولة الاحتلال على قطاع غزة منذ أكثر من العام، وهي في الوقت نفسه تفضح هذه الجريمة المتواصلة وتشكل صرخة للضمير العالمي الذي ما عاد يقبل باستمرار قتل الحياة في غزة والتضحية بحقوق الإنسان وقيم الحق والخير والعدل من أجل تحقيق مصالح سياسية واقتصادية ضيقة على حساب تلك الحقوق.

كما يشدد المركز على أن هذه الخطوة تأتي في سياق متصل من النضال المتواصل الذي يخوضه أنصار الحرية دفاعاً عن الشعب الفلسطيني وانتصاراً لمعاناته وحقوق الثابتة، فهي امتداد طبيعي للمقاومة الشعبية التي تشكل حركة التضامن الدولي جزءاً منها، خاصةً في مواجهة بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية. كما أنها امتداد طبيعي للرسالة التي دفع من أجلها كل من ريتشيل كوري وتوماس هوريندال حياتهما ثمناً لها في مواجهة سياسة القتل والتدمير المنظم التي ترتكبه قوات الاحتلال في قطاع غزة وفي محاولة لحماية المدنيين وممتلكاتهم.

والمركز إذ يدعو الفلسطينيين لمواصلة جهودهم الرامية إلى تعزيز العلاقة مع الشعوب ومؤسسات المجتمع المدني حول العالم والتمسك بإرث شعبنا الثقافي الذي يقوم على التسامح والتنوع والاختلاف والانفتاح على العالم، فإنه يجدد مطالبته المجتمع الدولي بالتخلص من عجزة والتحرك العاجل للوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية تجاه السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية عموماً وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، والعمل على رفع الحصار عن غزة وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره بنفسه إعمالاً لمبادئ القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان.

انتهى