16/3/2008
رام الله – 16-3-2008 – ناشد الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائر الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين ، عبد الناصر عوني فروانة ، اليوم ، كافة المؤسسات والفعاليات التي تعنى بالأسرى وبحقوق الإنسان وفي مقدمتها وزارة الأسرى الى التعاون والتوحد حول قضية الأسرى باعتبارها قضية مركزية لا اجتهادات حولها ، والشروع الفوري بعمل نصب تذكاري ضخم ومميز لشهداء الحركة الوطنية الأسيرة في أحد الأماكن الهامة في فلسطين ، وذلك تخليداً لهم و تقديراً لنضالاتهم ووفاءاً لدمائهم الطاهرة ، ويتزامن مع ذلك البدء في إعداد كتاب شامل متكامل يتضمن سيرة حياة كل واحد منهم وصورته وأبرز المحطات في حياته وكيفيه استشهاده ، حفاظاً على تراثهم ، معتبراً أن هذا أقل ما يمكن أن نقدمه لهم في الوقت الراهن ، وفاءاً وتقديرا لنضالاتهم وتضحياتهم خلف القضبان ، وأعرب فروانة عن ثقته العالية في أن تلقى دعوته هذه الإستجابة من قبل الرئاسة والحكومة وعن استعداد وزارته للتعاون مع كل الجهاد بهدف انجاز ذلك .
كما دعا فروانة الى ابقاء هؤلاء الأسرى الشهداء ضمن مسؤوليات وزارة الأسرى والمحررين ، من حيث الخدمات والرواتب التي يفترض أن يتلقاها ذويهم ، مما له من مدلولات معنوية لدى ذويهم وزملائهم الأسرى أيضاً ، باعتبارهم كانوا أسرى ، ويجب ابقائهم ضمن اطار الحركة الوطنية الأسيرة ومرجعيتهم تبقى وزارة الأسرى والمحررين .
واضاف فروانة أن استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق أبنائنا في كل أنحاء فلسطين وتصاعد بشكل خاص في غزة وبيت لحم في الآونة الأخيرة ، لا يمنحنا المبرر في التراجع عن اهتماماتنا ومساندتنا للأسرى ، مؤكداً على أن هؤلاء الأسرى هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ، ويعانون وعلى مدار الساعة أكثر مما نعانيه في أي بقعة من فلسطين ، والهجمة الشرسة عليهم تبدأ بشروق الشمس ولا تنتهي بغروبها ، فهي مستمرة على مدار ساعات ودقائق اليوم ، واذا كانت غزة قد تحولت الى سجن كبير ، فان السجون والمعتقلات الإسرائيلية تحولت الى مقابر وبدائل لأعواد المشانق .
وقال فروانة إن الإستهتار بحياة الأسرى وعدم توفير وسائل الحماية والرعاية الطبية من قبل سلطات الإحتلال ، يجب أن يقابله استنهاض وطني وقومي غير مسبوق لنصرة الأسرى وانقاذ حياة من تبقى منهم على قيد الحياة ليعودوا الى ذويهم سالمين غانمين مشياً على الأقدام ، وبدون أمراض مزمنة .
وتابع ان استشهاد الأسير فضل شاهين يعكس حقيقة خطورة الأوضاع المعيشية والصحية التي يحياها الأسرى ، وقال لم نعد نحتمل ولم يعد شعبنا قادر على تحمل أخبارهم القاسية ولا مشاهد وصور الأسرى وهم عائدين على توابيت الموت ، الأمر الذي يقلق كل أهالي وأبناء الأسرى ، فهم يخشون – لا سمح الله – أن يعود أبنائهم لبيوتهم وبعد سنوات من الأسر والفراق على توابيت الموت .
وناشد فروانة المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والعربية الى البدء في توثيق جرائم ادارة مصلحة السجون بحق الأسرى العزل في سجون الإحتلال .
وأكد فروانة أن آلاف الانتهاكات الجسيمة ارتكبت بحق الأسرى ، وأن ( 195 معتقلا ) استشهدوا منذ العام 1967 ولغاية اليوم ، وآخرهم كان الأسير فضل شاهين الذي استشهد بتاريخ 29 فبراير 2008 في سجن بئر السبع ، إلا أنه وللأسف الشديد لم نسمع عن محاولة واحدة لملاحقة هؤلاء المجرمين ، مما منحهم الإستمرار في جرائمهم ، وتساءل فروانة عن المانع في ملاحقة هؤلاء على الصعيد الدولي .. ؟
وبهذا الصدد دعا فروانة الى تشكيل لجنة من وزارة الأسرى ومن عدة مؤسسات أخرى و البدء الفوري والجدي في جمع وتوثيق المعلومات والشهادات ، واعداد لوائح اتهام ضد مسؤولين في ادارة مصلحة السجون وسجانين ومحققين وأطباء أيضاً ، والإستعانة بمحاميين وحقوقيين دوليين ، لملاحقة هؤلاء المجرمين الذين ارتكبوا أو كانوا مسؤولين عن جرائم ارتكبت بحق الأسرى وذلك لمحاكمتهم أمام المحاكم الدولية .