8/9/2007

نظمت الجمعية الوطنية للديمقراطية بالتعاون مع المركز الفلسطينى لحقوق الانسان ، وذلك ضمن مشروع تفعيل المؤسسات الاهلية ضد الفوضي الامنية وحماية حقوق الانسان ،الذى تنفذه الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون بالتعاون مع مؤسسة فريدرش ايبرت الالمانية ، لقاء جماهيرى بعنوان حرية الرأي والتعبير بين الواقع والتحديات، وذلك صباح اليوم السبت الموافق 8/9/2007 فى قاعة نادى خدمات رفح بحضور كل من:المحامى راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ، د. سيد ابو مسامح عضو المجلس التشريعي “كتلة التغير والاصلاح ” ، وجيه ابو ظريفة مراسل شبكة NBC الامريكية ،والاستاذابراهيم معمر رئيس الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون .

وافتتح اللقاء الصحفى فادى النحال ،الذى اوضح اهمية عقد اللقاء فى مثل هذه الظروف الصعبة التى يمر بها شعبنا الفلسطينى .

وفى مداخلة المحامي / راجي الصوراني ، حول دور منظمات حقوق الانسان في الدفاع عن حقوق الانسان ، اوضح أن ما حدث في ال 48 ساعة الماضية يجعل حرية الرأي والتعبير محطة يجب الوقوف عندها ويجب أن نتكلم الحقيقة والصراحة ونحن جميعاً شركاء به فحرية الرأي تحدد احترام الإنسان وكرامته ولا يوجد علي الإطلاق ما يبرر ما تقوم به حماس في غزة لا في الواقع ولا في الممارسة و لا في القانون .

والحق في الرأي مكفول في القانون والحق في المسيرة السلمية وهذا الحق اصيل لا يمكن تفنيده وهذا حق مارسناه في عهد الاحتلال وسنمارسه .

واشا ر الى انه بعد 15 يونيو حدث امر خطير وهو انقسام في رأس الهرم السياسي . واستعرض عدد من انتهاكات وتجاوزات القوة التنفيذية لحقوق الانسان مذكرا بما حدث فى مسيرة سلمية بخانيونس قبل اربعين يوم ،حيث تم اعتقال صحفيين من وكالة رامتان لانهم صورا مسيرة لحركة فتح وطلب منهم مصادرة الشريط وتم اجبارهم على مسحه ..

إضافة إلى اعتقال 38 من ابناء حركة فتح واعتقالهم وضربهم واهانتهم . واوضح ان الاعتداء علي الصحافة خط احمر وغير مقبول تنظيم المسيرات والمظاهرات حق لا احد ينكره .

وموضوع السياسة والدين والخلط بينهما امر خطير فمن الناحية القانونية لا يجوز اصدار الفتاوي القانونية الا من ذوي الاختصاص القانونيين فالموضوع نمط من نوع الاحتجاج فالحق في التجمع السلمي بما فيه الصلاة فى الساحات العامة والمكشوفة حق مكفول ومشروع للجميع .

فيجب علي قيادات حماس ان تتعلم مما جري ويضعوا الضوابط حيث لا ياتي اليوم الذي لا ينفع فيه الندم . واعرب الصورانى عن بالغ صدمته جراء تكرار الاعتداءات على الصحفيين والمواطنيين ومنعهم من ممارسة حقهم فى التجمع السلمى وحقهم فى التعبير عن رايهم ، واعتبر انه لا يوجد فى الدنيا مبرر يمكن قبوله يبر ما قامت به حماس من اعتداءات على الصحفيين والمواطنين ،محذرا من مغبة استمرار مثل هذه الاعتداءات ،وتمنى ان تكون هذه الاعتداءات اخر الاعتداءات على الصحفيين والمواطنين ،وذكر حركة حماس ان الحزب السياسى هو خادم للشعب وليس سيد عليه ،واعتبر ان ما تقوم به حركة حماس يتناقض مع نضالها الطويل من اجل الحصول على حقهم بالتظاهر والتعبير عن الرائ قبل دخولها الانتخابات الاخيرة ، وشدد على اهمية ان تستخلص حركة حماس العبر مما جرى .

واعرب الدكتور / سيد ابو مسامح ،عضو المجلس التشريعى ،عن بالغ شكره وتقديره للجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون على تنظيمها هذا اللقاء الهام الذى يهدف الى اعلاه قيمة الانسان ،مؤكدا على ان حرية الرأى والتعبير هى حق مكفول للجميع ،وان حقوق الانسان تولد مجرد ولادة الانسان , واعتبر ان الاساس هو الانسان وقيمة الانسان ،ويوم لا نحترم الانسان فكل القضايا لا معني ولاقيمة لها .

وحرية الرأي والتعبير كفلها القانون الاساسي في فلسطين بل هي ضرورة مجتمعية من اجل فاعلية المجتمع . واعرب عن استيائه الشديد من تكريس ثقافة الاستبداد فى المجتمع الفلسطينى ،مؤكدا ان ثقافة الاستبداد هى سبب من اسباب التخلف للدول ،داعيا الى تعزيز ثقافة حقوق الانسان والديمقراطية ،لانه بالديمقراطية فقط نستيع الوصول الى بر الامان ،ودعا منظمات حقوق الانسان بالتدخل لحماية الحريات العامة وحقوق الانسان وتجسيد الديمقراطية فى تلك المؤسسات لتصبح قادرة على اداء دورها والتدخل وقت الحاجة لتقول الحقيقية مهما كانت . واعتبر ان الشعب هو صاحب القرار ومصدر السلطات ويجب ان يحترم هذا الشعب ويقدر ،ودعا الى احترام حقوق الانسان وخاصة الحق فى التعبير عن الرائ والحق فى التجمع السلمى ،وتمنى ان ياتى اليوم الذى تنظم حركة فتح فيه المسيرات والمظاهرات دون اى اعتداء من احد ،مؤكدا على ان حركة فتح حركة مناضلة قدمت العديد من الشهداء والجرحى ويجب ان تاخذ حقها فى التعبير عن الرأى تماما مثلما طالبت حركة حماس بهذا الحق على مدار سنوات طويلة ,داعيا الى تعزيز العلاقة بين وسائل الاعلام ومؤسسات حقوق الانسان ،كون العلاقة بين وسائل الاعلام وحقوق الانسان هى علاقة تكاملية .

من جانبه اكد الصحفي وجيه ابو ظريفه مراسل شبكة NBC الامريكية ،على ان مفهوم الحرية يعني تعبير الفرد بنفسه عن رايه والحرية لا قيمة لها بدون التعبير عنها وادوات التعبير يجب ان تكون مكفولة وحق للانسان .

والحريات يجب ان تكون مكفولة ووخاصة حرية الصحافة في كل الاوقات في وقت السلم ووقت الحرب وفي كل مكان لا يجوز ان المساس بها او تقييد دورها مهما كان المبرر.

واعتبر ان حرية الرأى والتعبير فى قطاع غزة فى خطر ،واشار الى انه منذ 15/6 /2007 اغلقت حركة حماس كل وسائل الإعلام في غزة ما عدا إذاعة الاقصي ، الأمر الذي يدلل على خطورة ما يجرى الآن ،مؤكدا على أن الصحفيين هم جسم محايد في نقل الخبر والصورة .فالاعتداء علي الصحفيين هو أكثر وسيلة من وساءل القمع فيجب وقف حملات التحريض ضد وسائل الإعلام وإعطاء الحق في وسائل الإعلام، و العمل بحرية ونطالب مؤسسات حقوق الإنسان أن ترصد هذه الانتهاكات وتوثقها وفي النهاية كل هذه الممارسات لن تثنينا عن ممارسة عملنا وسنستمر في العمل . واعتبر أن الصحفيين لن يسامحوا كل من اعتدى عليهم ،وإنهم سيدافعون عن حقهم وفق القانون ،وسوف يطالبون مؤسسات دولية بالتدخل لحمايتهم .

وأكد الأستاذ إبراهيم معمر رئيس الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون ان الحق في حرية الرأي والتعبير والحق في التجمع السلمي،حقان مكملان لبعضهما البعض باعتبار هذان الحقان دعامتين أساسيتين من دعائم الديمقراطية. ولا يمكن الفصل بينهما فكل منهما يكمل الآخر .

فالحق في حرية الرأي والتعبير يتمحور، بشكل أساسي حول حرية إعتناق وتبني المعتقدات والتعبير عنها دون أية قيود قهرية. وان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أكد في مادته الـ (19) على حق كل شخص “… في حرية الرأي والتعبير، و جاء العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ليؤكد مرة أخرى على أهمية هذا الحق .

ولقد جاء القانون الأساسي الفلسطينى (الدستور المؤقت) الصادر في 18 مارس 2003، والمعدل بتاريخ 13 أغسطس 2005، ليؤكد على التزام السلطة الوطنية الفلسطينية باحترام حقوق الإنسان، والحفاظ على الحريات والحقوق العامة. وقد ضمن الدستور الحق في حرية الرأي والتعبير بشكل واضح، حيث أكد في مادته الـ 19 على أنه “لا مساس بحرية الرأي، ولكل إنسان الحق في التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غير ذلك من وسائل التعبير أو الفن مع مراعاة أحكام القانون.”

واوضح أن المجتمع الدولي وضع معاهدات واتفاقيات وقوانين للحفاظ على الحريات العامة للمواطنين ،وكذلك الحال بالنسبة للسلطة الوطنية الفلسطينية التي أولت اهتماما أساسيا بتلك الحريات رغم إصدارها بعض القرارات التي شكلت انتهاك لحقوق الإنسان .

ولكن ما يجرى الآن في قطاع غزة من اعتقالات سياسية لم تفرق بين الصبية وغيرهم من المواطنين ، وتفريق مسيرات بالقوة ومنع الصلاة في الخلاء والاعتداء على الصحفيين وفرض القيود عليهم ،وممارسة التعذيب والاهانة والإذلال بحق من يتم اعتقاله ،لهو مؤشر خطير على غياب ثقافة حقوق الإنسان والقيم والمبادئ الديمقراطية في المجتمع الفلسطيني ، وسيطرة ثقافة العنف والقوة بدلا من ثقافة الحوار والتسامح ،إن ما يجرى في قطاع غزة يشكل انتهاك خطير لحرية الرائ والتعبير بشكل خاص وحقوق الإنسان بشكل عام.

ففي هذه المرحلة الدقيقة والحرجة في تاريخ شعبنا الفلسطيني الجميع مطالب باحترام حقوق وكرامة الإنسان سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة .

وفى نهاية اللقاء اكد المشاركون على مايلى

1- التاكيد على ان الحق فى التعبير عن الرأى هو حق للجميع ولايجوز المساس به .

2- احترام حقوق الانسان وحقه فى التجمع السلمى سواء من اجل الصلاة او التظاهر او المسيرات او عقد الاجتماعات .

3- تحييد الصحفيين من الصراع السياسى ومنحهم الحق بالعمل دون اى اعتداء .

4- ادانة لكافة الممارسات والانتهاكات التى تمارسها القوة التنفيذية بحق المواطنيين .

5- دعوة حركة الجميع لاحترام حقوق الانسان ،ومنحه الحق فى التعبير عن رائه سواء فى الضفة او قطاع غزة .

6- مطالبة مؤسسات حقو ق الانسان بالاستمرار فى القيام بدورها فى الدفاع عن حقوق وكرامة الانسان .