2/5/2008

السجون الإسرائيلية هي الأكثر ظلما وقهرا في العام
فروانة يطالب الجزيرة بمنح الأسرى الفلسطينيين جزء بسيط مما منحته للحاج

غزة – 2-5-2008 – طالب الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى عبد الناصر فروانة ، اليوم ، قناة الجزيرة الفضائية بمنح قضايا الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الإحتلال الإسرائيلي ومعاناتهم ومعاناة ذويهم ، جزء بسيط وبسيط جداً من حجم ما منحته لزميلها سامي الحاج الذي أطلق سراحه من سجن غوانتانامو الأمريكي بعد اعتقال دام ست سنوات ، واستهج فروانة الإهمال والتجاهل غير المبرر الذي تتبعه قناة الجزيرة بحق آلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب من كافة المناطق والجنسيات ، من الضفة وغزة والقدس و48 ، من لبنان والجولان والأردن وغيرهم ، ولم تمنحهم سوى حلقة واحدة طوال العام المنصرم كانت قبل أيام ، وبعض الدقائق المعدودة التي لا تُذكر ، في حين منحت زميلها الحاج الذي كان معتقلاً في غوانتانامو بشكل فردي مساحات كبيرة ودقائق وساعات طويلة خلال فترة اعتقاله ، وتساءل فروانة ألا يستحق قرابة عشرة آلاف أسير فلسطيني وعربي من اهتمامات الجزيرة ما نسبته واحد في المائة من الإهتمام الإعلامي الذي حظىّ به الأسير سامي الحاج ومن المساحة التي منحت له على شاشات الجزيرة .. ؟؟ .

وأكد فروانة ان الظروف التي تشهدها السجون الإسرائيلية لا تقل قهراً وبؤساً عن تلك التي يشهدها سجن غوانتانامو الأمريكي ، بل بالعكس ، فهي الأكثر ظلماً وقهراً في العالم وهي بدائل لأعواد المشانق ، وأن ما شاهده ويشاهده العالم من صور للحياة والتعذيب في ” غوانتانامو ” ، ويسمع عما يجري بداخله ، فانها تحدث منذ سنوات طوال داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي ولكن بعيدا عن وسائل الإعلام ، ودون مساندة اعلامية عربية حقيقية لفضح الممارسات التي يتعرضون لها وابراز حجم معاناتهم والعمل من أجل نصرتهم ومساندتهم .

وفي هذا الصدد تطرق فروانة الى السجن الإسرائيلي السري رقم 1391 أو ما عرف لاحقاً “بغوانتانامو الإسرائيلي ” نظراً لأوجه التشابه فيما بين المعسكرين الأمريكي في كوبا والإسرائيلي مجهول المكان، خصوصاً بكل ما يتصل بعلامات الاستفهام القانونية والقضائية التي تحوم حول المعسكرين وبما يجري بداخلهما من تجاوز فاضح لمبادئ الديمقراطية والإتفاقيات الدولية ولأبسط حقوق الإنسان ، والإختفاء لسنوات أحياناً ، وللأبد أحياناً أخرى ، حيث هناك العديد من الأسرى الفلسطينيين والعرب ، لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم،.

وأضاف فروانه لعل معسكر غوانتانامو الأمريكي يتقدم على نظيره الإسرائيلي من حيث الموقع الجمالي على الأقل والضجة الإعلامية التي صاحبته والشهرة والصور التي أخذت من داخله ، في حين يقع غوانتانامو الإسرائيلي بجانب شارع اعتيادي وسط البلاد ، وحظى بسور حصين من التكتم والسرية ، وهو مكان مجهول وغير معرّف على الخرائط .

الإحتلال واحد ، وسجونه متشابهة

ويقول فروانه وبالرغم من انتقادنا لقناة الجزيرة ، إلا اننا نبرق أحر التهاني واصدقها للأخ سامي الحاج وعائلته وشعبه العريق لتحرره من سجن غوانتانامو بعد اعتقال دام ست سنوات ، ونتمى ان تتحرك الحكومات العربية والإسلامية للمطالبة باطلاق سراح ابنائها من هذا السجن سيء الصيت والسمعة ، واضاف فروانة نحن شعب عانينا الحرمان والقهر ومئات الآلاف منا ذاقوا مرارة السجن والتعذيب ولم تعد هناك عائلة فلسطينية إلا وذاق احد افرادها او جميعهم مرارة السجن ، لهذا نحن نحس بهم ونعي جيداً معنى الحرية ونرحب باطلاق سراح أي أسير عربي من سجون الظلم والإحتلال ، فالإحتلال واحد ايا كان اسمه وسجونهم متشابهة بظروفها وأوضاعها وباختلاف مسمياتها وأمكنتها الجغرافية .

وأعرب فروانة عن سعادته الغامرة بمشاهدة الأخ سامي مع أهله ، لكنه أكد تأثره الشديد من الصورة المؤثرة له وهو يحضن طفله ويقبله بحرارة بعد تحرره ، وتمنى أن تتكرر تلك الصور وأن يرى كافة الأسرى الفلسطينيين والعرب عائدين إلى بيوتهم وذويهم وأن يحضنوا أطفالهم بلا قيود وقضبان ،

وناشد فروانة الأمتين العربية والإسلامية وممن شاهدوا تلك الصور ، أن يتذكروا بأن هناك عشرة آلاف أسير فلسطيني وعربي يقبعون الآن في مقابر أعدها وشيدها الإحتلال الإسرائيلي خصيصاً لقتلهم جسديا ومعنويا ونفسيا ، وأطلق عليها سجون ومنحها أسماء مختلفة ، وهؤلاء محرومين من احتضان أبنائهم منذ عشرات السنين ومنهم من هم محرومين من مجرد رؤية أطفالهم وآبائهم وأمهاتهم منذ سنوات طوال ، وبالمناسبة ناشد فروانة وسائل الإعلام العربية والإسلامية المختلفة ولا سيما قناة الجزيرة الفضائية بمنح قضايا الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي ومعاناتهم المساحة الكافية والإهتمام الكبير وبما يوازي حجم معاناتهم وتضحياتهم ، وأن تستمر في تسليط الضوء على الأسرى العرب المحتجزين في سجن غوانتانامو ، لا أن تتوقف بمجرد اطلاق سراح زميلها سامي الحاج ..