15/12/2008
بداية نبرق أحر التهاني وأصدقها لكافة الأسرى الذين أطلق سراحهم ظهر اليوم ونتمنى أن تشهد المرحلة المقبلة افراجات اضافية تشتمل على أسرى قدامى ومن كافة المناطق .
وبمناسبة الإفراج عن الأسرى تحت ما يسمى ” بادرات حسن النية” فاننا نعيد نشر تقرير احصائي حول الإفراجات السياسية كنا قد اصدرناه فور اعلان الحكومة الإسرائيلية اٌلإفراج عن ( 250 أسير فلسطيني )
مع تعديل الأرقام حيث أفرج اليوم عن ( 227 أسير ) وليس كما أعلن قبل اسبوعين ( 250 اسير ) وبالتالي نعيد توزيع البيان وفقاً للأرقام الجديدة .
وفي الوقت الذي ننظر اليها بعين الرضى والترحاب والتقدير ، فاننا نعتبرها خطوة صغيرة اذا ما قورنت بأعداد الأسرى الكبيرة التي تزيد على التسعة آلاف اسير ، كما أننا ننظر بعين الخطورة للتعامل الإسرائيلي مع هذه القضية وتجاهل قوائم ومطالب السلطة والإصرار على التعامل بشكل أحادي الجانب وفقاً للمعايير افسرائيلية الظالمة ، مما يثير مخاوفنا وقلقنا وخشيتنا من تعزيز تلك المعايير التي مزقت وحدة الأسرى ، ومن المحاولات الإسرائيلية المستمرة الهادفة الى تحويل قضية الأسرى الى قضية انسانية بحتة .
ونحن من جانبنا نؤكد على أن اطلاق سراح الأسرى هو استحقاق سياسي وأساسي لدفع عملية السلام الى الأمام ، لاسيما اطلاق سراح الأسرى القدامى المعتقلين منذ عشرات السنين ومئات الأسرى المعتقلين منذ ما قبل أوسلو .
مع الإحترام
عبد الناصر فروانة
غزة – 15-12-2008 – قال الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر عوني فروانة ، اليوم ، أن الإفراجات السياسية شملت الإفراج عن ( 13352 معتقل ) منذ أوسلو ولغاية اليوم ، حيث تمكنت العملية السلمية وبالرغم مما يمكن أن يُسجل عليها من أخطاء وانتقادات ذات الصلة بقضية الأسرى ، من اطلاق سراح ( 11250 ) معتقل من أصل ( 12500 ) معتقل ، أي ما نسبته 90 % من اجمالي عدد المعتقلين آنذاك ، وذلك خلال الفترة الممتدة مابين أوسلو في 13 أيلول / سبتمبر1993 ولغاية اندلاع إنتفاضة الأقصى في 28 أيلول / سبتمبر 2000 ، بالإضافة الى ( 2102 معتقل ) منذ اندلاع انتفاضة الأقصى ولغاية اليوم ، وذلك خلال سبع دفعات ، وجميعها كانت في عهد السيد الرئيس ” أبو مازن “.
وبهذا الصدد أشاد فروانة بجهود السلطة الوطنية الفلسطينية ، وبجهود السيد الرئيس الراحل الشهيد أبوعمار ، وبجهود السيد الرئيس ” أبو مازن ” وحكومته ، من أجل حرية الأسرى ، معتبراً أن لولا تلك الجهود المتواصلة والإتفاقيات السياسية السابقة لما أقدمت ” اسرائيل ” على اطلاق سراح هؤلاء الأسرى ، ولا عن تلك الدفعات من المعتقلين خلال انتفاضة الأقصى ، مبيناً الى أنه سبق وأن اصدر دراسة شاملة بعنوان ” العملية السلمية والأسرى ” ومنشورة على موقعه الشخصي ” فلسطين خلف القضبان ” ..
وأوضح فروانة أنه وبالرغم مما يمكن أن يُسجل على مجمل الدفعات خلال انتفاضة الأقصى ، من تحفظات وملاحظات ، لا سيما وأن جميعها كانت أحادية الجانب وتحت ما يسمى ” حسن النية ” دون مراعاة المطالب الفلسطينية ، إلا أن السيد الرئيس ” أبو مازن ” قد حقق نجاحات عدة في أكثر من مناسبة خلال انتفاضة الأقصى ، متمثلة في كسر المعايير الإسرائيلية ، وذلك حينما تمكن في مايو / آيار 2003 من اطلاق سراح الأسير أحمد جبارة أبو السكر أقدم أسير فلسطيني آنذاك بعد أن أمضى 27 عاماً في سجون الاحتلال ، و كان آنذاك رئيساً للوزراء ، عشية لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون ، وفي تموز من العام الماضي وضمن الدفعة الثالثة تمكن من اطلاق سراح نائب الأمين العام للجبهة الشعبية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبد الرحيم ملوح ، كما تضمنت نفس الدفعة أحد الأسرى القدامى و( 82 أسير ) كان متبقي لهم ثلاث سنوات ولغاية ثماني سنوات.
وأن الدفعة الرابعة في سبتمبر من العام الماضي شملت ركاد سالم أمين عام أمين عام جبهة التحرير العربية ، و ( 38 معتقل ) كان متبقي لهم ثلاث سنوات ولغاية ست سنوات ، فيما شملت الدفعة الخامسة اطلاق سراح ( 431 معتقلاً ) ونفذت أواخر نوفمبر 2007 وأن ما يعادل 30 % من الدفعة الخامسة أي ( 126 معتقلاً ) كان متبقي لهم ثلاث سنوات ولغاية 9 سنوات .
وأضاف فروانة بأن الدفعة السادسة والتي جرت في أغسطس الماضي كسرت المعايير الإسرائيلية بشكل واضح حيث تضمنت اطلاق سراح أسيرين من القدامى الأول عميد الأسرى سعيد العتبة الذي كان معتقل منذ أكثر من واحد وثلاثين عاماً ، والثاني أبو علي يطا المعتقل منذ ثمانية وعشرين عاماً ، بالإضافة الى النائب السابق حسام خضر ، بالإضافة الى ( 74 معتقل ) أي ما يعادل أكثر من ثلث الدفعة ، كان متبقي لهم ثلاث سنوات ولغاية 11 سنة .
وبيّن فروانة أنه وخلال انتفاضة الأقصى وفي اطار العملية السلمية وتحت ما يسمى ” حسن النية ” أطلقت ” اسرائيل ” سراح ست دفعات من المعتقلين ، أسفرت جميعها عن اطلاق سراح ( 1875 ) معتقل ومعتقلة وجميعهم من الضفة الغربية وقطاع غزة ، فيما استثنت أسرى القدس وأسرى 48 ، وتعتبر الدفعة الجديدة المنوي الإفراج عنه عشية عيد الأضحى هي الدفعة السابعة وتشمل ( 250 معتقل ) .
واستعرض الباحث فروانة في تقريره مجمل تلك الدفعات بالإضافة الى الإفراج عن أبو السكر ، مبيناً بأن الدفعة الأولى كانت عقب تفاهمات شرم الشيخ 2 ، حينما كان السيد ” أبومازن ” يشغل منصب رئيس الوزراء الفلسطيني وأفرجت الحكومة الإسرائيلية بتاريخ 21 فبراير 2005 عن ( 500 معتقل ) ، وفي الثاني من يونيو2005 أفرجت عن الدفعة الثانية وعددهم ( 398 معتقل ) .
فيما الدفعة الثالثة تمت في العشرين من تموز 2007 ، وشملت ( 256 معتقل ) ، و الدفعة الرابعة كانت في سبتمبر من العام الماضي 2007 ، وتضمنت الإفراج عن ( 91 معتقل ) ، و الدفعة الخامسة كما يستعرضها فروانة كانت في أواخر نوفمبر 2007 ، وتضمنت الإفراج عن ( 431 معتقل ) ، أما الدفعة السادسة فكانت في الخامس والعشرين من آب / أغسطس الماضي ، وتضمنت ( 198 معتقلاً ) .
وأضاف فروانة بأن الدفعة التي أفرج عنها اليوم تكون الدفعة السابعة وشملت اطلاق سراح (227معتقل ) ، وبهم يصل عدد المعتقلين الذين أفرج عنهم خلال انتفاضة الأقصى في اطار العملية السلمية الى ( 2102 معتقل ) .
وأعرب فروانة عن ثقته في الجهود المبذولة من قبل الرئاسة والحكومة الفلسطينية ووزارة الأسرى من أجل خدمة الأسرى والتخفيف من معاناتهم وضمان حريتهم ، معرباً في الوقت ذاته عن أمله في أن تتواصل الجهود لضمان شراكة فلسطينية في تحديد القائمة وأن تكون وفقاً للمعايير الفلسطينية وأن تتضمن أسماء أسرى قدامى أمضوا عشرات السنين .
ورحب فروانة بقرار الحكومة الإسرائيلية بالإفراج عن ( 227 معتقل ) بمناسبة عيد الأضحى المبارك ، حتى وان كانت تحت ما يسمى ” حسن النية ” ، ومهما قلَّ عددهم ، معتبراً اياها خطوة صغيرة ولكنها ايجابية ، ومرحب بها من قبل الفلسطينيين ، وتبعث الأمل والتفاؤل لدى الأسرى وذويهم ، لكنها خطوة غير كافية اذا ما قُورِنَت بالعدد الكبير للأسرى والذي تجاوز التسعة آلاف أسير ، فيما المئات منهم مضى على اعتقالهم عقود من الزمن .
وفي هذا الصدد أعرب فروانة عن خشيته من المحاولات الإسرائيلية المستمرة الهادفة الى ابعاد الجانب الفلسطيني في تحديد الأسماء ، وتجريد قضية الأسرى من بُعديها الوطني والسياسي ، وبالتالي تحويلها الى قضية انسانية تخضع فقط لما يسمى ” حسن النوايا ” الإسرائيلية ، وتقدم من طرف واحد بين الفينة والأخرى في اطار العلاقات العامة ، دون مراعاة للمطالب والأولويات الفلسطينية .
وتشير الإحصائيات الى أن قوات الإحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال انتفاضة الأقصى قرابة ( 65 ألف ) مواطن ومواطنية ، ولا زال يوجد أكثر من تسعة آلاف معتقل فلسطيني في سجونها ومعتقلاتها ، بينهم أطفال ونساء ومرضى وشيوخ ووزراء ونواب وقادة سياسيين ، ومئات من ذوي الأحكام العالية ، والمئات من الأسرى القدامى والعشرات ممن مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ، ويعتبر الأسير نائل البرغوثي المعتقل منذ نيسان / ابريل 1978 أقدمهم وعميد الأسرى عموماً ، حيث مضى على اعتقاله أكثر من ثلاثين عاماً .