3/4/2009
غزة- 3-4-2009 – أعرب الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، في بيان صحفي وزعه اليوم بمناسبة دخول عميد الأسرى ” نائل البرغوثي ” عامه الثاني والثلاثين في الأسر، عن جل احترامه وتقديره ، وبالغ فخره واعتزازه بهذا الأسير وأمثاله من الأسرى القدامى ورموز المقاومة ، لصمودهم وثباتهم .
كما وأعرب في الوقت ذاته عن ألمه وحزنه و خجله من استمرار بقائهم في الأسر ، محملاً السلطة الوطنية الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية ممثلة بحزب الله ، المسؤولية عن بقائه ورفاقه في غياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي لعجزهم عن تحريرهم .
وأكد فروانة على أن استمرار دولة الاحتلال باحتجازها للأسير نائل البرغوثي لأكثر من واحد وثلاثين عاماً ، ولمئات الأسرى القدامى منذ عشرات السنين ، ، إنما يعكس مدى انحطاطها الأخلاقي والإنساني والسياسي والقضائي ، وأنها تهدف إلى الانتقام ، من شخص ” البرغوثي ” وأمثاله من رموز المقاومة ، ومحاولة لاعدامهم بشكل بطيء .
استمرار احتجازه سيدفع الى المناشدة بأسر المزيد من الجنود الإسرائيليين
وأضاف : بان استمرار احتجازهم ورفضها إطلاق سراحهم ضمن الإفراجات السياسية السابقة، إنما يعني أيضاً تهرب معلن وصريح لدولة الاحتلال من الاتفاقيات الموقعة مع السلطة الوطنية الفلسطينية ، لاسيما وأن جميع هؤلاء هم معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في مايو / آيار 1994 ، وأن اتفاقية شرم الشيخ الموقعة بتاريخ 4 سبتمبر 1999 عالجت جزءاً من الأخطاء السابقة وتضمنت نصاً واضحاً يضمن تحريرهم ( أن الحكومة الاسرائيلية ستفرج عن المعتقلين الفلسطينيين الذين ارتكبوا مخالفاتهم قبل 13 أيلول 1993 ، والذين اعتقلوا قبل 4 أيار 1994 ( أي قبل إعلان المبادئ وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية ) ، ولكن حكومة الاحتلال لم تلتزم ، مما سيقود إلى مطالبتنا لفصائل المقاومة آسرة ” شاليط ” بالتشدد تجاه مطالبها ، والثبات على مواقفهم ووضع الأسرى القدامى جميعاً على سلم أولوياتهم وعلى رأس قائمتهم دون استثناء أو السماح لحكومة الاحتلال باستبعاد أي منهم ، كما وأن التعنت الإسرائيلي وعدم التجاوب مع هذه المطالب سيقود إلى دعوة ومناشدة فصائل المقاومة بأسر المزيد من الجنود الإسرائيليين بهدف إجبارها على مبادلتهم بهؤلاء الأسرى ، حيث أن ما عجزت عن فرضه المفاوضات ، من المكن أن تفرضه المقاومة .
منتقداً في الوقت ذاته فصائل المقاومة الفلسطينية و” حزب الله ” على عجزهم في تحريرهم واستبعادهم من صفقات التبادل التي أجراها ” حزب الله ” خلال السنوات الماضية ، ووضع حد لسنوات القهر والألم داخل السجون .
” الأسرى القدامى ” حكايات وقصص ممزوجة بالألم والأمل
وذكر فروانة بأن مصطلح ” الأسرى القدامى ” يطلق على الأسرى الفلسطينيين والعرب المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية وهؤلاء عددهم ( 334 ) أسير واقل واحد منهم مضى على اعتقاله خمسة عشر عاماً ، فيما بينهم ( 95 ) أسير مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ، وأن أقدمهم الأسير نائل البرغوثي المعتقل منذ العام 1978 الذي يعتبر ” عميد الأسرى ” .
وقال فروانة : بأن لكل واحد من هؤلاء عشرات القصص والحكايات ، قصص تعتصر لها القلوب ألماً ، وحكايات تُذرف لها الدموع حزناً ومرارة ، قصص وحكايات تكشف مدى حجم الجرائم الإسرائيلية بحقهم بهدف قتلهم معنوياً ونفسياً وجسدياً ببطئ شديد .
وأضاف بأنه وعلى الجانب الآخر فان لهؤلاء قصص وحكايات تُؤرخ في صفحات المجد الفلسطيني العريق ، وتصلح لأن تكون جزء من تراث عريق سُطر خلف القضبان لأجيال من الرجال التي أبت الانكسار وتصدت للجلاد والسجان باصرار وارادة لا تلين وعزيمة لا تقهر ومعنويات لا تتحطم ، قصص وحكايات من البطولة والفداء والصبر وقوة التحمل لمسيرة طويلة من التحدي حافلة بعشرات الإضرابات عن الطعام والخطوات النضالية ضد إدارة السجون ..
وبيَّن فروانة أن من بينهم العشرات فقد أمه أو والده أوكليهما ، ومنهم من لم ير وجه ولده أو كريمته منذ أكثر من عشر سنوات ، ومنهم من ترك ابنته في رحم أمها فزفت الى بيت زوجها دون مشاركته ولو بكلمة ، ومنهم من كبر أبنائه ليؤجلوا زواجهم أملاً بتحررهم ضمن صفقة التبادل ، ومنهم من يقبع في زنازين العزل الإنفرادي منذ سنوات طوال تجاوزت الخمسة عشر عاماً ، ومنهم من هو دائم الإقامة في ما يسمى مستشفى سجن الرملة منذ أكثر من عشر سنوات نظراً لوضعه الصحي الخطير ، ومنهم من يعانون من أمراض عديدة وصعبة ، وجزء منهم عاد بالفعل إلى بيته وأهله في تابوت الموت بعدما رفضت سلطات الاحتلال إطلاق سراحه أمثال الأسير محمد حسن ابوهدوان من القدس، والذى استشهد بتاريخ 4-11-2004 ، بعد أن أمضى 19 عاماً في الأسر، ومن قبله الأسير يوسف دياب العرعير من غزة والذي استشهد بتاريخ 20-6-1998 ، ومن بعدهما الأسير المقدسي مجدي موسى الذي استشهد في بتاريخ 24ديسمبر الماضي بعد أن أمضى 16 عاماً ، ومنهم ومنهم ..
عميد الأسرى بانتظار الحرية أو رقم جديد في موسوعة ” غينتس “
يذكر بأن الأسير نائل صالح عبد الله البرغوثي ” أبو النور ” ( 52 عاماً ) من سكان رام الله ، واعتقل في الرابع من ابريل / نيسان عام 1978 ، وأصدرت محكمة الإحتلال العسكرية بحقه حكماً جائراً يقضي بالسجن مدى الحياة ، ويعتبر عميد الأسرى عموماً ، حيث يتمم عامه الواحد والثلاثين اليوم الجمعة ، وسيدخل غداً عامه الثاني والثلاثين ، وبانتظار بضعة أسابيع ليتخطى الرقم القياسي المسجل في موسوعة ” جينتس ” باسم رفيق دربه الأسير المحرر سعيد العتبة .
يشار بأن راية عميد الأسرى تنتقل من أسير لآخر ، فبعدما انتقلت من أبو السكر للعتبة ، انتقلت في أغسطس من العام الماضي من العتبة إلى نائل البرغوثي بعد تحرر الأول ، فيما لاتزال موسوعة ” غينتس ” تحتفظ بالرقم المسجل باسم ” سعيد العتبة ” الذي أمضى واحد وثلاثين عاماً وشهر تقريباً ، بانتظار الأسابيع القليلة القادمة ، فإما أن ينتقل الرقم باسم ” نائل البرغوثي ” أو أن تنجز صفقة التبادل ويرى النور ” أبو النور ” ويبقى الرقم كما هو مسجل باسم العتبة ؟ .