20/1/2008

رام الله – 20-1-2008 – أكدت وزارة شئون الأسرى والمحررين ، في بيان صحفي اليوم ، ان وتيرة معاناة الأسرى متصاعدة في كافة سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي ، وعلى مدار فصول السنة المختلفة ، إلاَّ أنها تتفاقم أكثر في فصل الشتاء عن غير من الفصول الأخرى.

وناشدت الوزارة منظمة الصليب الأحمر الدولية الى ارسال مندوبيها على وجه السرعة لزيارة السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، لا سيما تلك التي تقع في المناطق الصحراوية ، او في شمال البلاد ، للإطلاع عن كثب على أوضاعهم المأساوية ، وحجم معاناتهم خلال فصل الشتاء ، في ظل موجة البرد الشديدة و انعدام أدوات التدفئة ، وشحة الأغطية والملابس الشتوية ، وغياب الرعاية الصحية .

وأوضح مدير دائرة الإحصاء بالوزارة عبد الناصر عوني فروانة ، أن طبيعة غرف السجون وعدم دخول الشمس اليها ، وارتفاع نسبة البرودة والرطوبة فيها ، وتلف خيام المعتقلات ، والنقص الحاد في الأغطية والملابس الشتوية ، في ظل شحة زيارات الأهل وعدم السماح لهم أو للوزارة والمؤسسات الحقوقية بادخال الأغطية والملابس الشتوية ، كل هذا يؤدي الى تفاقم معاناتهم ويعرضهم للإصابة بأمراض عديدة .

وأضاف فروانة ان تصاعد الإعتقالات ، وزجهم في السجون والمعتقلات يفاقم من الأزمة ، خاصة في الأقسام الجديدة التي يتم افتتاحها لإستيعاب المعتقلين الجدد في بعض المعتقلات كالنقب وعوفر ومجدو أو في حوارة وبتاح تكفا .

واشار فروانة ان ادارة السجون توفر لهم جزء بسيط من الأغطية ، فيما يتكفل الأسرى القدامى من جمع الباقي من بعضهم البعض وتوفيره للأسرى الجدد ، وبالتالي تتفاقم الأزمة والمعاناة وتعرض حياتهم للخطر ، لافتاً الى ان موجة من البرد الشديد القارس تضرب البلاد منذ عدة أيام ، وان درجة الحرارة انخفضت في بعض السجون والمعتقلات الى تحت الصفر ، وتوفي على اثرها عدد من المواطنين في انحاء مختلفة من البلاد.

وأعرب فروانة عن قلقه على حياة الأسرى عموماً ، حيث انتشار أمراض البرد والشتاء المختلفة ، لا سيما امراض العظام والروماتيزم والتهابات المفاصل وآلام الظهر، والأمراض الصدرية خاصة الإنفلونزا والرشح والتهاب الحلق ونزلة البرد وغيرها ، بالإضافة للأمراض الجلدية حيث شحة المياة الساخنة للإستحمام ، في ظل افتقار السجون للرعاية الطبية وعدم توفر العلاج اللازم ، والغذاء المناسب أيضاً ، مما يؤدي الى سرعة العدوى وانتشار المرض فيما بين الأسرى ، خاصة وان الغرف تعاني من الإكتظاظ الشديد ، وقد تتفاقم تلك الأمراض وتصبح مع الوقت مزمنة ومستفحلة ويصعب علاجها .

ووصف فروانة أوضاع المعتقلين الذين يقبعون في الخيام بالمأساوية ، حيث أن تلك الخيام غير محمية من البرد والمطر ، وممزقة وتالفة ، تسمح بتسرب المياه والهواء البارد لداخلها ، مما يؤدي في أحياناً كثيرة الى اتلاف ملابسهم وحاجياتهم الخاصة ، أو يجعل ملابسهم وفرشاتهم مبللة .

واسترشد بشهادة أحد المعتقلين في معتقل النقب الصحراوي ، حيث أفاد أنهم وفي بعض ليالي الشتاء السابقة لم يتمكنوا من النوم نتيجة قسوة البرد الشديد ، وعدم توفر ما يمكن أن يحميهم منه ، وفي أحسن الأحوال يتمكنون من النوم لسويعات قليلة .

وأشار فروانة ان ادارة السجون لا تكتفي بذلك ، بل تعمد الى اتباع وسائل قمع تُزيد من معاناتهم ، كاقتحام الخيام ليلاً واجبارهم بالجلوس في العراء في ظل قسوة البرد والمطر أحياناً ، ولساعات طويلة بحجة التفتيش ، بالإضافة لحرمانهم من المياه الساخن للاستحمام أو الوضوء، وفي احيان عديدة عاقبتهم بسحب الأغطية التي دخلت في وقت سابق عن طريق الأهل أو المحامين .

واكد وزيرالأسرى اشرف العجرمي ان وزارته في اتصال يومي مع مصلحة السجون الاسرائيلية والمؤسسات المعنية ، لحل الاشكالات المتراكمة والبحث في تحسين الظروف الحياتية اليومية للاسرى موضحا ان الاتصالات تحقق تقدماً ايجابياً .

وكشف فروانة ان وزير الأسرى ووفد مرافق له من الوزارة ، يقوم بزيارات تفقدية لكافة السجون والمعتقلات والإلتقاء بالأسرى والإطلاع عن كثب على اوضاعهم والإستماع لمشاكلهم واحتياجاتهم خاصة في فصل الشتاء ، من أجل العمل على حلها ، وكان آخرها زيارة سجني نفحة وريمون يوم الأربعاء الماضي ، وبئر السبع واهلي كيدار في اليوم التالي .

وناشدت الوزارة كافة المؤسسات الإنسانية للتدخل والضغط على حكومة الإحتلال ، لكي تسمح للأهل والوزارة والمؤسسات الحقوقية بادخال الأغطية والملابس الشتوية لأبنائهم عن طريق الزيارات ، أوعن طريق المحامين ، أو عبر منظمة الصليب الأحمر .

واعتبر فروانة أن استمرار هذه الأزمة دون حل ، يعني استمرار الخطر على أوضاع الأسرى الصحية ، وعلى حياتهم بشكل عام ، متساءلاً كيف يمكن للأسرى تجنب معاناة البرد القارس ومقاومة فصل الشتاء وآثاره وتجنب أمراضه ، في ظل افتقارهم لأدوات التدفئة والأغطية والملابس الشتوية والرعاية الصحية وغيرها ؟ في وقت نعاني فيه ونحن خارج السجن ، من موجة البرد وآثارها رغم توفر ما يفتقر له الأسرى في هذه الظروف !! مما يستدعي التحرك الجاد وتكثيف الجهود وتوحيدها لانقاذ أسرانا قبل فوات الأوان .