25 أغسطس 2004

أدلى الأسير الفلسطيني احمد لطفي احمد يوسف من سكان بيت لحم المعتقل في سجن بئر السبع(هولي كدار) المضرب عن الطعام منذ 15/8/2004 بشهادته إلى محامي نادي الأسير فواز شلودي الذي التقاه بالسجن يوم 25/8/2004، وجاء في شهادة الأسير المذكور ما يلي:
1. من ابرز الامور التي تعرض لها الاسرى المضربين عن الطعام، هو ما قامت به ادارة السجن رغم اضرابهم عن الطعام بمصادرة (الملح) من غرف الاسرى وابقت الاسرى داخل الغرف منذ 8 ايام يعيشون فقط على شرب المياه.

2.هناك بعض الاسرى نتيجة الاضراب يطرون للذهاب الى العيادة لتلقي العلاج، وعند وصولهم الى العيادة يتم ابلاغهم انه يمكنهم ان يشربوا السوائل وبعدها يتم ابلاغهم انهم تراجعوا عن اضرابهم ويتم نقلهم الى قسم7، ومن يمتنع عن الشرب يعيدونه الى القسم الذي احضر منه، فالكثير من الاسرى اصبحوا متخوفون من الذهاب للعيادة خوفا من اجبارهم على التراجع عن اضرابهم ونقلهم الى قسم 7.

3.يتم منح المعتقلين ساعة واحدة فقط للخروج الى الساحة (الفورة) وهي عبارة عن ساحة مغلقة من جميع الاتجاهات وبها فقط فتحة صغيرة بالأعلى، ويسمحون بالخروج لعشرون اسير كل ساعة، ويستخدمون جميع الاساليب الاستفزازية حتى يقوموا بضرب الاسرى وقمع الاقسام، حيث انهم بتاريخ 22/8/2004 كان هناك احدى الاسرى واسمه مراد عبيدو اثناء خروجه(للفورة) يتحدث الى احد الضباط وما لبثوا أن شاهدوا انهيال خمسة من شرطة السجن بالضرب المبرح عليه وبعد ذلك تم نقله الى الزنازين.

4.تقوم ادارة السجن بنقل الاسرى بين الحين والحين من غرفة الى غرفة ومن سجن الى سجن ومن قسم الى قسم وخاصة من قسم “اوهالي كيدار” الى “اشل” وبالعكس لكسر معنويات الاسرى المضربين ولعرقلة زيارة المحامين من لقاء الاسرى مثلما حدث مع الأسير غسان خيران الذي كان متفق ان التقي به بنفس اليوم وتم نقله ليلا الى قسم اشل.

5.تقوم ادارة السجن بتفتيش الغرف مرات عديدة تصل في بعض الاحيان الى اربع مرات باليوم مصحوبة بالاستفزازات من قبل السجانين ليكون لهم سبب لقمع الغرفة كاملة.

6.بقوم السجانون بعد الاسرى ثلاث مرات يوميا الساعة السادسة صباحا والثانية عشر ظهرا والسادسة مساء، ولا يكتفوا بذلك بل يقومون ليلا بوضع صافرة على سماعات القسم كاملة لمنع الاسرى من النوم واخذ قسم من الراحة على الاقل لينسون به آلام بطونهم الخاوية.

7.ولم تكتفي ادارة السجن بكل ذلك ولم يشفي السجانين ولم يجدوا طريقة يكسرون بها ارادة الاسرى، فما كان منهم الا ان يقوموا بحفلة شواء اسفل نوافذ غرف المعتقلين المضربون عن الطعام مصحوبا بالصراخ عن لذة الطعام و الشراب.

8.وعدى عن تلك المصاعب والمعاملة المهينة التي تواجه الاسرى اثناء انتقالهم من سجن الى سجن او حين نقلهم الى المحاكم، وما يصاحبها من حالات إغماء، فهناك احد الاسرى يدعى نادر الحروب من الخليل قد انهارت قواه وأغمي عليه اثناء عودته من جلسة محاكمة الى المعتقل.

ووصلت المعاملة المهينة من قبل السجانين أنهم قاموا بالضغط على الأسير مجاهد خلاف وهو معتقل بنفس الغرفة مع الاسير، اثناء تواجده بمحكمة عوفر لحضور جلسة محاكمة، ان السجانون ومعهم مجندة عرضوا عليه اما ان يأكل الطعام الذي احضروه له وهو عبارة عن دجاج او سمك او ان يخلع ملابسه او يقومون بضربه فيختار الاسير ان يخلع ملابسه امام السجانون والمجندة.

9.وهناك أسرى على الرغم من مرضهم لم يتراجعوا عن إضرابهم منهم رائد الفحل فهو قام باستئصال إحدى كليتيه وهو لليوم بكلية واحدة ورفض رفضا تام ان يتراجع عن اضرابه وغيره من الأسرى المرضى الذين يتحملون الآلام ويفضلون الشهادة في سبيل تحقيق مطالبهم.

10.يقوم السجانون بالضغط على الاسرى ويقولون لهم مهما استمريتم بالإضراب لن تنالوا مطالبكم، بل على العكس اذا تراجعتم عن إضرابكم ممكن ان ننظر بمطالبكم ويقولون لهم ان الإضراب ليس بمصلحتكم وانه ممكن ان تموتوا نتيجة لذلك ولن تشاهدوا افراد عائلاتكم مرة أخرى.

11.تقوم الإدارة بنقل أي شخص له نشاط داخل المعتقل الى أي سجن آخر حتى انه بالآونة الأخيرة تم تشكيل لجنة طوارئ بالمعتقل لأجل الإضراب، فتم نقل معظم افرادها الى سجن آخر.

12.هذا غيض من فيض لما يتعرض له الأسرى داخل السجون، ورغم الظروف الصعبة داخل السجن، والاستفزازات من قبل الادارة والسجانين، والجوع وآلام المعدة التي يتعرض لها الأسرى بالمعتقل يأبون إلا ان يتمسكوا بمطالبهم أكثر فأكثر ويصمدون بمعركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها حتى تحقيق اصغر مطلب من مطالبهم فرغم ما شاهدت من هزالة جسد بالمعتقل الذي لم يتناول غير الماء منذ 8 أيام، وجدت به قوة ارادة وارتفاع معنويات تكفي ليفتخر به الشعب بأكمله على مدار السنين.
مع الاحترام

نادي الأسير الفلسطيني