31/7/2008
طبيب السجن لا يعرف ما به! غزة/ PNN – “سجني عبادة وقتلي شهادة ونفي سياحة”؛ مقولة تتردد كثيراً داخل السجون التابعة للاحتلال في محاولة من الأسرى لقهر السجان الذي يضيق عليهم طوال 24 ساعة لإفراغهم من محتواهم النضالي والجهادي، وفي محاولة منهم للتخفيف عن كاهلهم من ثقل السجن والسجان والبعد والفراق عن الأهل والأحبة.
مثال حي
الأسير زهران أبو عصبة (35 عاماً) من قرية رافات غرب سلفيت مسقط رأس الشهيد المهندس يحيى عياش، اختطف من جامعته ومقاعد دراسته بتاريخ 28\1\1999 وقضى داخل السجون حتى هذه اللحظة تسع سنوات، وحوكم بـ 14 عاماً، ومنذ اعتقاله وحتى هذه اللحظة تنقل بين عدة سجون منها سجن شطة وأيالون والدامون وهشارون وجلبوع والنقب ورامون وأخيراً كان شطه لينقل منه إلى مستشفى الرملة.
الأسير كبقية الأسرى يعاني ما يعانونه من ظلم السجن والسجان والإجراءات القاسية والنقص في الطعام والشراب وكثرة الاقتحامات والمداهمات لأقسام لسجن والتفتيش العاري المخالف لأبسط حقوق الإنسان.
ليلة ظلماء
الأسير كان لديه بعض المشاكل الصحية العادية قبل اعتقاله ولكن ليلة السبت 14\6\2008 كانت ليلة غير عادية وظلماء، فما أن صحا الأسير زهران من النوم إلا ووجد نفسه مرهق ومتعب ووجود ثقلان في رجله اليسرى وثقل باللسان، وبسرعة قام الشباب في القسم باستدعاء طبيب السجن ومن ثم أجريت له الفحوصات الأولية وتم تحويله إلى المستشفى بشكل سريع دون أن يخبر الطبيب احد بما حل بالأسير زهران والذي تفاجأ هو والأسرى بهذا الإجراء.
وبعد ذلك نقل الأسير إلى مستشفى العفولة ووضع بشكل سريع في العناية المكثفة وأخبر انه أصيب بجلطة دماغية، وأن هذه الجلطة أثرت على الجانب الأيسر من جسمه وتسبب بشلل له وتسرب كمية من الدماء إلى المخ بسبب ضغط الشرايين مما يشكل تدهور خطير في صحة الأسير زهران.
إهمال متعمد
إدارة السجن قامت بنقل الأسير زهران ومع خطورة حالته إلى مستشفى سجن الرملة الذي لا تتوفر فيه أدنى متطلبات المستشفى، حيث يعاني الأسير من خدران في رأسه ولا يكاد يشعر به ولا يعرف ما يدور حوله من أحداث وأحياناً كثيرة لا يرى بعينيه بسبب الضغط على شرايين العينيين.
طبيب السجن أخبر الأسير زهران انه لا يعرف ما به ويحاول أن يتنصل من علاجه بدل تحويله إلى مستشفى متخصص وهو ما يحصل مع الكثير من الأسرى المرضى، أمثال ربيع حرب من قرية اسكاكا والذي يعالج بالماء من شظايا في جسمه وشلل نصفي يشله عن الحركة.
مناشدات بلا طائل
وقد ناشدت عائلة الأسير زهران أبو عصبة المؤسسات الحقوقية والإنسانية إنقاذ حياة ابنها والإفراج عنه لمواصلة علاجه وعمل اللازم له من علاج طبيعي وعرضه على طبيب أعصاب قبل تفاقم حالته.
وأوضحت أن وضعه الصحي في حالة تردي حيث أن مستشفى سجن الرملة هو مجرد سجن كبقية السجون والخدمات الطبية فيه ليست بالمستوى الكافي لمعالجة ابنها مما هو فيه والخشية من تفاقمها.
حالة الأسير زهران هي حالة من بين مئات الحالات التي تعاني من الموت البطيء بسبب الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة السجون وهو ما دعا المؤسسات الحقوقية ومن بينها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أكثر من مرة لمعاملة الأسرى الفلسطينيين حسب القانون الدولي واتفاقيات جنيف ولكن الاحتلال لا يستجيب.