2/6/2007
في الوقت الذي احتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من ايار الماضي, شهدت الأراضي الفلسطينية تطورا خطيرا في الاعتداءات على الصحفيين والحريات الإعلامية, تمثل بإعدام محرر الشؤون الاقتصادية في جريدة فلسطين اليومية الصحفي سليمان العشي, والموظف الإداري فيها محمد عبدو, والصحفي عصام الجوجو من موقع فلسطين مباشر الإخباري, فمنذ اغتيال الصحفي خليل الزبن في الثاني من اذار 2004 لم تشهد الأراضي الفلسطينية عمليات قتل للصحفيين من قبل مجموعات فلسطينية مسلحة (قتل الصحفي زكريا احمد في 21/6/2006 بشظايا صاروخ إسرائيلي ), إضافة إلى اختطاف مدير مكتب قناة ابو ظبي عبد السلام أبو عسكر, والمدقق اللغوي في صحيفة الرسالة أسامة ابو مسامح, من قبل مجموعات فلسطينية مسلحة, ان تلك الجرائم تمثل ارتفاعا خطيرا في درجة العنف الموجه ضد الصحفيين ومؤشرا سلبيا جدا في انتهاك الحريات الإعلامية, الأمر الذي يثير بالغ القلق, ويلقي بظلال سوداء ملطخة بالدم على حرية الرأي والتعبير.
إن هذه الجرائم البشعة, تضاف إلى السجل المخزي للمعتدين على الحريات الإعلامية في فلسطين, الذين يتمادون يوما بعد يوم في انتهاكاتهم الفاضحة لحرية الرأي والتعبير, مستغلين غياب القانون وحالة الفلتان الأمني, التي تسود الأراضي الفلسطينية, خاصة في قطاع غزة, الذي شهد هذه الشهر الماضي ذورة جديدة من أعمال العنف المتبادل.
إن حجم ما تعرض له الصحفيون والعاملون في صحيفة فلسطين اليومية والوحيدة التي تصدر في قطاع غزة,و التي لم يمض على صدور عددها الأول حوالي الشهر(3/5/2007), يؤشر إلى العقبات والمخاطر التي يواجهها الصحفيون والعاملون في وسائل الإعلام الفلسطينية, ويشكل عقبة كبيرة أمام تطور وسائل الإعلام المحلية, ويضع محاذير كثيرة أمام كل من يفكر في الاستثمار في هذا القطاع الحيوي والمهم.
ان مركز مدى يدعو السلطة والحكومة الفلسطينية, بالتحقيق في صحة المعلومات التي أفادت بتورط أفراد من الأجهزة الأمنية والقوة التنفيذية, في حوادث قتل العشي وعبدو والجوجو واختطاف ابو عسكر وابو مسامح, وملاحقة كافة المسؤلين عن جرائم الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية, وتقديمهم للعدالة.
ان من الملاحظ ان بعض وسائل الإعلام في قطاع غزة خاصة الإذاعية والالكترونية منها, تلعب دورا تحريضيا, مما يساهم في تأزيم الوضع الداخلي, ويصب الزيت على نار الاقتتال والصراع بين حركتي فتح وحماس, لذا فان مركز مدى يطالب وسائل الإعلام, احترام المعايير المهنية والتحلي بالموضوعية والنزاهة, في تغطيتها للأحداث ونقلها للمعلومات ونشرها.
ان مركز مدى يجدد الإعراب عن بالغ قلقه على مصير مراسل بي بي سي ألن جونستون المختطف منذ الثاني عشر من آذار الماضي(رغم ظهوره حيا معافى, في الشريط الذي وزعه الخاطفون وتم بثه في وسائل الإعلام ), خاصة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في قطاع غزة, وتكثيف العدوان الإسرائيلي عليه في الأسابيع الأخيرة, ويجدد دعوته للسلطة والحكومة الفلسطينية لبذل المزيد من الجهود لإطلاق سراحه.
من جهتها صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءاتها على الحريات الإعلامية, خلال الشهر الماضي, والتي كان أسوأها اعتقال مدير مكتب صحيفة فلسطين اليومية في الضفة الغربية وليد خالد, واقتحام ومصادرة معدات وأجهزة من خمسة محطات تلفزيونية وإذاعية في مدينة نابلس, كما لوحظ استمرارها في الاعتداء على الصحفيين والمشاركين في المظاهرات السلمية, المناهضة لبناء سور الفصل العنصري ومصادرة الأراضي, خاصة في قرى بلعين وأم سلمون وارطاس وبني نعيم في محاولة منها لحجب الحقيقة, حيث كان المثل الأبرز على ذلك إطلاق النار من مسافة قريبة جدا لا تتجاوز المترين وبشكل متعمد على مصور وكالة فرانس برس عباس المومني, إن هذه الممارسات المنافية لكل القوانين والمواثيق الدولية ترتكب من دولة تدعي أنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط.
ان مركز مدى يطالب المؤسسات الإنسانية الدولية, بالضغط على حكومة إسرائيل, لإطلاق سراح خالد وكافة الصحفيين المعتقلين في سجونها, ووقف انتهاكاتها للحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة, وتقديم المسئولين عن تلك الجرائم للعدالة.
ملخص التقرير الشهري
-
- 1. (1/5)- الاعتداء بالضرب على المصور الصحفي محفوظ ابو ترك, ومصور قناة دبي نائل منصور, من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي, مما أدى إلى إصابته بجرح في عينه, وذلك أثناء تغطيتهما لمسيرة عمالية بمناسبة عيد العمال العالمي بالقرب من حاجز قلنديا شمال القدس.
-
- 2. (2/5)- محاولة دهس مصور وكالة وفا سيف الدحلة, مصور وكالة اسوشيتدبرس محمد البلاص, مراسل الجزيرة علي السمودي, ومصور وكالة رويترز محمد تركمان, من قبل سائق جرافة عسكرية إسرائيلية, حيث طاردهم بالجرافة مرتين في احد الشوارع الضيقة لمخيم جنين أثناء تغطيتهم لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمخيم, وقيام عدد من الشبان بإلقاء الحجارة على الجرافة.
-
- 3. (9/5)- الاعتداء على مصور وكالة رويتر بسام مسعود, ومصور وكالة وفا يعقوب ابو غلوة وتكسير كاميرتيهما, من قبل مسلحي إحدى العائلات في خانيونس, أثناء تغطيتهما لاعتداء المجموعة المسلحة, على مقر شركة الاتصالات في المدينة.
-
- 4. (12/5)- اعتقال مراسل التلفزيون الفلسطيني في مدينة القدس محمد السيد, عند حاجز رنتيس ( رام الله), والتحقيق معه من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية لمدة أربع ساعات, أطلقت سراحه بعدها.
-
- 5. (13/5) اختطاف وإعدام الصحفي سليمان عبد الرحيم العشي(25 عاما), المحرر في صحيفة فلسطين اليومية, وإصابة الموظف الإداري في الصحيفة محمد مطر عبدو(25 عاما), بجراح خطيرة في قدميه, من قبل مجموعة فلسطينية مسلحة, كان يرتدي أفرادها الزي الرسمي في مدينة غزة.
-
- 6. (14/5) وفاة الموظف الإداري في صحيفة فلسطين محمد مطر عبدو(25 عاما), في مستشفى الشفاء بمدينة غزة, متأثرا بالجراح التي اصيب بها في اليوم السابق.
-
- 7. (15/5) إعدام الصحفي عصام محمد الجوجو(22عاما) من موقع فلسطين مباشر الإخباري, من قبل مجموعة فلسطينية مسلحة, بعد إنزاله من سيارته في وسط مدينة غزة, حيث كان في مهمة عمل لتغطية حوادث الاقتتال الداخلي, وإطلاق الرصاص عليه مما أدى إلى وفاته على الفور.
-
- 8. (15/5) اختطاف المدقق اللغوي في صحيفة الرسالة أسامة ابو مسامح, من قبل مجموعة فلسطينية مسلحة ترتدي الزي الرسمي, بعد إنزاله من السيارة التي كان يستقلها في مدينة غزة, في طريق عودته إلى البيت, والاعتداء عليه بالضرب أثناء التحقيق معه الذي استمر حوالي ثلاث ساعات, نقلوه بعدها وهو معصوب العينين إلى مكان في وسط غزة, وأطلقوا النار على ساقيه وتركوه في المكان, حيث تم نقله لاحقا إلى مستشفى الشفاء للعلاج.
-
- 9. (16/5)- محاصرة العشرات من الصحفيين داخل أبراج شوا والحصري, الجوهرة, والشروق في مدينة غزة, حيث توجد العديد من مقرات ومكاتب وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية, مثل وكالة أنباء رامتان, تلفزيون الجزيرة والعربية, هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي), أثناء الاشتباكات المسلحة التي دارت بين المجموعات المسلحة التابعة لحركتي فتح وحماس, ورغم ان الحصار لم يكن مقصودا به الصحفيين, لكن حياتهم كانت معرضة للخطر, كما أصاب القصف إذاعة صوت القدس بأضرار مادية في ستوديو البث, مما أدى الى انقطاع بثها لحوالي 12 ساعة.
-
- 10. (18/5)- اختطاف الصحفي عبد السلام ابوعسكر مدير مكتب قناة أبو ظبي في قطاع غزة, من قبل مجموعة فلسطينية مسلحة, أثناء عودته إلى منزله مساء في مدينة غزة, وتم اقتياده الى مكان مجهول, وأطلق سراحه سالما معافى بعد ساعتين, العديد من المصادر أكدت انتماء الخاطفين إلى القوة التنفيذية.
-
- 11. (18/5)- اعتقال مدير مكتب صحيفة فلسطين في الضفة الغربية وليد خالد, من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي, بعد مداهمتها لمنزل عائلته في قرية اسكاكا (سلفيت).
-
- 12. (18/5)- الاعتداء بالضرب على طاقم وكالة رويتر في مدينة الخليل (نايف الهشلمون, هيثم عبيد, يسري الجمل, ومأمون وزوز), من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي, أثناء تفريقها لمسيرة في بلدة بني نعيم (الخليل), ضد محاولات مستوطني بني حيفر مصادرة مساحة كبيرة من أراضيهم , كما اعتدت على الصحفيين, أثناء تفريقها لمسيرتي بلعين(رام الله) وام سلمونة (بيت لحم), المناهضتين لبناء جدار الفصل العنصري.
-
- 13. (21/5)- اقتحام ثلاث محطات تلفزيونية ومحطتين إذاعيتين في مدينة نابلس, من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي, ومصادرة أجهزة بث ومعدات ومواد أرشيفية من مقراتها, مما أدى إلى تعطيل بثها, وهي تلفزيون جاما, تلفزيون آفاق, تلفزيون سنا, إذاعة القران الكريم, إذاعة جبل النار, كما اقتحمت تلفزيون نابلس وقامت بعملية تفتيش فيه ولم تصادر أية معدات, وكانت قوات الاحتلال قد اخترقت موجات بث تلفزيون نابلس وإذاعة صوت النجاح, لبث بيانات عسكرية في(25/2/2007), وفي اليوم التالي اقتحمت تلفزيون السنابل واعتقلت مديره نابغ بريك وصادرت معداته, يذكر أن 8 محطات تلفزيونية و3 محطات إذاعية محلية تبث من مدينة نابلس.
-
- 14. (21/5)-إطلاق الرصاص على الطواقم الصحفية لوكالات رويتر, الفرنسية, ومعا, من قبل حراس مستوطنة افرات جنوب بيت لحم, أثناء تغطيتهم للاعتصام الاحتجاجي ضد بناء جدار الفصل العنصري, ومصادرة أراضي من قرية ارطاس.
- 15. (25/5)- إصابة مصور وكالة فرانس برس عباس المومني, بجراح في جبينه من رصاصة مطاطية أطلقها احد جنود الاحتلال الإسرائيلي عليه بشكل متعمد, أثناء تغطيته لمسيرة بلعين الأسبوعية, وقد نقل الى المستشفى في مدينة رام الله لتلقي العلاج, كما قامت باحتجاز عدد من الصحفيين, ومنعتهم من تغطية المسيرة, بحجة أن القرية منطقة عسكرية مغلقة.
لمزيد من المعلومات:
موسى الريماوي-المنسق العام
madapalestine@yahoo.com