18/10/2009

أصدر مجلس حقوق الإنسان ظهر يوم الجمعة الماضية الموافق 16 أكتوبر ( تشرين الأول)2009، قرار تبني بموجبة تقرير بعثة تقصي الحقائق بشأن النزاع في غزة، بأغلبية 25 صوت، ومعارضة 06 أصوات، وامتناع 11 دولة عن التصويت و05 دول لا موقف لها، وذلك خلال الدورة الاستثنائية للمجلس، التي عقدت في جنيف يومي 15و16 أكتوبر 2009 لمناقشة تقرير جولدستون.

وكان مجلس حقوق الإنسان قد عقد جلسته الاستثنائية بناءاً على طلب 18 دولة من بين الدول الأعضاء في المجلس، التي تجاوبت مع دعوة وتحرك السلطة الفلسطينية لعقد دورة استثنائية للنظر في التقرير من جديد بعد قرار تأجيله لدورة العادية للمجلس التي ستعقد بمارس المقبل.

جاء قرار مجلس حقوق الإنسان ليؤكد على بدء اتساع رقعة المحاسبة والمسائلة الدولية لمرتكبي جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، ويؤكد من جديد على أن صوت العدالة الدولية يعلو على جميع الأصوات الشاذة التي حاولت تسييس نتائج وتوصيات تقرير جولدستون لمصلحة إبقاء دولة الاحتلال الإسرائيلي ممثلة بوكلائها السياسيين والعسكريين خارج إطار آليات المحاسبة الدولية.

إن تبني المجلس للقرار يدلل على تعامله مع مضمون تقرير جولدستون بطريقة قانونية محضة، على الرغم من أن المجتمع الدولي بكافة مؤسساته قد دأب على تسييس حقوق الضحايا الفلسطينيين، ولم يعمل مبادئ القانون الدولي في التعامل مع انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي المنظمة والممنهجة.

يشكل قرار مجلس حقوق الإنسان قوة قانونية تلزم دولة الاحتلال الإسرائيلي بسرعة تنفيذ التوصيات المتعلقة بها وبشكل خاص البدء فوراً بتحقيقات مستقلة تحترم المعايير الدولية في الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات أخرى خطيرة للقانون الدولي.

يفرض قرار مجلس حقوق الإنسان على المجتمع الدولي، لاسيما الأمين العام للأمم المتحدة و أعضاء الجمعية العامة ومجلس الأمن احترامه، والسعي الجاد لوضع توصيات التقرير موضع التنفيذ، وتجاوز عقدة تغليب المصالح السياسية على القانونية والإنسانية بوقف تسييس قضية انتهاكات القانون الدولي التي ترتكبها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتوقف عن الكيل بمكيالين فالعدالة وبشكل خاص العدالة الدولية الجنائية واحدة لا تجزأ .

مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان إذ ترحب بقرار مجلس حقوق الإنسان، وإذ تشيد بالدول الأعضاء في المجلس التي ساعدت مواقفها وتحركاتها على تبني المجلس لتقرير جولدستون، و إذ تثمن مرة أخري عمل بعثة تقصي الحقائق، فإنها :-

  1. تنظر للقرار بأهمية بالغة على اعتباره القرار الأول من نوعه الذي يصدر عن المجلس، ويشكل فرصة ذهبية للمجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة لإمكانية محاسبة ومسائلة مجرمي الحرب، وضمان حقوق ضحايا الانتهاكات، وتجنيب الآخرين ولايات النزاعات المسلحة.
  2. تؤكد بان تبني القرار يجب أن يتبعه مواصلة الجهود المشتركة لضمان متابعة تنفيذ توصياته، حتى الوصول لتحقيق العدالة للضحايا الفلسطينيين.
  3. تطالب مجلس الأمن والجمعية العامة باتخاذ الإجراءات الضرورية لتنفيذ توصيات تقرير جولدستون، والسعي لاتخاذ إجراءات فعالة تضمن حق الضحايا في الإنصاف والعدالة.
  4. الضمير تثمن الموقف المصري على وجه الخصوص الذي كان له دور في انجاح التصويت لصالح التقرير ، كما وتبرق بتحياتها لكل منظمات حقوق الانسان الفلسطينية التي ساهمت بشكل رئيس من أجل اعادة طرح التقرير للتصويت ، اضافة الى منظمات حقوق الانسان العربية والدولية.

انتهى،،،

مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان – غزة