10/12/2007
يصادف اليوم العاشر من كانون أول/ ديسمبر الذكرى السنوية التاسعة والخمسين لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو يعتبر المثل الأعلى الإنساني المشترك الذي ينبغي أن تصبو إليه البشرية جمعاء، وتعمل بشكل جدي من اجل تحقيق ما تضمنه من حقوق وحريات متأصلة في الطبيعة الإنسانية.
وكان اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948 فرصة الدولية التي قررت فيها الأسرة الدولية ممثلة بحكوماتها وبصورة جماعية من خلال منظمة الأمم المتحدة إعلاناً لحقوق الإنسان، والذي أضحى مرشداً للبشرية جمعاء، ومعياراً تقاس به درجة احترام حقوق الإنسان في كل الدول.
مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان إذ تشارك شعوب العالم بإحياء هذه الذكرى فإنها تذكر بأن الشعب الفلسطيني لازال يعاني من استمرار الاحتلال بعد اقتلاع وتشريده من أرضه على أيدي العصابات الصهيونية والجيش الإسرائيلي، في واحدة من أبشع صور التطهير العرقي التي شهدها التاريخ المعاصر،ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن، يدفع الشعب الفلسطيني يومياً ثمن صمت المجتمع الدولي على ما تعرض له وما يزال من أعمال قتل وتشريد وإهدار لأبسط حقوق الإنسان الجماعية والفردية.
الضمير تشير الى أن الفلسطينيين ومنذ أكثر من نصف قرن يعاني من الاحتلال الحربي الإسرائيلي الذي ينفذ جرائم تتعارض وأدنى مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث انتهاك حق المواطنين الفلسطينيين في الحياة والحرية والسلامة الشخصية عبر سياسات القتل العمد والاغتيالات إلى انتهاج سياسات التعذيب والعقوبات والمعاملات القاسية و الحاطة بالكرامة، ومن تنفيذ حملات الاعتقال العشوائي إلى الحرمان من الحق في حرية التنقل والحركة، وانتهاءً بفرض حصار اقتصادي خانق وظالم ضد الشعب الفلسطيني وذلك ليس لشيء بل لأنه مارس الديمقراطية واختار من يمثله في إدارة شؤون السلطة.
وفقا لتوثيق مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان فان العام الحالي شهد تطور كمي وكيفي على صعيد استمرار دولة الاحتلال الإسرائيلي بسياسيتها الرامية لقتل وإرهاب الشعب الفلسطيني، التي تأخذ أشكالا قمعية و بشكل ملحوظ ، وقد تجلت هذه السياسات بقرار حكومة الاحتلال الحربي الاسرائيلي اعتبار قطاع غزة كياناً معادياً، ما ترتب عليه من إجراءات قاسية وتعسفية بحق الشعب راح ضحيتها خلال شهر نوفمبر الماضي (31) مواطن، فضلا عن ذلك فان دولة الاحتلال لم تستثني من إجراءات حصارها المرضى الفلسطينيين الذين حرموا بدورهم من السفر لتلقي العلاج اللازم لهم في مشافي خارج قطاع غزة، مما أدي إلى موت (16) مواطن خلال شهر نوفمبر الماضي.
ان كل السنوات السابقة برهنت وبشكل واضح وحقيقي بان دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تحترم المثل الأعلى التي صاغتها الأسرة الدولية لنفسها لتحكم تصرفاتها تجاه مواطنيها أو سكان الأقاليم التي تخضع لسيطرتها، وهذا أوصل الى حقيقة ان دولة الاحتلال دولة عنصرية لا تكترث ولا تهتم لمبادئ حقوق الإنسان التي تضمنها الإعلان العالمي، وما يدعوا للأسف استمرار صمت المجتمع الدولي تجاه تصرفات دولة الاحتلال الإسرائيلي، بل وفى بعض الأحيان يدعم ويؤيد مثل هذه سياسيات الإسرائيلية التي تتنافى مع قواعد ونصوص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي دخل اغلبها في ما يسمى بالضمير العرف الدولي الملزم.
مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان تنتهز فرصة حلول الذكرى السنوية لليوم العالمي لحقوق الإنسان لتوجه نداءها للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية ولكل المدافعين عن حقوق الإنسان ولكل دعاة حقوق الانسان ة في العالم للتدخل الفاعل من أجل وقف انتهاكات قوات الاحتلال الجسيمة ضد الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية الدولية الفورية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ، وتسجل مؤسسة الضمير أيضا ما يلي:
- الضميـر تطالب المجتمع الدولي بالتوقف عن تشجيع الاحتلال والخروج عن حالة الصمت من اجل الضغط على حكومة الاحتلال لتطبيقها القانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
- الضميـر تطالب الدول السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف الرابعة بالوفاء بالتزاماتها القانونية وواجباتها الإنسانية وتدعوها للعمل الجاد من اجل إنهاء الاحتلال الحربي لفلسطين والعمل أيضا لوقف كافة السياسيات والإجراءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين.
- الضميـر تؤكد في هذه المناسبة على ضرورة العمل من اجل حماية المعتقلين الفلسطينيين في سجون دولة الاحتلال وتطبيق القانون الدولي عليهم بمنحهم كافة حقوقهم وذلك في ظل الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على المعتقلين في سجونها.
- الضميـر تدعوا المجتمع الدولي لتفعيل الآليات الدولية الجنائية للمحاسبة ولتقديم مقترفي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من الإسرائيليين إلى العدالة الجنائية الدولية ،وأيضا تفعيل دور المحاكم الوطنية بمجال محاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
- أخيرا فان الضمير توجه تحيتها الى كل الشعوب المناضلة من اجل الحرية والكرامة الإنسانية ،والى كل المدافعين عن حقوق الإنسان في كل مكان وعلى وجه الخصوص نشطاء حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة