8/3/2006
غزة 8-3-2006 وفـا- وجهت وزارة الأسرى والمحررين، اليوم، رسالة عاجلة إلى السيد جورجيوس جيورجانتاس، مدير البعثة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، طالبته فيها بضرورة التحرك العاجل لوضع حد لاعتداءات إدارة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى، والعمل على زيارة السجون في أسرع وقت.
وكان مدير سجن الدامون، المدعو روبين أقدم قبل أيام، على الاعتداء على الأسير محمد اشتيوي بالضرب المبرح دون أدنى مسؤولية، وذلك إثر جدال ونقاش جرى ما بين الأسير وطاقم الإدارة.
وأوضح الأسرى في رسالة وصلت إلى دائرة الاتصال بالسجون بوزارة الأسرى، أنه على ضوء الاعتداء على الأسير اشتيوي، استنفر الأسرى وأعربوا عن احتجاجهم الشديد، رافضين تعاملهم مع مدير السجن لسلوكه الشاذ وغير المقبول بالمطلق من قبل الأسرى، والذي كان يعمل في سلك الشرطة الإسرائيلية، وتم تعيينه مؤخراً مديراً للسجن.
ووجه الأسرى في سجن الدامون رسائل، إلى الجهات الحقوقية والإنسانية، ناشدوهم فيها إلى التدخل لحمايتهم وحماية حقوقهم الإنسانية، ووضع حد لمثل هكذا اعتداءات، وضمان عدم تكرارها من قبل مدير السجن أو من قبل أي شرطي آخر.
ولفت السيد حسن قنيطة، مدير دائرة الاتصال بالسجون في الوزارة، إلى أنه ستعقد اليوم جلسة بين مدير مصلحة السجون وممثلي الأسرى في السجن لاحتواء الموقف، موضحاً أن الأسرى أبلغوه في رسائلهم بأن أوضاعهم وظروفهم في السجن سيئة للغاية، وأنه إذا لم توقف الإدارة سياستها التصعيدية وما لم تغير سياستها، فإنهم مقبلون على مواجهة ساخنة مع الإدارة، لصيانة كرامتهم وحقوقهم الأساسية وانجازاتهم التاريخية التي دفعوا ثمنها دماً ومعاناة.
وبين قنيطة، أن الوزارة كانت بعثت قبل أيام برسالة إلى ممثل الصليب الأحمر، بعد قيام إدارة سجن “ايشل” بئر السبع، باقتحام غرف الأسرى، وهي مدججة بالهراوات والغاز الخانق، حيث اعتدت على الأسرى، مما أدى إلى إصابة بعضهم، عرف منهم: الأسير يحيى السنوار وطارق الرجبي وزهير الششنية، إضافةً إلى عزل آخرين، الأمر الذي نجم عنه حالة من التوتر والغليان في السجن.
وحول طبيعة سجن الدامون، لفت السيد عبد الناصر فروانة، مدير دائرة الإحصاء بالوزارة، إلى أن هذا السجن أقيم منذ زمن الانتداب البريطاني في أحراش الكرمل بحيفا كمستودع للدخان، حيث تمت المراعاة عند تشييده توفير الرطوبة لحفظ أوراق الدخان، وبعد عام 1948 وضعت إسرائيل يدها عليه وتم تحويله إلى سجن.
وأوضح فروانة، أنه يوجد في سجن الدامون الآن قرابة 360 أسيراً، موزعين على ثلاثة أقسام، حيث يوجد في كل قسم 120 أسيراً، وهؤلاء الأسرى جزء من إجمالي الأسرى في السجون الإسرائيلية، والذين وصل عددهم قرابة ( 9400 أسير) موزعين على قرابة 30 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، مبيناً أن سجن الدامون، سبق وأن أغلق نظراً لظروفه القاسية والسيئة، إلا أن إسرائيل أعادت افتتاحه خلال انتفاضة الأقصى في العام 2000.
واعتبر فروانة، ما يجري في السجون، بأنه مؤشر خطير، و ضمن سياسة مبرمجة هدفها تصعيد الخناق على الأسرى، قد تمتد إلى سجون أخرى، محذراً في الوقت ذاته من أن استمرار ذلك من شأنه أن يفجر الأوضاع في كل السجون، لاسيما وأن جميع الأسرى يعيشون ظروفاً مأساوية، ولم يعودا يحتملون أكثر من ذلك، إضافةً إلى أنهم يجهزون أنفسهم للمواجه القادمة لا محالة، طالما استمرت إدارة السجون في سياستها ولم يوضع حد لعنجهيتها.
ودعا فروانة بالمناسبة، كافة القوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، إلى توحيد الجهود والفعاليات لنصرة قضية الأسرى ومساندتهم في معاركهم المتواصلة، وأن يكون الجميع على أهبة الاستعداد لأية معركة قد يخوضها الأسرى في أية لحظة، وحيا كل الجهود والاستعدادات التي تبذل لإحياء يوم الأسير الفلسطيني.