29/12/2007

رام الله 29-12-2007- أعلن مدير دائرة الإحصاء بوزارة شؤون الأسرى والمحررين، والباحث المتخصص بقضايا الأسرى ، عبد الناصر عوني فروانة ، اليوم، أن باستشهاد الأسير فادي عبد اللطيف أبو الرُّب ، ارتفع اجمالي عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، والموثقين لديها منذ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1967 ، وحتى اليوم ، الى ( 193 ) شهيداً .

وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية قد أعلنت ليلة أمس عن استشهاد الأسير فادي عبد اللطيف أبو الرَّب ( 21 عاماً ) من بلدة قباطية شمال محافظة جنين شمال الضفة الغربيّة بعد تدهور وضعه الصحي في سجن جلبوع ، فيما أكد الأسرى أنه كان يعاني من قبل من أمراض عدة وأبلغ إدارة السجن مراراً بشعوره بتدهور خطير في صحته ، دون تقديم الرعاية الطبية اللازمة له ، وهو ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي .

وفي تقرير احصائي جديد حول شهداء الحركة الأسيرة عقب الإعلان عن استشهاد الأسير أبو الرب ، أشار فروانة إلى أن ( 73 أسيراً )، أي ما نسبته 37.8 % استشهدوا في الفترة ما بين 1967 وحتى 8 ديسمبر 1987 ، وأن ( 120 ) أسير استشهدوا منذ بداية الإنتفضة الأولى في ديسمبر 1987 ولغاية الأول ، حيث أن (42 أسيراً ) استشهدوا خلال الانتفاضة الأولى 9 -12-1987 لغاية منتصف 1994 ، يشكلون ما نسبته 21.8% ، وأوضح التقرير أن (8 أسرى ) استشهدوا من منتصف 1994 م ولغاية 28 سبتمبر- أيلول 2000 ، ويشكلون ما نسبته 4.1 % .

فيما استشهد ( 70 ) أسير خلال انتفاضة الأقصى منذ 28 سبتمبر 2000 ولغاية اليوم ، ويشكلون ما نسبته 36.3 % ، وأرفق فروانة مع تقريره قائمة شاملة لكافة الأسرى الذين استشهدوا منذ العام 1967 وي منشورة على موقعه فلسطين خلف القضبان .

وحول كيفية الإستشهاد أوضح فروانه في تقريره أن ( 70 ) أسيراً استشهدوا نتيجة التعذيب القاسي والمشَّرع في السجون الإسرائيلية والذي يحظى بحماية قانونية لممارسيه وحصانة قضائية لمرتكبيه ويشكلون ما نسبته 36.3 % من مجموع الشهداء الأسرى ، فيما استشهد ( 47 أسيراً ) وما نسبته 24.3 % ، نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتبعة بشكل ممنهج ومبرمج والتي تهدف الى قتل الأسرى ببطء وكان آخرهم الأسير أبو الرب الذي كان يعاني كان يعاني من عدّة أمراض، ورفضت إدارة السجن تقديم العلاج اللازم له ، مبيناً أن الغالبية العظمى من الشهداء ( 76 ) أسيراً وما نسبته 39.4 % ، استشهدوا نتيجة القتل العمد والتصفية الجسدية المباشرة بعد الإعتقال أو اطلاق النار عليهم وهم في السجن كما حصل مؤخراً مع الشهيد محمد الأشقر ، وسياسة القتل العمد هي سياسة قديمة جديدة ، لكنها تصاعدت خلال انتفاضة الأقصى .

وحول توزيع الأسرى الشهداء بالنسبة للمناطق الجغرافية بَين التقرير، أن (111 شهداء) من مجموع الشهداء الأسرى، هم من مواطني الضفة الغربية، ويشكلون ما نسبته 57.5 %، وأن (61 شهيداً ) هم من أبناء قطاع غزة، ويشكلون ما نسبته 31.6%، و(14 شهيداً ) من أبناء القدس وأراضي الـ”48″، ويشكلون ما نسبته 7.3%، وأن هناك (7 شهداء) من مناطق أخرى ويشكلون ما نسبته 3.6 %.

وعن شهداء انتفاضة الأقصى من الأسرى أوضح فروانة أن الغالبية العظمى ممن استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى ( 51 أسيراً ) استشهدوا نتيجة للقتل العمد والتصفية المباشرة بعد الإعتقال ، ويشكلون ما نسبته 72.9 % من مجموع الأسرى الشهداء خلال انتفاضة الأقصى والذين بلغ عددهم ( 70 أسيراً ) ، فيما استشهد ( 3 أسرى ) نتيجة التعذيب ، و( 16 أسيراً ) نتيجة الإهمال الطبي منهم على سبيل المثال لا الحصر محمد الدهامين ، أحمد جوابرة ، وليد عمرو ، محمد أبو هدوان ، بشار بني عودة ..الخ ، بينهم ( 7 أسرى ) استشهدوا خلال العام الجاري 2007 ، وهم جمال السراحين ، وائل القراوي ، ماهر دندن ، شادي السعايدة ، عمر المسالمة ، محمد الأشقر وكان آخر من التحق بقافلة شهداء الحركة الأسيرة هو الأسير فادي أبو الرب الذي استشهد ليلة أمس في سجن جلبوع والذي كان معتقلاً منذ بضعة شهور .

وبيَّن الباحث فروانة أن باستشهاد الأسير فادي عبد اللطيف أبو الرُّب من بلدة قباطية شمال محافظة جنين شمال الضفة الغربيّة، ليلة أمس الجمعة 28-12-2007، نتيجة الإهمال الطبي في سجن جلبوع ، ارتفع عدد الأسرى الذين استشهدوا في ذات السجن منذ افتتاحه في نيسان 2004 ، الى ثلاثة شهداء ، حيث سبق وأن استشهد الأسيران بشار عارف عبد الوالي بني عودة من بلدة طمون في جنين بتاريخ 23-6-2005 ، و ماهر عطا دندن من مخيم بلاطة بنابلس بتاريخ 9-6-2007 ، نتيجة للإهمال الطبي أيضاً .

هذا وأشار التقرير الى أن كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية تفتقر للظروف الصحية المناسبة ، وتنعدم فيها الرعاية الطبية اللازمة في ظل سياسة الإهمال الطبي التي تهدف لقتل الأسرى ببطء ، ويعاني المئات من الأسرى من أمراض صعبة وخطيرة تستدعي اجراء عمليات عاجلة ، الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر.

وعن طبيعة سجن جلبوع ونشأته ذكر فروانة أن سجن جلبوع الإسرائيلي ، يقع في غور بيسان بجوار سجن شطة القديم ويعتبر جزءٌ منه ، وتم تشييده حديثاً خلال الإنتفاضة ، ومع بداية إفتتاحه في نيسان 2004، نقل اليه العشرات من الأسرى أعتبروا من النواة الصلبة للأسرى من كافة السجون ومن مختلف التنظيمات ، أما الآن ففيه قرابة (780 ) أسيراً ويشهد إكتظاظ شديد وظروفه قاسية جديدة.

معتبراً اياه السجن الأشد حراسة في السجون الإسرائيلية حسب المصادر الإسرائيلية ،حيث شُيد بإشراف خبراء ايرلنديين على طريقة السجون الايرلندية ، وهو عبارة عن صندوق مسلح سماءً وأرضاً يفتقد لكل المقومات الانسانية الاساسية ويصفه الأسرى بأنه آخر إبداع للقهر والاضطهاد ، ففيه تمتهن الكرامة وتداس كافة المواثيق الدولية ، وترتفع فيه أسهم البشاعة والقساوة والمعاملة اللاإنسانية تفوق ما سمعناه وعرفناه عن الأوضاع في السجون الأخرى .

وكشف فروانة الى أن العديد من رسائل الأسرى التي سُربت من السجن أو نقلت شفهياً عبر المحامين ، قد حملت مناشدات عدة للهيئات الدولية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل لإنقاذ حياتهم ووقف الانتهاكات التي يتعرضون لها ، وأشار الأسرى مراراً في رسائلهم إلى تردي الأوضاع الصحية للعديد منهم ، بسبب سياسة الإهمال الطبي والحرمان من العلاج بشكل دائم منذ فترة طويلة .

وحمل فروانة حكومة الإحتلال الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل فادي أبو الرب وعن حياة المئات من الأسرى المرضى المحتجزين في ظروف مشابهة وغير إنسانية في العديد من السجون والمعتقلات التي تنعدم فيها العيادات الطبية المناسبة ، وشحة الأدوية الملائمة ، وسيواجهون نفس المصير في حال استمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد ، داعياً الى إجراء تحقيق فوري ومحايد في ظروف وفاة المعتقل أبو الرب ومن قبله العشرات من الأسرى .

وناشد فروانة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيادة فعالية متابعتها لأوضاع الأسرى و ارسال مندوبيها على وجه السرعة للإطلاع عن كثب على أوضاع الأسرى و ظروف احتجازهم ، والعمل مع المؤسسات الدولية الأخرى لإجبار إسرائيل على احترام قواعد القانون الدولي و القانوني الإنساني الدولي والإتفاقيات الدولية وتحديداً اتفاقية جنيف الرابعة ، معتبراً أن قائمة الممارسات الإسرائيلية الطويلة بحق الأسرى تصنف ضمن القانون الدولي كجرائم حرب ، تستوجب محاكمة منفذيها .