9/2005
لم يبقى الأمل في الحرية والانعتاق هو الزاد الذي يكمل من خلاله المئات من المعتقلين الذين امضوا على اعتقالهم عشرات السنين في سجون الاحتلال، بعد أن افنوا زهرات شبابهم خلف القضبان ومنهم من عانق أبنائه لأول مرة داخل أسوار السجن كالاسير فخري البرغوثى الذي اجتمع بنجليه فى سجن عسقلان ليحتضنهم لأول مرة منذ اعتقاله قبل سبعة وعشرين عاماً إن من عاش تجربة السجن يدرك كم هي طويلة وقاسية لكنه يدرك أنه لا مكان للاستسلام وأنا عندما أقف اليوم وأعطي شهادتي هذه وأنظر إلى سبعة وعشرون عاماً من الأسر فإنني أرى صورة كاملة ذات وجهين : لا زلت أملك الطاقة لأكمل، نحن كشعب لا نملك الكثير من الخيارات، المسألة هي أن نكون أو لا نكون فإما أن تكمل بنفس الروح وإما أن تسقط وتنتهي كإنسان وكقضية بهذه الكلمات بدأ (سعيد وجيه العتبة) أقدم أسير فلسطيني حديثه بعد 27 عاماً وثمانية شهور مرت عليه في الأسر ولا زال يعانى قيد السجان ومرارة الاعتقال. الأسرى القدامى فى أرقام وأشار تقرير الوزارة بان هناك 26 أسيراً آخرين أمضوا أكثر من عشرين عاماً في السجون وأقل من 25 عاماً وهم:
أمل وانتظار
والآن فهي ما زالت تصر على نفس المعايير التى تحددها هى فى إطلاق سراح الأسرى ، ولا تستجيب للمطالب الفلسطينية بضرورة إطلاق سراح الأسرى القدامى وقد خلت القوائم التى أعدتها حكومة إسرائيل وأفرجت عنهم عقب مؤتمر شرم الشيخ فى إطار ما تدعيه من حسن النوايا ، خلت من ايِ من الأسرى القدامى أو ذوى الأحكام العالية وأكد الأسرى بان الأنباء التي ترد إليهم عبر وسائل الإعلام عن اجتماعات اللجنة الوزارية الخاصة بوضع معايير جديدة للإفراج عن الأسرى قد تبعث الأمل من جديد فى نفوسهم حول إمكانية الإفراج عنهم ، وأوضحوا بان اى عملية تهدئة لا يمكن أن يكتب لها النجاح الا بإطلاق سراح الأسرى دون قيد أو شرط وحسب جدول زمنى يتم الاتفاق عليه بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلي وطالبوا القيادة الفلسطينية الا تبرم اى اتفاق مع الجانب الاسرائيلى لا يتضمن إطلاق سراح الأسرى وعلى رأسهم القدامى ،وان لا تترك المجال مفتوحاً لحسن النوايا الإسرائيلية.
مفارقة غريبة
أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية في قيادة المنطقة الشمالية لجيش الاحتلال حكماً قبل أسبوعين على جندي إسرائيلي قتل فلسطينيًا بالسجن الفعلي لمدة أربعة أشهر فقط و كان الجندى الإسرائيلي قد أطلق النار على سيارة فلسطينية وقتل أحد ركابها وهو الشهيد ( نبيل أحمد جرادات)، أحد سكان مدينة سيلة الحارثية قبل حوالى العام ونصف العام وأدانت المحكمة العسكرية الجندي بالتسبب في حادث قتل بالإهمال والإدلاء بمعلومات كاذبة وتصرفات غير لائقة، وتم إصدار الحكم عليه باربعة شهور ويعتبر هذا الحكم من أشد الأحكام التي أصدرت بحق جنود ارتكبوا مثل هذه الأعمال خلال انتفاضة الأقصى فهل الدماء الإسرائيلية اطهر من الدماء الفلسطينية لكى تبقى حكومة الاحتلال من قتلوا اسرئليين قيد الاعتقال بينما تبرئ من قتلوا الاطفال والنساء بدم بارد ومنهم قتلة الطفلة ايمان الهمص فى رفح والتى أطلق عليها جندى اسرائيلى عمداً ما يزيد عن عشرين رصاصة لتفارق الحياة على الفور، بينما يبرئ الجندى القاتل بحجة انه شك بان حقيبة المدرسة التى تحلمها تحتوى على متفجرات.
أوضاع صعبة
ويقول الأسير عيسى عبد ربه من مخيم الدهيشة والمعتقل منذ العام 1984، ويقضى حكماً بالسجن مدى الحياة ، وهو ممثل المعتقلين السابق فى سجن نفحه، ان أوضاعهم الإعتقالية قاسية للغاية حيث تتعمد إدارة السجن استفزاز الأسرى يومياً من خلال حملات المداهمة والتفتيش المفاجئ للغرف، فى منتصف الليل، والقيام بمصادرة أغراضهم الخاصة، وقطع التيار الكهربائي عنهم كما تتعمد ادارة السجن وكأسلوب استفزازي الدق على سقف الغرف في منتصف الليل لازعاجهم و تعكير صفو حياتهم كما تقوم إدارة السجن بحملة تنقلات واسعة بين الأقسام والغرف ومن سجن الى سجن بهدف خلق حالة من عدم الاستقرار والمعاناة النفسية على الأسير لشل حركته وكذلك لزيادة معاناة الأهل اثناء زيارة أبنائهم فى السجون كما تتعمد نقل الأسرى الذين تصل أموال الكنتين على ارقام حساباتهم بهدف خلق حاله من الإرباك لدى الأسرى، وزادت ادارة السجون من استخدام سياسة العزل الانفرادي ولفترات طويلة بهدف قتل روح الأسير وإضعافه واضاف الأسير عبد ربه، ان إدارة السجن منعت الصلاة الجماعية أثناء فترة الفسحة، وفقط سمحت لهم بالصلاة يوم الجمعة كما تفرض غرامات مالية على الأسرى لأتفه الأسباب، كذلك فان الآلاف من الأسرى ممنوعين من الزيارة بحجج أمنية، كما تستمر إدارة السجون فى سياسة التفتيش العارى بحق الأسرى ولا تكترث لأوضاع المئات من الأسرى المرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة، ومنهم هو الذى يعاني من أزمة ربو.
كبار السن والمرضى
نظراً لأن ظروف السجون التى لا تناسب حياة البشر، وتفتقرا إلى وسائل الرعاية الصحية، وخاصة فى سنوات السبعينات والثمانينات حيث كانت السجون لا تختلف عن المقابر، ومن الأسرى القدامى من استشهد داخل السجن نتيجة الإهمال الطبي واستهتار سلطات الاحتلال بحياة الأسرى، ومنهم الأسير محمد حسن ابوهدوان من القدس، والذى استشهد فى مستشفى اساف هروفيه الاسرائيلى بعد 19 عاماً قضاها فى السجون الإسرائيلية، بعد ان ساءت حالته الصحية الى حد الخطورة نتيجة تعرضه الى جلطة دماغية فقد على أثرها القدرة على معرفة من حوله ورفضت ادارة السجون فى حينه معاينته من قبل طبيب من خارج السجن، او إطلاق سراحه لإكمال علاجه فى الخارج.
تمسك وطني
فالشارع الفلسطيني والفصائل الفلسطينية لن تقبل بأقل من إطلاق سراح الأسرى، ضمن عملية مجدولة تبدأ بإطلاق سراح القدامى وكبار السن ثم الأطفال والنساء لإثبات جدوى العملية السياسية السلمية فى المنطقة ، و القيادة الفلسطينية أوضحت من جانبها مراراً بان موضوع الإفراج عن الأسرى يستطيع ان يسوق اى توافق ويفيد اى اتفاق وعلاقة مستقبلية مع الجانب الإسرائيلي مؤكدة بان لديها الجدية الكاملة والقناعة الراسخة للتعاطي مع هذا الموضوع بكل قوة ومصداقية وانه لن يكون هناك اى اتفاقيات او مفاوضات تخلو من قضية الأسرى والمعتقلين وضرورة إطلاق سراحهم وخاصة القدامى حتى تستطيع القيادة الفلسطينية إقناع الفصائل الفلسطينية المختلفة بالتهدئة . ووزير شئون الأسرى د. سفيان أبوزايدة قال بان الجانب الفلسطيني يرفض التعاطى مع الشروط والمعايير الإسرائيلية بشأن الافراج عن الأسرى والمعتقلين فى سجون الاحتلال مؤكداً بان الموقف الفلسطيني واضح جداً فى هذه المسألة وهو لن يقبل بالشروط الإسرائيلية وان على إسرائيل ان تتعامل بجدية مع ملف الأسرى حيث أنها معيار ثقة الشارع الفلسطينى بعملية السلام وأضاف د. ابو زايده بان الجانب الفلسطيني يتمسك بالمعايير الفلسطينية للإفراج عن الأسرى والتى تشمل الإفراج عن الأسرى القدامى الذين اعتقلوا قبل العام 94 دون تمييز بين فصيل واخر والتهمة الموجهة للأسير كذلك تشمل المعايير الفلسطينية ضرورة اطلاق سراح الأطفال جميعهم من السجون والبالغ عددهم 300، وأيضاً الأسرى المرضى واوكافة لأسيرات. |