18/05/2008

إسرائيل تتخلى عن التزاماتها القانونية
كشف النائب عيسى قراقع مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي عن قانون تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى إقراره يقضي بتحويل السجون في إسرائيل من القطاع العام إلى القطاع الخاص على غرار الحواجز العسكرية التي تم تسليمها للشركات الخاصة. وكان القانون قد سن عام 2004 في الكنيست الإسرائيلي وتعكف محكمة العدل العليا الإسرائيلية على مناقشته للنظر في مدى قانونيته تحت ضغط كبير من القضاة لإقراره.

ورأى قراقع أن قانون خصخصة السجون يأتي في سياق تحويل السجون إلى قطاع إنتاجي يدر الأرباح على الرأسمال الإسرائيلي وخزينة الحكومة وهو تنصل تام لحكومة إسرائيل عن مسؤولياتها القانونية اتجاه حقوق الأسرى في ظل اعتراف هذه الحكومة أنها لا تقوم بالتزاماتها الإنسانية والمعيشية تجاه الأسرى الفلسطينيين…

ويعتبر تسليم السجون إلى القطاع الخاص الإسرائيلي يأتي في نطاق المنافسة على الاستفادة من ملايين الشواقل التي تدخل إلى الأسرى سنوياً عبر وزارة الأسرى وأهالي المعتقلين حيث تباع المواد الغذائية للأسرى داخل السجون بأسعار مضاعفة ومرتفعة عما هي عليه في السوق الخارجي.

إضافة إلى المنافسة للاستفادة من ملايين الشواقل التي تفرضها محاكم الاحتلال كغرامات مالية على الأسرى ومن الخصومات المالية التي تقتطع من حسابات الأسرى داخل السجون كعقوبات متكررة بحقهم.

ورأى قراقع أن خصخصة حقوق الأسرى سابقة خطيرة والتعامل مع المعتقلين كالتعامل مع المطاعم والمحلات التجارية يعتبر انتهاكاً كبيراً لحقوق الإنسان الأسير واهانة لكرامته الإنسانية. وتوقع قراقع أن تتدهور أوضاع الأسرى في ظل استلام الشركات الخاصة لإدارة السجون لأن من مصلحتها زيادة العقوبات المالية على الأسرى والتقليل من النفقات على تحسين شروط حياة المعتقلين لصالح جني أرباح كبيرة.

وحذر قراقع من النظرة الإسرائيلية العنصرية والدونية التي تنظر إلى الأسرى كمنتج اقتصادي مجردين من حقوقهم السياسية والإنسانية والقانونية.ان من مصلحة القطاع الخاص الإسرائيلي زيادة عدد الأسرى واستمرار الاعتقالات وعدم وجود حل سياسي لقضيتهم لأن في ذلك مكاسب مالية ومصالح اقتصادية مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص.