17/9/2009

غزة – 17-9-2009 – ناشد الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، كافة المؤسسات المختصة بالأسرى وتلك التي تُعنى بالمرأة الفلسطينية ، بالإضافة لوسائل الإعلام المختلفة ، بتسليط الضوء على معاناة الأسيرات ، والسعي الجاد والفاعل من أجل توثيق تجاربهن بكل جوانبها خلال فترة اعتقالهن داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي على مدار العقود الماضية ولغاية اليوم ، وما تعرضن له من تعذيب وحشي ومعاملة قاسية وتفتيش عاري مذل و تحرش جنسي ومحاولات اغتصاب وغيرها من الممارسات المشينة التي مست بكرامتهن وشرفهن .

داعياً في الوقت ذاته كافة الأسيرات المحررات وأيضاً القابعات في سجون الاحتلال إلى التجاوب مع هذا التوجه ومساعدة المؤسسات في توثيق تلك التجارب والانتهاكات الفاضحة والجرائم البشعة التي أُقترفت بحقهن ، والتحلي بدرجة عالية من الجرأة والصراحة في الكشف والحديث عما تعرضن له من مضايقات وممارسات مهينة ومشينة.

وفي السياق ذاته ناشد فروانة الجهات المختصة والمجتمع الفلسطيني ككل إلى احتضان الأسيرات وتوفير حاضنة سياسية ووطنية واجتماعية لهن ، تكفل الدفاع عنهن وحمايتهن من التلسن والشائعات ، وتضمن لهن مستقبل اجتماعي ووظيفي يليق بنضالاتهن وتضحياتهن ، على اعتبار أنهن مناضلات قدمن الكثير من أجل الوطن والشعب والقضية وتعرضن لصنوف مختلفة من العذاب وسطَّرن مواقف عديدة عجز عن تسطيرها الرجال .

تعرضن لما هو أبشع من ذلك ..

وبيّن فروانة بأن شهادات عديدة وسابقة لأسيرات محررات كشفت تعرضهن مراراً للتفتيش العاري وأحياناً في غرف مثبت فيها كاميرات ، واستخدمت الصور للابتزاز والضغط والمساومة ، وأيضاً تعرضن للتحرش الجنسي من قبل السجانين والسجانات والتهديد بالاغتصاب واقتحام غرفهن فجأة وهن نائمات ، وفي أحياناً كثيرة فرض عليهن تنفيذ حركات مذلة ومشينة أمام السجانين والسجانات .

وأضاف بأن ممارسات مشابهة وكثيرة لا تزال تمارس وتقترف بحق الأسيرات القابعات في سجون الاحتلال .

وأعرب فروانة عن اعتقاده بأن هناك بعض الأسيرات تعرضن خلال فترة اعتقالهن لأكثر من ذلك ، ولكنهن يخشون البوح والإعلان صراحة عما تعرضن له لإعتبارات إجتماعية وعدم تفهم المجتمع الفلسطيني لذلك .

أسيرة فلسطينية تتقدم بشكوى ضد سجان إسرائيلي مارس بحقها أفعال مشينة

جاءت تصريحات فروانة هذه في أعقاب خبر نشرته صحيفة ” يديعوت حرنوت ” العبرية في عددها الصادر صباح اليوم اخميس ومفاده أن أسيرة فلسطينية – لم تذكر اسمها – من سجن هشارون تقدمت بشكوى ضد أحد السجانين بأنه مارس بحقها أفعال مشينة, وقد تم تسريح الجندي في إجازة إجبارية حتى نهاية التحقيق, وفي المقابل تم نقل الأسيرة إلى سجن آخر ، . وقد فتحت تحقيقا في الحادث, فيما أوضح مسئول مصلحة السجون أن الحديث يدور عن حادث مربك وخطير.

وقال فروانة : بأننا نتعاطى مع الخبر بكل جدية ولا نستبعد ذلك ونثنى على موقف الأسيرة وجرأتها ، لأن مثل هذه المواقف يمكن أن تساعد بشكل كبير في تسليط الضوء على معاناة الأسيرات وما يتعرضن له ، ويمكن أن تحد من الممارسات المشينة بحقهن على طريق ايقافها بالكامل ووضع حد لها ، وأن لا معنى لملاحقة المجرمين على جرائم اقترفوها دون توثيق شامل وكامل لجرائم وشهادات الضحايا .

وذكر فروانة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ومنذ العام 1967 ولغاية الآن اعتقلت أكثر من ( 10000 ) عشرة آلاف مواطنة فلسطينية من أعمار وشرائح مختلفة حيث طالت الاعتقالات أمهات وزوجات وفتيات قاصرات..الخ ، وبعضهن أنجبن داخل الأسر في ظروف صحية صعبة ، فيما لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز في سجونها ( 51 أسيرة ) في ظروف صعبة ، وأن بعضهن يقضين أحكاماً بالسجن الفعلي لسنوات طويلة تصل لمؤبد عدة مرات .

أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية

الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان
www.palestinebehindbars.org