1/7/2005

أكد الدكتور سفيان أبو زايدة، وزير شؤون الأسرى والمحررين، اليوم، أن الأسرى في سجن “نفحة” الصحراوي، يعانون من فرض الغرامات المالية عليهم، وذلك لأتفه الأسباب.

وقال أبو زايدة، بعد زيارة قام بها برفقة هشام عبد الرازق، عضو لجنة الأسرى أمس، لسجن “نفحة”، أن إدارة السجن تفرض غرامة مالية على الأسرى داخل السجن كعقوبة لهم، مشيراً إلى أنه يتم سحب مبلغ الغرامة من الحساب الشخصي للأسير، وإذا لا يوجد مبالغ في حسابه، يتم سحب الغرامة من رصيد التنظيم الذي ينتمي إليه.

وبين أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، تفرض غرامات مالية على الأسرى، تصاعدت داخل السجون بشكل مكثف ومتواصل تصل ما بين 400 -800 شيكل، وذلك لأتفه الأسباب.

وأوضح الوزير أبو زايدة، أن ذلك يشكل ضغطاً نفسياً على الأسير، وعبئاً اقتصادياً جديداً عليه وعلى ذويه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها شعبنا، في وقت لا توفر فيه إدارات السجون المواد الأساسية للأسير مما يضطره لشرائها على نفقته الخاصة من الكنتينة.

وقال أبو زايدة: إلتقينا بممثلي الأسرى من كافة التنظيمات الوطنية والإسلامية وعدد من الأسرى ممن أمضوا سنوات طويلة في السجن في إجتماع مطول استغرق عدة ساعات، واستمعنا إلى مشاكلهم وما يتعرضون له من ممارسات قمعية. وأشار إلى أن الأسرى اشتكوا لهم من أوضاعهم الصعبة والقاسية والأخذة بالتدهور، لافتاً إلى توتر الوضع وتزايد الضغوطات عليهم يوماً بعد يوم بحجج واهية ومختلفة، حيث تقوم إدارة السجن بتفتيش مفاجئ على غرفهم في النهار وفي منتصف الليل، وتقوم قوات خاصة معدة لهذه الأمور وبشكل استفزازي بعملية المداهمة والتفتيش وقلب الغرفة رأساً على عقب والعبث بمحتويات الأسرى وأحياناً تدميرها.

ونوه إلى أن معاناة الأسرى لم تقتصر بالتضييق عليهم فسحب، لكن امتد ذلك للتضييق على اهاليهم عند الزيارة وصلبهم بالخارج لعدة ساعات وخضوعهم لتفتيشات دقيقة ومذلة.

وأوضح أبو زايدة، أن هناك قرابة 950 أسيراً في السجون والمعتقلات الإسرائيلية يعانون أمراض مختلفة وأوضاعهم الصحية تحتاج إلى رعاية مستمرة ومنهم العشرات يعانون أمراضاً مزمنة ويواجهون خطر الموت جراء تدهور وضعهم الصحي، في ظل إهمال طبي متعمد من قبل إدارات السجون وعدم تقديم العلاج المناسب لهم، الأمر الذي يستدعي وبشكل عاجل لتدخل المؤسسات الدولية والحقوقية وإرسال فرق طبية لزيارة الأسرى المرضى وتقديم العلاج الطبي اللازم لهم وإنقاذ حياتهم. ودعا اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتوجيه مندوبيها لزيارة كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية بصورة عاجلة للإطلاع على أوضاع الأسرى الصعبة والقاسية هناك، والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرضون لها والتي تتنافى وكافة المواثيق والأعراف والإتفاقيات الدولية.

من جانبهم ناشد الأسرى في سجن نفحة الصحراوي، كافة منظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي للتدخل الفوري والعاجل للعمل على إطلاق سراح الأسير المريض مراد أبوساكوت، والذي يصارع الموت في مستشفى سجن الرملة، وحالته صعبة جداً ويعاني من سرطان في الرئة، محذرين إدارات السجون من الإستمرار في الإستهتار بحياة الأسرى، والذي أدى مؤخراً لإستشهاد الأسير بشار بني عودة في سجن جلبوع، وبالمناسبة أرسلوا تعازيهم الصادقة إلى ذوي الشهيد بني عودة وإلى شعبهم.

يذكر أن سجن نفحة يقع في صحراء النقب ويبعد 100 كم عن مدينة بئر السبع، وأنشئ وافتتح عام 1980 وكان يتسع حينذاك لـ120 أسيراً فقط ومن ثم تم توسيعه، وإضافة أقسام جديدة إليه، ويعتبر من أشد السجون قساوة، وبنىَّ خصيصاً آنذاك للقيادات الفلسطينية من المعتقلين في مختلف السجون لإخضاعهم للموت التدريجي، وعزلهم عن بقية السجون الأخرى للحد من تأثيرهم، وقد شرعت إدارة السجن في الآونة الأخيرة في بناء قسمين جديدين يتسعان لحوالي 300 أسير، وذلك لاستيعاب عدد اكبر من الأسرى في هذا السجن الصحراوي الذي يتسع في الوقت الحاضر لـ 740 أسيراً

عبد الناصر عوني فروانة
فلسطين خلف القضبان
يختص بشؤون الحركة الوطنية الأسيرة
www.palestinebehindbars.org
تليفون 2847468 جوال 0599361110