5/11/2007

نظمت الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون بالتعاون مع مؤسسة فردريش ايبرت الالمانية مهرجان جماهيرى حاشد بعنوان “الوفاء للمدافعين عن حقوق الانسان ” ، وذلك صباح اليوم الموافق 5-11-2007 فى قاعة سهر الليالى شرق محافظة رفح ،بحضور كل من النائب فيصل ابو شهلا رئيس لجنة الرقابة و حقوق الانسان فى المجلس التشريعى ، والاستاذ عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الانسان ،والدكتور اسامة عنتر مدير برامج مؤسسة فردريش ايبرت الالمانية ،والاستاذ ابراهيم معمر رئيس الجمعية وممثلى مؤسسات المجتمع المدنى ، جاء ذلك ضمن فعاليات الحفل الختامى لمشروع تفعيل المؤسسات الاهلية ضد الفوضى الامنية وحماية حقوق الانسان فى محافظة رفح ، الذى نفذته الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون بالتعاون مع العديد من مؤسسات المجتمع المدنى فى المحافظة .

وتم افتتاح الحفل بايات من الذكر الحكيم تلاها الشاب احمد معمر ، ومن ثم السلام الوطنى الفلسطينى مع دقيقة صمت وحداد على ضحايا انتهاكات حقوق الانسان فى العالم وشهداء فلسطين .

واكد ابراهيم معمر فى كلمته على ان الواجب الاخلاقى يحتم علينا ، أن نكون أوفياء للجنود المجهولين الذي دافعوا عن حقنا في العيش في وطن حر تسوده العدالة والمساواة ، ونجحوا في تمثيل حقوق الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية ، وتعرضوا للعديد من الملاحقات والمضايقات من قبل أعداء مسيرة حقوق الإنسان ، ومن اجل ذلك ، صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ، بتاريخ 9 ديسمبر/ كانون الأول 1998 إعلان حماية المدافعين عن حقوق الإنسان. وكان الهدف من هذا الإعلان إنصاف العاملين في مجال حقوق الإنسان والتخفيف من معاناتهم. إذ أنهم يعانون معاناة مزدوجة مرة بوصفهم مواطنين يعانون ما يعانيه المجتمع من ظلم واضطهاد وتغييب للحريات والديمقراطية والعدالة، وثانياً بوصفهم نشطاء ومدافعين عن الحقوق الإنسانية للآخرين ، الأمر الذي كثيراً ما يوقعهم في إشكاليات مع السلطات الحاكمة.

واضاف ان اعلان حماية المدافعين صدر من الأمم المتحدة ، واليوم من رفح الصمود كان الوفاء لأولئك المخلصين ، وشدد معمر على ان حماية المدافعين عن حقوق الإنسان مسؤولية وواجب في نفس الوقت. فالسلطة الحاكمة مسؤولة عن حماية النشطاء وتأمين البيئة الضرورية لعملهم. وناشطي حقوق الإنسان مسؤولين أمام المجتمع المحلي والدولي، ومطالبين بالحرص على العمل الجاد لتعزيز مبادئ حقوق الإنسان.وعلى أهمية ان تبقى منظمات حقوق الإنسان بعيدة عن الخلافات والتجاذبات السياسية لكى تتمكن من القيام بدورها بكل صدق وامانة ،لذا يجب عليهم تحري الدقة في تحديد المفاهيم وعدم الانجرار وراء العواطف أو ما يريده الشارع. خاصة أن ما يقومون به من دور هو بمثابة أمانة قبلوا على أنفسهم حملها رغم ثقلها. وشكر معمر مؤسسة فردريش ايبرت الألمانية ، على دوره ومساندته للجمعية فى تحقيق اهدافها .

واكد اسامة عنترفى كلمة القائها فى الحفل ان قضية حقوق الإنسان كانت و لازالت القضية الاجتماعية الأم، التي تتمحور من خلالها جميع القضايا الاجتماعية الأخرى في جميع المجتمعات المدنية. الدفاع و من ثم الحفاظ على صيانة حقوق الإنسان في أي مجتمع مدني، يعني في محصلته النهائية، بان هذا المجتمع المدني ارتقى لدرجة تحققت فيه مفاهيم ومعاني سيادة القانون و مفاهيم تعزيز القيم الديمقراطية في هذا المجتمع. و لكن المحافظة على حقوق الإنسان و بلوغ أسمى معانيها، يبقى حلم يراود الجميع وخاصة قادة المجتمع المدني، الذين يولو اهتماماً من نوع خاص للدفاع عن حقوق الإنسان.

ولغاية هذه اللحظة، لم يتحقق هذا الحلم بجميع أبعاده ليس فقط في فلسطين ولكن في غالبية مجتمعات العالم بأسره، ولا حتى في رؤيتنا للمجتمعات الغربية التي تتشدق بحفاظها على معايير حقوق الإنسان في العالم. ووجه عنتر كلمة للجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون، قال فيها انه لشرف كبير لمؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية أن تشارك هذا الطاقم في هذه الفعاليات التي هدفت لتحقيق أهداف نبيلة للمجتمع الفلسطيني في جنوب قطاع غزة. فبتأسيس شبكة المؤسسات الأهلية للتصدي للفلتان الأمني ولحماية حقوق الإنسان استطاعت هذه الجمعية أن تحشد المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني للوقوف صفا واحداً أمام مظاهر الفلتان الأمني بنشاطاتها المختلفة على الأرض من مؤتمرات و ورشات عمل و اعتصامات و مسيرات حاشدة جابت شوارع مدينة رفح.

وفى كلمة للنائب فيصل ابو شهلا ،اكد على اهمية ان تبقى منظمات حقوق الانسان تعمل بمهنية بعيدة عن الانتماءات الحزبية ، حتى لا تفقد ثقتها امام الراى العام والمجتمع الدولى ، واوضح ان اهم شرط فى عمل منظمات حقوق الانسان هو الحيادية ،داعيا منظمات حقوق الانسان الى الاستمرار فى عملها ودورها ،مناشدها ان تصرخ عاليا فى صوت اعداء الديمقراطية وحقوق الانسان مهما كان هويتهم ، فمن ينتهك حقوق الانسان لا تعريف له الا بعدو لحقوق الانسان ، ووجه ابو شهلا نداءا للمجتمع الدولى بالكف عن انتهاكه لحقوق الشعب الفلسطينى ،معتبرا ان استمرار تنكر دولة الاحتلال لحقوق الشعب الفلسطينى هو استخفاف بالمجتمع الدولى باكمله ، وعلى المجتمع الدولى اعادة حقوق الشعب الفلسطينى وخاصة حقه فى تقرير المصير .

وفى كلمة للاستاذ عصام يونس ،احد ابرز المدافعين عن حقوق الانسان فى قطاع غزة اكد خلالها ان منظمات حقوق الانسان منحازة فقط لضحايا انتهاكات حقوق الانسان ،وستبقى دوما الى جانبهم مهما كلفها ذلك من ثمن ،داعيا الجميع الى احترام حقوق الانسان ، مؤكدا على حق شعبنا الفلسطينى فى نيل حقوقه ،معتبرا ان ممارسات قوات الاحتلال ضد قطاع غزة هى انتهاك خطير لكرامة وحقوق الانسان، وان استمرار الحصار الاقتصادى انتهك كل قيم وحقوق الانسان ،مناشدا المجتمع الدولى بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطينى حتى نيل حقوقه ،مشددا على اهمية ارسال قوات دولية عاجلة لحماية حقوق الانسان فى الاراضى الفلسطينية من غرور الة الحرب الاسرائيلية .

بدورها اكدت يسر حجازى فى كلمة باسم شبكة المؤسسات الاهلية ضد الفوضى الامنية وحماية حقوق الانسان على اهمية ان تستمر انشطة وفعاليات الشبكة ،موضحة ان التعاون والتشبيك بين مؤسسات المجتمع المدنى شرط اساسى لنجاح تلك المؤسسات فى تحقيق اهدافها ،مؤكدة على اهمية دور مؤسسات المجتمع المدنى فى الانضمام لمؤسسات حقوق الانسان ، والعمل على تبنى ونشر ثقافة حقوق الانسان والدفاع عنها ، لان حقوق الانسان تشمل كافة قضايا المجتمع سواء الفقر او البطالة اوالفوضى والفلتان او اغلاق المعابر .

من جانبه شدد احمد ابوعساكر المدير التنفيذى للجمعية خلال عرض مرئى لانشطة المشروع انه لا ديمقراطية دون احتجاجات شعبية وجماهيريه سلميه احتجاجا علي هتك كرامة الإنسان الفلسطيني أينما وجد علي وجه الأرض ومصادرة حقوقه السياسية والاجتماعية والثقافية وتجاهل مطالبهم في الأمن والعمل والحياة بكرامة وعزه . والحق في السفر والتنقل،معتبرا ان منظمات حقوق الانسان تشكل بيت وملاذ للمحرومين والمجروحين فى هذا الوطن بعد ان اغلقت كل الابواب فى وجوههم .

وفى نهاية الحفل تم تكريم منظمات حقوق الانسان الفاعلة فى قطاع غزة وخاصة ،عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الانسان ،والمحامى القدير راجى الصورانى مدير المركز الفلسطينى لحقوق الانسان ،والنائب فيصل ابو شهلا رئيس لجنة الرقابة وحقوق الانسان فى المجلس التشريعى ،والنائب اشرف جمعة عضو لجنة الرقابة وحقوق الانسان ،ومؤسسة فردريش ايبرت الالمانية ممثلة بالدكتور اسامة عنتر ،و28 مؤسسة اهلية ساهمت فى انجاح فعاليات المشروع ،وشارك فى تكريم النشطاء نخبة من قادة مؤسسات المجتمع المدنىوالفصائل السياسية وخاصة درويش ابو شرخ مدير جمعية الامل ،والمحامى حمادة مخيمر ،والشيخ محمد لافى ،وزياد جرغون عضواللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ،والاستاذ صلاح ابو ختله ،والحاجة فاطمة الخطيب رئيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ،وعواطف هليل مدير جمعية اصدقاء الطفل ، وعدد اخر من الشخصيات الوطنية والمجتمعية .

الجمعية الوطنية للديمقراطية و القانون