28/4/2008

واصلت قوات الاحتلال تصعيد جرائم الحرب التي ترتكبها بحق المدنيين في قطاع غزة، لتقتل أربعة أطفال أشقاء وتجرح والدتهم وتقتل شاب آخر في قصف صاروخي على منزل سكني في منطقة عزبة بيت حانون شمال قطاع غزة، وتواصل توغلها في أكثر من منطقة في بلدة بيت حانون. وتشير حصيلة أعمال الرصد التي يقوم بها مركز الميزان، إلى تصعيد قوات الاحتلال لعدوانها، حيث تشير هذه الحصيلة إلى أنه منذ مطلع شهر نيسان (أبريل) الجاري في قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال (66) فلسطينياً من بينهم (20) طفلاً وسيدة، وأوقعت (139) جريحاً من بينهم (18) طفلاً. كما توغلت (29) توغلاً في أراضي قطاع غزة.

وحسب تحقيقات المركز الميدانية، أطلقت الطائرات الإسرائيلية صاروخين عند حوالي الساعة 08:15 من صباح يوم الاثنين الموافق 28/4/2008، سقطا أمام مدخل منزل المواطن أحمد عيد حسين أبو معتق، الكائن قرب مسجد عبدالله عزام، في عزبة بيت حانون. وتسبب القصف في مقتل أربعة أطفال أشقاء وإصابة والدتهم وشقيقتيهم بجراح خطيرة، وهم: الطفل مسعد أحمد عيد أبو معتق لم يتجاوز العام الأول من عمره، الطفلة هناء أحمد عيد أبو معتق (3 أعوام)، الطفلة ردينة أحمد عيد أبو معتق (4 أعوام), الطفل صالح أحمد عيد أبو معتق(5 أعوام) والشاب إبراهيم سالم سليمان حجوج (20 عاماً) تصادف وجوده بالقرب من مدخل المنزل. وفيما أصيبت والدة الأطفال الأربعة ميسر مطلق أبو معتق (40 عاماً) وشقيقتيهم أسماء أحمد أبو معتق (10 أعوام) وصفت حالتها بالخطيرة وشيماء أحمد أبو معتق (6 أعوام). أوقع القصف الإسرائيلي (11) جريحاً، من بينهم (4) أطفال، ومن بين الجرحى (5) وصفت جراحهم بالخطيرة.

وحسب أعمال الرصد التي يواصلها مركز الميزان فقد توغلت قوات الاحتلال بقوات راجلة مدعومة بقوة مؤللة مكونة من حوالي (20 آلية عسكرية) عند حوالي الساعة 06:00 من صباح يوم الاثنين الموافق 28/4/2008، تحت غطاء جوي من طائرات الاستطلاع، حيث تمركزت تلك القوة في مناطق (نهاية شارع السلطان عبد الحميد، الشنطي، ثكنة الغزالات “جنوب غرب بيت حانون”، وتلة الحاووز، قبة أم النصر “شمال أبراج حي الندى”، واتخذت تلك الآليات أماكن قتالية وفتحت نيرانها تجاه منازل السكان المدنيين في عزبة بيت حانون وشارعي السكة والسلطان، غرب بيت حانون.

وفيما تواصل تلك القوات توغلها حتى صدور هذا البيان، تواصل قصفها للبنايات السكنية ومحيطه، حيث قصفت عند حوالي الساعة 09:30 من صباح يوم الاثنين الموافق 28/4/2008، حوالي “عشرة قذائف مدفعية أصابت محيط أبراج الندى والعودة، وأصابت قذيفة منها الطبقة السابعة من البرج رقم (7) من أبراج العودة والطبقة الرابعة من البرج رقم (4) من أبراج الندى دون وقوع إصابات. وأحدثت عملية القصف أضراراًً جزئية في الشقق السكنية الكائنة في البرجين، وأوقعت الرعب في صفوف المدنيين ولاسيما الأطفال منهم. كما أطلقت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، صاروخاً واحداً، عند حوالي الساعة 10:20 من صباح يوم الاثنين الموافق 28/4/2008، سقط في منطقة مفتوحة في شارع الواد، غرب بيت حانون دون وقوع إصابات أو أضرار.

وتجدر الإشارة إلى أن تصعيد الهجمات الحربية الإسرائيلية على سكان القطاع، يأتي مترافقاً مع استمرار الحصار الخانق الذي تفرضه تلك القوات على سكان قطاع غزة، وينتهك جملة حقوق الإنسان بالنسبة لسكانه ويطال أوجه الحياة المختلفة لسكانه. مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن استنكاره الشديد لأعمال القتل المتصاعدة التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة ضد المدنيين ولاسيما الأطفال، واستهداف البيانات السكنية بالقصف المدفعي، ومواصلة تشديد الحصار الخانق الذي يطال الشأن الإنساني. والمركز يؤكد على أن هذه الممارسات تشكل انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني وترقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

مركز الميزان إذ يجدد مطالبته المتكررة للمجتمع الدولي بالعمل الفوري على رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، الذي يمس بحياة السكان ويهدد بوقف عمل المستشفيات والطواقم الطبية وفي مقدمتها طواقم الإسعاف، في ظل أعمال القتل المتصاعدة، فإنه يجدد تحذيره المجتمع الدولي من مغبة الاستمرار في صمته تجاه هذه الجرائم، ولاسيما في ظل التصريحات الإسرائيلية المتلاحقة، التي تتوعد سكان القطاع بهجمات قاسية.

ويطالب مركز الميزان المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين في الأراضي الفلسطينية كجزء من واجبها القانوني والأخلاقي تجاه السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل الفوري على وقف تصعيد قوات الاحتلال لجرائمها والتي تترافق مع استمرارها في محاصرة المدنيين في قطاع غزة ومساسها بحاجاتهم الإنسانية الملحة.

انتهى لمزيد من التفاصيل حول الجرحى والآثار السلبية للحصار والإغلاق المفروض على قطاع الاتصال بمركز الميزان عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني.

ملاحظة: يذكر أن الأم ميسر مطلق أبو معتق (40 عاماً) لقيت حتفها في المستشفى متأثرة بجراحها بعد صدور هذا البيان

انتهى